«مزاين البطيخ»

في موسم البطيخ نتضرع إلى المولى القدير ألا نكون في مرحلة البطيخ، وذكر اسم هذه الفاكهة غالباً يشير الى التهكم لكنه – بحسب تقديري – يرمي الى أبعد من ذلك، وهو ان معرفة حقيقة البطيخ أمر عسير. بمعنى هل هو ناضج وحلو المذاق، لأن الاحتمالات كثيرة، أحمر لكنه «ماصخ»، أحمر وقد فات أوانه، «الخ» ما علم من احتمالات بطيخية.
نأتي لمربط «البطيخ» في هذا المقال وهو طريقة الاختبار، جواباً عن سؤال كيف تعرف البطيخة الجيدة من دون سكين؟ لاحظت أن مختبر الجودة الوحيد المتاح في مجتمعنا هو «الطقطقة» او «الطبطبة»، واحياناً الهز… و «الجس» في سلع أخرى، وأظن وبعض الظن إثم ان «مقياس اختبار الجودة» هذا شائع حتى في قضايا اكبر. في مسألة جودة البطيخ الكل يقول لك «طبطب» على البطيخة وانصت للصدى، فإذا كان «يقرقع» فهي لم تنضج بعد وإذا كان الصدى مكتوماً فهي ناضجة مع ملاحظة الحاجة الى دراية في ماهية الصوت «المكتوم والمقرقع»، هنا أنصح بخبرة في «التخفيق على الطيران»، وهي جمع «طار» ومنها الدف وأسمنها الطبل.
هذا كلام يجب ألا يؤخذ على علاته، فلست مسؤولاً عن نتائج اي بطيخة، ولاحظت ان استخدام «اليد» لمساً و «طقاً» والقدم ركلاً للاختبار هو الشائع حتى عند شراء سيارة، تجد المشتري يقرقع بأصابعه على «رفرف» السيارة الجديدة! لست اعلم الى ماذا سيصل، وتجده يلمس الخروف قبل الشراء وبعده… مركّزاً على ظهره وإليته، كأنه اختصاصي علاج طبيعي، ولو كنا نفهم لغة الخرفان لسمعنا أصواتها مرتفعة احتجاجاً على التحرش بها! وهناك فئة منا لا ترى خروفاً او ماعزاً إلا وتجسه، ويذكر لي صديق انه كان مع زميل له في أميركا وزارا معرضاً ريفياً فيه حيوانات داجنة، فركض زميله الى أول خروف كأنه يعرفه من زمن بعيد! ليبدأ عملية التقويم المعتادة والزوار من «الاجناب» في حالة دهشة والصديق يتصبب عرقاً.
الأمر يتعدى إلى سلع أخرى، انظر إلى مَن يشتري خزانة خشبية للملابس أو الأواني، نصل هنا الى مقياس «الهز»، وفي مقال سابق ذكرت ان هيئة المواصفات السعودية تشترط مطابقة السيارة المستوردة للمواصفات المحلية. استورد احد الأصدقاء سيارة من المانيا وذهب ليستخرج شهادة المطابقة، نزل معه الموظف الى الشارع «للمعاينة». دار «الخبير» حول السيارة وصاحبها يلاحقه وكأنهما يلعبان «طاق طاقية». توقف الموظف ثم رفس الإطار برجله مرة أو مرتين، والتفت الى الصديق قائلاً، «المانيه هاه»!؟، فرد عليه «المانيه ايه» ثم وقع له الشهادة.
ويمكن لك استنتاج اننا طورنا حاسة اللمس والجس لتتفرع منها حواس أخرى في «وهم» البحث عن الجودة، كما يمكن التخمين بأسلوب تقويم مشاريع لدينا، خصوصاً اذا وضعت في الاعتبار مجسمات وكتلوجات… «المانيه هاه»!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «مزاين البطيخ»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    اسعد الله ايامك واضحككم استاذنا الحبيب طوال العمر .. مئة مئة يابو احمد .
    وشر البلية مايضحك.. شكرا لك

  2. ابو عروب كتب:

    اجل المانيه هااه

    هههههههه

    الله يعدلها

    يقولون العلم والله اعلم

  3. واي كتب:

    قسم بالله فطست ضحك

    ياااااااااربي ,, المشكله اني بالدوام وعندي واحد مراجع مقدرت اكتم ضحكي ضحكت بوجه حس اني مهبول

    المانيه هااه

    الله يوسع صدرك يابو احمد خلفهم انت

التعليقات مغلقة.