أتابع بقلق السفينة الأسترالية المحملة بأغنام مريضة بجرب الفم، وهي تدور في الخليج بحثا عن منفذ بعدما رفضت المملكة استقبالها، حاولت استراليا تقديم الشحنة تبرعا لباكستان ورفضت الأخيرة، الآن تتفاوض استراليا مع السلطات البريطانية لتوزيع هذه الشحنة المريضة في جنوب العراق!؟، هذه هي أشكال المساعدات التي يمكن أن تقدمها “دول التحالف” لبلد شاركت في تحطيمه، أغنام مريضة بجرب الفم، و بدلا من ضياع هذه الشحنة في البحر أو الاضطرار لقتل رحيم لها، وبحساب التكلفة!، يمكن التباهي بها كمساعدات ، ولِمَ لا مادام التواطؤ الغربي متوافراً، وحقوق الإنسان حصرت في الإنسان الغربي فقط لا غير، وعلى المتضرر اللجوء إلى نصف النائم كوفي عنان .
كان من الأفضل أن يتم تقديم هذه الشحنة طعاما لجرذان الصحراء الأستراليين الذين شاركوا في احتلال العراق، أما بالنسبة لنا فإن لحم الضب أرحم من غنم مصابة بالجرب ، هذا الموقف قد يؤهلنا في الإعلام الغربي المتطرف لقفص اتهام جديد يطلق عليه “التحريض ضد الحيوانات الغربية” وسيقال أن لدينا عنصرية تجاه “خشش” الأغنام الأسترالية!، ومثل شحنة الأغنام المجروبة ، هناك شحنات أفكار مصابة بالجرب والكراهية المريضة ، أخرها فكرة توماس فريدمان ،التي اقترحها على حكومته بفرض ضريبة على الوقود لتوفير مبلغ إعمار العراق، والهدف الضغط الاقتصادي على دول الأوبك وفي مقدمتها المملكة وقد أعلن هذا ولم يحاول إخفاء حلمه بتخفيض دخل المملكة، حتى لا تمول الإرهاب!!؟، والخافي هو تأكيد وترسيخ تهمة تمويل الإرهاب أولا ومن ثم التأثير على الساسة هناك للسعي في هذا الاتجاه.
في قضية شحنة الأغنام الأسترالية المريضة نشرت جريدة الوطن خبرا يقول أن وزارة التجارة تحقق مع مؤسسة محلية حاولت إدخال لحوم مواشي أسترالية بشهادات منشأ كويتية، ولا أعلم هل هذه اللحوم من نفس الشحنة الموبوءة أم من شحنة غيرها، ما يهمني هنا هو محاولة المؤسسة المحلية، تسويق لحوم أسترالية مشكوك بإصابتها بالجرب أو غير مسموح لها، والقول زورا أنها من الكويت،
مادخل هذا بأفكار فريدمان؟.،
تأتي العلاقة من محاولة البعض تسويق أفكاره تلك على أنها شجاعة وخلاقة وجريئة، مثل اللحوم المجروبة تماما، شهادة منشأ مزورة، يمكن تسمية هؤلاء بحزب علامة الحكمة والخلاص فريدمان، فهو عندهم مثال دائم للإبداع والشجاعة الأدبية، وهذا فيه شيء من الحقيقة لصالح مجتمعه و أبناء جلدته الدينية والجغرافية، بوجود مثل هذا الطرح لا أستغرب أن تسوق لنا أفكار مضادة لمصالحنا الوطنية وبأقلام بعض منا!؟، وما المانع فهذه منشأة محلية تتحايل على النظام والمستهلك لتقدم لك لحما مشكوكا في أمره ، الربح معروف في حالة المؤسسة لكن ماذا نربح من محاولة تسويق الأفكار المجروبة!؟.
أمر آخر في مايتعلق بهموم فريدمان حول تكاليف إعادة إعمار العراق…ومساعدته!، لقد سجل التاريخ أن المملكة بعد حرب تحرير الكويت قامت بواجبها من دون مَنّ أو أذى، واستضافت الآلاف من اللاجئين العراقيين ووفرت لهم المأوى والتعليم والصحة ، وبشهادات دولية، وهو ما رأيته رأي العين، ولا مِنّة في ذلك ، فقد كانوا يستحقون ويحتاجون، لكن دولا أخرى تعرفونها جيدا وعلى رأسها الولايات المتحدة، أخذت و لم تقدم شيئا يذكر، وبعضها تنصل تماما، فهل مهمة أمريكا تحطيم المجتمعات والدول وعلى المملكة ومن في موقعها إعادة إعمارها!؟،.. بل ومن خلال الشركات الأمريكية والإسرائيلية أيضا، ألم تجربوا كل ترسانتكم الحربية وأسلحتكم الحديثة على أرض العراق المحتل؟، ألم تتحرك عجلة الإنتاج بوتيرة أسرع في شركات صناعة السلاح الأمريكية ذات الغنى الفاحش، عن أي دخل نفطي تتحدث ونفط العراق مرهون إلى أجل غير مسمي بأيديكم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط