مبتعثون وسفارات

إذا أردت السفر إلى استراليا فلابد أن تذهب إلى دبي!، نعم إلى دبي، لماذا؟، حتى تحصل على التأشيرة، فعلى الرغم من وجود سفارة ضخمة لاستراليا في الرياض عاصمة أكبر بلد في جزيرة العرب وواحد من أهم بلاد المنطقة اقتصادياً وسياسياً، رغم كل هذا فإنه لا يوجد قسم قنصلي في تلك السفارة الكبيرة بحي السفارات الجميل.
أكبر أقسام السفارة هو القسم التجاري، فهذا هو المهم لديهم ولا يلامون أبداً، فإذا كنت مبتعثاً مثلاً للدراسة إلى استراليا فلن تحصل على التأشيرة إلا بهذه الطريقة، الاستراليون يهتمون بمصالحهم وليس لهم علاقة بما يتحمله المسافر السعودي إلى بلادهم من عناء وتكلفة، ومادامت حكومته ممثلة بوزارة الخارجية لم تهتم به، فالمهم هو القسم التجاري. لكن إذا ذهبت إلى استراليا فستجد في السفارة السعودية هناك قسماً قنصلياً يسهل أمور سفر الاستراليين إلى بلادنا، عجيبة..
لو كنت من الخارجية السعودية لقمت بإلغاء القسم القنصلي بسفارتنا في استراليا معاملة بالمثل، ولوجهت رعايا استراليا الراغبين في السفر إلى السعودية بالحصول على التأشيرة من سفاراتنا بالباكستان؟
لماذا الباكستان؟
لأن المبتعث السعودي للدراسة في استراليا ليس لديه ملحقية تعليمية في السفارة السعودية باستراليا، وهو يراجع، تصوروا!! الملحقية التعليمية بالسفارة السعودية بالباكستان، وتسأل أين وزارة الخارجية السعودية ومعها وزارة التعليم العالي!؟
مادام الأمر كذلك، وطبقاً لاقتراحي المعاملة بالمثل، يمكن للمبتعثين السعوديين اصطحاب الاستراليين الراغبين بالسفر إلى بلادنا إلى كراتشي، هؤلاء ينجزون أوراقهم وأولئك تأشيراتهم، وحسب الطريقة السعودية الاسترالية يمكن تحميل التكلفة على المبتعث السعودي أيضاً.
استراليا بالنسبة لنا “مقطعة” أي نائية جداً والمبتعث إليها في أحوال صعبة، لكننا من كرمنا الذي تعودناه مع الأجنبي الغربي نسهل الأمر عليه ونصعبه على مواطنينا، أكرر ان الاستراليين لا يلامون من يلام هي وزارة الخارجية ومعها التعليم العالي، ويظهر لي ان هاتين الجهتين اقتنعتا بأن العالم أصبح قرية صغيرة، وقد يكون بعض موظفيها وضعوا خريطة للعالم بمقياس رسم صغير وبأصابعهم “شبروا”، فوجدوا المسافات قصيرة وممكن “القمز” لها، وبالامكان “قمزة” المذكورين مبتعثين ومسافرين، فلماذا لا يجبر الاستراليون على “القمز” إلى كراتشي!؟
ولم تسأل وزارة الخارجية نفسها بماذا تختلف دبي عن الرياض؟ على الأقل لأجل خاطر عيون القسم التجاري الضخم في السفارة الاسترالية، أما وزارة التعليم العالي فهي ترسل المبتعثين لاستراليا وتجبرهم على مراجعة الباكستان، ألم أقل لكم إن العالم قرية صغيرة وخريطته توضع في الجيب.
نعلم المصاعب التي يعاني منها كل سعودي في الخارج وقد تضخمت مؤخراً فهل نسهل عليهم أم نزيد الأمر صعوبة، ومثل ما تبتعث وزارة التعليم العالي فإنها تنشئ “بعض” الملحقيات في السفارات ولكن موظفيها لا يحصلون على سكن ولا بدل سكن، في حين ان الموظفين في السفارات على مختلف وظائفهم ينعمون بذلك، كيف يمكن لك أن تطالب بعمل أو علم منتج ومؤثر في الغربة، وفي مثل هذه الظروف، من مواطنين هذه أحوالهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.