اليد الممدودة… كانت لمن؟

يبحث العرب والمسلمون عن يد الرئيس الأميركي أوباما التي أعلن مدها للعالم الإسلامي في خطابه الشهير في القاهرة العام الماضي، فلا يجدون سوى الفراغ. السياسة الأميركية بقيت على حالها، تجلت مرة جديدة أخيراً في الموقف من الجريمة الإسرائيلية ضد ركاب سفن الحرية، حتى أن الأحرار الذين يقفون وراء محاولات كسر الحصار عن غزة أطلقوا اسم «رايتشل كوري» على إحدى سفن أسطول الحرية، والاسم لفتاة أميركية في مقتبل العمر قتلتها المجنزرات الإسرائيلية قبل سبعة أعوام حينما كانت تحاول الاعتراض – ضمن ناشطين – على هدم منازل فلسطينيين. بكل برود صهيوني دهست المجنزرة الشابة الأميركية، كانت مأساة إنسانية أغمضت الخارجية الأميركية عينيها عنها ثم وضعتها وراء ظهرها فلم تتخذ موقفاً معتبراً.
ما هـــي هــذه الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل؟ كيف استطاعــت هذه الدويلة أن تكون فوق القوانين والقرارات الدولية فلا تطبق شيئاً منها ولا يطالبها أقوياء العالم بالامتثال، ومع كل هذه الغطرسة ترفل بالدلال والحماية؟
لا نرى يداً ممدودة من السياسة الأميركية لإحقاق الحق وتطبيق العدل وتأمين الاستقرار في المنطقة، بل نرى أيديها تمد إسرائيل بالمال والسلاح والدعم الديبلوماسي في المحافل الدولية، آخرها تحجيم رد الفعل الدولي على جريمة أسطول الحرية. النتيجة بعد عام من أحلام عاشها البعض تأثراً بخطاب اوباما العاطفي الشهير «صفر مكعب»، مع قناعة كل منصف في العالم أن إسرائيل أكبر مغذٍ للإرهاب في المنطقة وأعمق سبب لاستمرار عدم استقرارها.
بقيت السياسة الخارجية الأميركية تجاه إسرائيل على حالها، لم يغير أوباما شيئاً يذكر اللهم إلا في لغة الخطاب. ومن المدهش أن بعض موظفي السياسة العرب ما زالوا يضيفون أوهاماً الى الأوهام السابقة التي بنيت على أكتاف الخطاب الشهير، فيصرح احدهم بيقين يثير الاستغراب أن سياسة أوباما ستتغير في النصف الثاني من رئاسته!
من جهة أخرى، ما زال للسياسة الأميركية الخارجية موقف عدائي ضد الإسلام والمسلمين، والمطاردة التي واجهت العمل الخيري الإسلامي قائمة، والإجراءات الأميركية التي اعترف الرئيس أوباما في خطابه بالقاهرة أنها حدت من قدرة المسلمين على أداء واجباتهم الدينية «الزكاة»، مع وعد بمراجعتها ما زالت على حالها.
ولا شك في أن المتفائلين بذلك الخطاب يعيدون حساباتهم الآن ومنهم غالبية العرب والمسلمين، الذين حـاول الرئيس في خطابه استمالتهم أو طمأنتهم. كل الصدى «الطيب» الذي لقيه الخطاب تبخر، لأن الأفعال أصدق من الأقوال، وكشف الحساب ماثل أمام الجميع. حتى إعلام عربي فضائي نافق فترة من الزمن وحاول تجميل القبيح وسوّق الخطاب على انه مرحلة أميركية جديدة في التعامل مع قضايا العرب والمسلمين، يجد نفسه الآن في حالة حرجة أفقدته ما تبقى من تأثير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على اليد الممدودة… كانت لمن؟

  1. محمد الخميس كتب:

    الفرق بين الاسرائيليين والعالم العربي هو انه عندما تعدى بعض الغربيين على الرسول صلى الله عليه وسلم الصقنا الملصقات على سياراتنا وجدراننا ولكن الاسرائيليين يلصقون ملصقاتهم على جباه من يتحدث عنهم بأي شكل سلبي بل ولن تمر عشرة ايام حتى يكون قد قدم استقالته.

    الفرق انه لديهم مؤسسات غير رسمية نشطة ولا تحسب افعالها على المسئول الرسمي وتفعل اشياء مباشرة لكل من يتفوه بكلمة ضد اسرائيل.

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    مصالحك فين يابو احمد … هذه هي الحكاية والرواية !!!!!
    وشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا

  3. سليمان الذويخ كتب:

    الجواب يعتمد على امور:
    – من الذي كان يمد يده ؟
    – أين كان يمدها ؟
    – ولمن امتدت ؟
    – وكيف امتدت ؟

    في امريكا اذا سمعت بتصريح ، فقد يتغير غدا 180 درجة !
    اليد تمتد بأشكال وهيئات واغراض كثيرة:

    – تمتد لتصافح
    – تمتد لتصالح
    – تمتد لتحصل على مصالح
    – تمتد لتدفع
    – تمتد لتأخذ
    – تمتد لتساعد
    – تمتد لتغدر كما يقال :( امتدت اليه يد الغدر )
    – وتمتد وتمتد الى ان تؤسس شركة محدودة ينتهي اسمها بـ ( ليمتد )

    وعليك الحساب يا ابا احمد

  4. ابو شهاب كتب:

    شكرا للاستاذ عبدالعزيز ولقد ابينت كلمة الحق ولكن للاسف ليس فقط الامريكيين المتخاذلين والمستكينين تحت امرة السوط الصهيونى ووصايا اللوبى وتمويله والذى جعل اغلب الامريكيين لايحرؤن على الكلام ولكن الامر-من المرارة-ادعياء الثقافة والسياسة والذين بلمعون مواقف اسرائيل ببلاهة وببغاوية صدى صوت اسرائيل ويمولهم اقتصادنا وبعضهم اما اراد تقليل اهمية فك الحصار او تلميع اسرائيل وتمجيد قوتها ويكفيه الاطرا منهم وعندما ينتهى دورهم اى بلهائنا سترمى بهم اسرائيل كما رمت فى جيش حداد فى جنوب لبنان فى زبالتها من الخونه ولاقيمة لهم عندها وهذا من ايجابيات الصهاينة رمى المخلفات العربية الوسخة عندماتنتهى منها

  5. سليمان الذويخ كتب:

    الجواب يعتمد على امور:
    – من الذي كان يمد يده ؟
    – أين كان يمدها ؟
    – ولمن امتدت ؟
    – وكيف امتدت ؟

    في امريكا اذا سمعت بتصريح ، فقد يتغير غدا 180 درجة !
    اليد تمتد بأشكال وهيئات واغراض كثيرة:

    – تمتد لتصافح
    – تمتد لتصالح
    – تمتد لتحصل على مصالح
    – تمتد لتدفع
    – تمتد لتأخذ
    – تمتد لتساعد
    – تمتد لتغدر كما يقال :( امتدت اليه يد الغدر )
    – وتمتد وتمتد الى ان تؤسس شركة محدودة ينتهي اسمها بـ ( ليمتد )

    وعليك الحساب يا ابا احمد

التعليقات مغلقة.