دور مفقود لوزارة الخارجية

هناك دور وقائي مفقود لوزارة الخارجية السعودية والسفارات في الخارج، أخيراً تكاثرت أخبار قضايا تعرض لها مواطنون في دول عربية وأجنبية، بعضها أدى إلى حالات وفاة جنائية وبعض آخر منها يندرج تحت قضايا النصب أو الاستغلال سواء من بعض المنتمين للسلطات هناك أو من محترفي إجرام، ولست بصدد الغوص في هذه القضايا، بل أريد الإشارة إلى حاجة معلوماتية وقائية لا تعطيها وزارة الخارجية الاهتمام الواجب حتى الآن، على سبيل المثال من المعروف أن إجراءات السفر والتفتيش اختلفت جذرياً، وأصبح التعرض للأشعة في بعض المطارات أمراً قسرياً، وهو ما لا يرضاه كل إنسان، إضافة إلى قوانين أصدرتها حكومات أجنبية – مثل فرنسا – تتعلق بغرامات على الحجاب، ولم ألمس من وزارة الخارجية أي تنبيه للمواطنين في هذا الجانب على رغم أهميته.
مطلوب من وزارة الخارجية السعودية تنوير المواطنين وزيادة ضخ معلومات دقيقة لتوعيتهم حتى لا يقعوا في مواقف صعبة، هذا من ابسط الحقوق، فعندما تنبّه «الخارجية» إلى أن الدولة الفلانية تشترط هذه الإجراءات أو تُغرّم وتخالف على قضية هي من المسلمات في مجتمعنا لابد أن يعلم بها المسافر قبل السفر، ولدى وزارة الخارجية أكثر من وسيلة منها مواقع السفارات على الانترنت التي زرت بعضها ولم أجد سوى أخبار عادية، وهي معنية أيضاً على موقعها الرئيس بتوفير هذه المعلومات.
يضاف إلى هذا حاجة إلى نصائح تخص كل بلد على حدة، يمكن استخلاص هذه النصائح التوعوية من تعدد القضايا التي تقع لمواطنين في الخارج، ليصبح في كل موقع سفارة، معلومات خاصة عن الأخطار أو المحاذير المتكررة في البلد الذي تخدم فيه.
الأمثلة كثيرة في هذا، مثل التنبيه والتحذير من بعض المواقع كالسكن في شقق مفروشة تقع في أحياء معينة من المدينة المقصودة… بعض العواصم العربية التي يفد إليها سياح مواطنون يحرص بعضهم على السكن في شقق أو فنادق، فإذا ما تكررت حوادث يتعرض لها مواطنون في هذه المواقع من الواجب تحذيرهم.
لدى كل بلد ومدينة خصائص معينة ومواقع مشبوهة أو غير آمنة وهو أمر طبيعي كل المدن فيها من ذلك، وشؤون الرعايا في السفارات لديها قضايا تتابعها تخص مواطنين، إما في السجون أو الإيقاف، أو قضايا تعرضوا لها وأضرّت بهم ويحتمل حدوثها لآخرين، لماذا لا يستفاد من هذا الكم المعلوماتي لتكوين صورة واقعية عن المدن المقصودة؟ لست أرى في هذا أي تصادم مع العلاقات الديبلوماسية أو خدش لها. الحاجة -والناس على أبواب الصيف- تستلزم حضوراً نوعياً مكثفاً من الخارجية في الإعلام الداخلي أولاً والمواقع ثانياً، لتتوافر معلومات مفيدة تتاح للجميع، إذا ما أخذ بهذا الاقتراح ستكتشف الوزارة أنها أحسنت للمواطنين وخففت الضغوط على سفاراتها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على دور مفقود لوزارة الخارجية

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ماهي مشكلة يابو احمد واحد كتيب صغير يوزع على المسافرين كل واحد والدولة اللي طافح
    عندها يعطوهم اياه عند باب الطيارة .. والا عند شراء التذكرة المكتب اللي يشتري منه يزكن
    عليه ويقول له انتبه هذه البلد اللي انت رايح فيها مايأكلوا حبحب يأكلوا طرشي والحمد للله .
    وافادكم الله استاذنا .

  2. سليمان الذويخ كتب:

    السفارات بين غار ونار
    على قولة الشاعر : ان حكينا ندمنا وان سكتنا قهر

    وكذلك وزارة الخارجية
    كيف ستتواصل بشكل مستمر مع المواطن ؟!
    تقول عن طريق موقع الكتروني ! وهو الأسهل والاسرع والاقل تكلفة وفي متناول الجميع ..
    هنا تكمن مشكلة
    اية دولة تكتب عن اشكالات امنية يمكن ان يتعرض لها المواطن ستحتج عليك رسميا !!
    وسيتفاقم الأمر ..

    هل نلاحق المواطن ونعطيه جرعات مغذية من الوعي ؟؟
    هذي ايضا من سابع او ثامن او عاشر المستحيلات
    تلك المستحيلات اللي اصبحت تتكاثر بمتوالية هندسية !!

    الغريب قضية فلسطين لم تصنف الى الآن على انها من المستحيلات مع ان الجميع يراها كذلك بما فيهم الفلسطينيون انفسهم !

    اذا يا اخي مالنا الا الصبر
    وليتنا نتأسى ببعض الدول الصغيرة التي دائما ما سخرنا منها وقلنا :
    لا تقارنوننا بدولة ما تجي كبر الرياض !!

    تلك الدول اللي من 30 سنة وهي اصغر من الرياض
    لازالت فعلا اصغر من الرياض
    الياض كبرت وكبرت معها همومنا
    وخلني ساكت احسن بارك الله فيك

  3. فضل الشمري كتب:

    مرحبا اباأحمد, شكرا على النصيحة المستحقة لوزارة الخارجية , أوافقك تماما في مسالة توعية المواطن بتفاصيل السكن و حيث تجد في لندن على سبيل المثال أن هناكمعلومات شبه رسمية تنصح السياح بعدم السكن في بعض الأحياء وخاصة الخليجيين الذين يحملون أموال سائلة ومصوغات !!!
    ثانيا نجد أن بعض الدول تشترط فيزة لدخولها وبعضها لايشترط وهذه إشكالية ( رغم أن السعودي بوجه خاص الأن يواجه صعوبة في الإجراءت وبطء في إعطاء التأشيرات ) وهذا يحسب على وزارة الخارجية هنا !!! وبعض الدول وحتى العربية منها تشترط أن لاتدخل معك من عملتها الرسمية الا مبلغ قليل وذلك بغية الحصول على العملة الصعبة وهذا ينشر يوميا في مواقعهم وأماكنهم الرسمية مثل الخطوط والسفارات التابعة لتلك الدول و أين وزارة الخارجية من هذا , ولك أجمل المنى وللجميع في الموقع المميز … !!!

التعليقات مغلقة.