في اجتماع

احترم المدير الذي يستطيع الخروج من مكتبه – لأي غرض – فيما يبقى العمل يسير بانتظام وسهولة من دون عقبات. وباستثناء الموظفين الذين يقابلون الجمهور فإن الإنتاجية هي المقياس الأول ليأتي التواجد في المكاتب تالياً. حراسة الموظفين لا تعني انهم يعملون بكفاءة، من هنا استغرب حرص هيئة الرقابة والتحقيق في السعودية على مسألة الحضور والانصراف بين الموظفين. لم تستطع الهيئة تطوير أدواتها الرقابية لتصل الى ضمان مستوى معقول من الإنتاجية. كم نسبة الموظفين الذين يحرصون على التوقيع في الصباح الباكر ثم يداومون في البوفيه أو يخرجون بكل بساطة يغطي واحد على الآخر بقوله «كان هنا قبل قليل».
حصل مدير مكتب العمل في الجوف على حضور إعلامي بعد عبارة خطها أمير الجوف «حضرنا ولم نجدكم»، هذه العبارة لا تعني توبيخاً أو استياء في تقديري. كما حصل المدير على اعتذار من صحيفة «الرياض» نشرت خبراً لاحقاً اعتذرت فيه له. شخصياً استغربت حرص صحف على وضع الخبر في صفحتها الأولى، كأنها اصطادت خبر الساعة! وأرسل قارئ لم يذكر اسمه مستاء من تعليقات على الخبر، وكون بعضها يسيء للموظف ويتعرض له بالتجريح وهذا صحيح. بعض التعليقات على المواقع لا تحمل أدنى درجات المسؤولية وفيما تنظف المواقع ما يسيء لها تترك الحبل على الغارب في ما يتعرض للآخرين.
المدير قال انه في اجتماع عمل وهو أمر طبيعي، والاجتماعات أصبحت العنوان الأبرز للعمل، وربما الإنجاز لدى البعض. أصدقاء يعملون في القطاعين الخاص والعام منهكين من كثرة الاجتماعات، حتى أصبح الاجتماع غرضاً لذاته. كثرة الحاجة للاجتماعات الإدارية دليل على ضعف التنسيق وعدم وجود لوائح واضحة للعمل مع صيغة أوضح للعلاقات بين الجهات، هي دليل أيضاً على كثرة القضايا المعلقة التي لم يبت فيها. يمكن تفهم الحاجة للاجتماعات عند بروز مستجدات تحتم توضيح أساليب التعامل الجديدة، لكن المراقب يرى أن عقبات وفجوات مستمرة منذ سنوات لم تنجح كثرة الاجتماعات في تجاوزها أو سدها.
«عندي اجتماع»، كانت وما زالت صورة من صور إبراز أهمية الشخص في محيطه، وهي أفضل الأعذار لعدم مواجهة المراجعين تهرباً من «صداعهم».
بعض رؤساء المؤسسات ومديريها يحب المفاجأة. ينسل بخفة ليقف خلف الموظف ويتلصص على ما بين يديه. معاملة أم شيء آخر، في حين أن أكبر عجز نواجهه هو عدم الإتقان.
أتعس الجهات الإدارية هي التي لا يتحرك فيها الموظف لإنجاز عمل إلا بسوط المدير، لذلك أول ما يسأل المراجعون عن الرأس الإداري، يتجمعون حول مكتبه يلاطفون سكرتيره لأن بين يديه مفاتيح كل الأقفال الموجودة في الإدارة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على في اجتماع

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    اجتماعات – لجان – ورشة عمل – جولة تفقدية – نحن اكثر شعوب البسيطة استعمالا لهذه
    المفردات .. المشكلة ليست هنا المشكلة في تفسيراتها العملية يابو احمد الله يرحم
    والديك في الجنة ونعيمها .. اجتماعات تعني غيابا عن العمل والغياب سببه ان المسؤل
    كان في سهرة بلوت مع البشكة من مئة واربعمائة ودبل صن وماصحيوا العالم الا والاذان
    يقول الله اكبر .. لجان يعني ان هناك اعمال خاصة لدى المدير خارج الادارة التي يشرف
    عليها لابد ان يقضيها بنفسه واللجان تتطلب ان يكون في خارج الادارة .. ورشة عمل
    تعني الاستفادة من تجهيزات فنية وتقنية لزوم اعمال هذه الورشة المشارك فيها المدير
    وقد تكون هذه التجهيزات منشاءات ومرافق او اجهزة واستعمالاتها الخاصة متعددة حتى
    الان وسيارات الدولة توصل العيال المدارس وتوصيل المدارس ورشة خاصة في الظهيرة
    جولة تفقدية تعني انتداب وتعني صرف فلوس وتعني غياب وتعني فرصة لالتقاط الانفاس
    وقد تكون الانفاس جرة نفس من لي الشيشة ..وكبر المخدة يابو احمد مت ماانعدم الاخلاص
    وساعدته نوم الرقابة ساءت الحالة الى هذا المستوى والله يكون في عون كل العاشقين بس.
    شكرا يابو احمد .

التعليقات مغلقة.