المظهر والمخبر

شكلت بعض الوظائف حصانة للعاملين فيها فترة طويلة من الزمن، ومع انفتاح النشر الإعلامي تتغير الصورة بفعل صدمات متعاقبة صرنا نتعرض لها. خبر مثل القبض على إمام مسجد يروّج عملة مزيفة، وعثور السلطات الأمنية على خمسة ملايين دولار مزيف في منزله… يحدث صدمة، ولا يقلل من أهمية الخبر – في كشف حصانة الوظائف والمظاهر – أن إمام المسجد من جنسية عربية، لا شك أن الإمامة كانت ستاراً للنشاط الأصلي.
أخيراً ازدادت أخبار القبض على مروجين للعملات المزيفة، أصبحنا نقرأ عن مبالغ كبيرة تعثر عليها السلطات، و برزت جنسيات عربية بل عائلات تمارس الجريمة، في القصة أعلاه كان طرف الخيط امرأة عربية مع ابنها يقومان بالترويج. في أحداث منشورة أخرى تتكرر القصة عائلات تتستر بل تواجه رجال الأمن كما حدث في حي الملز في الرياض قبل فترة، مثلما أصبحت جنسيات معينة تسيطر على أعمال مشروعة او شبه مشروعة، تخصصت جنسيات في أنواع من الجريمة، وفي التزييف قبض على آسيوي لديه معمل متقدم للتزوير في حي شعبي، وبحسب خبر منشور كان أهل الحي يسمونه «الاجودي»، وهي باللهجة الشعبية تعني الطيب، أصلها من الجود، ولمعناها بالشعبي صورة أخرى… يستعان بها أحياناً لوصف السذاجة!
في سالفة «الأجودي» ظهر لاحقاً من هو الساذج؟ لكل جريمة ستار وأخطر أنواع التستر الوظائف الدينية ومظاهر التدين، والعمل حول أو في المساجد والجمعيات الخيرية. الانتقاء هنا عند التوظيف أو الاختيار واجب، فلا يصح أن تنأى وزارة الشؤون الإسلامية بنفسها عن المسؤولية.
أسأل نفسي احياناً كيف تصبر وزارة الداخلية على أخطاء فادحة لجهات أخرى وتحيرني الإجابة. تستطيع الوزارة تخفيف العبء عن رجالها بشيء من التركيز على بؤر محددة.
القيمة الكبيرة للدين وحملة لوائه تستغل، وهو أمر لا يستغرب، لذلك من صحة المجتمع أن يعي الواقع ويتعامل معه فلا تعتبر أخبار مثل تلك استهدافاً لفئة أو لشريحة بل تنظيف وتطهير، كما يفترض ان يؤدي ذلك الى حسن الانتقاء والتروي قبل منح الثقة.
ذاك كان في الرياض العاصمة، أما في الباحة بحسب جريدة «المدينة»، تحقق جهات رقابية في 11 مخالفة قام بها إمام مسجد شهير، منها جمع تبرعات مالية وانتحال مسمى وظيفة رسمية، وطبع كوبونات للتبرعات وفتح حساب للغرض نفسه. الطريف في القصة الأخيرة أن إمارة الباحة أخذت تعهداً على الإمام عام 1425 هــ، ومع ذلك استمر!؟ هنا نستخلص فائدة أن لا قيمة للتعهدات وأن الإدارة والرقابة لا يقومان بكتابة خطابات.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على المظهر والمخبر

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اهم شئ يابو احمد ان لاتقوم الجهات المعنية وبسبب تصرفات مثل هذه العالم القذرة
    بمحاربة فعل العمل الخيري ومنعه تماما .. فليس من الضروري ابدا ان يكون كل عمل خيري
    تحت الشبهات .. وشكرا .

التعليقات مغلقة.