علّة الجمعيات

علة الجمعيات الخيرية وحسن الأداء فيها لا تنحصر في ادارتها وكفاءة عاملين وأمانتهم، بل هي اساساً علة موروثة من وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث دأبت على موقف ثابت «متكلس» يقوم على نفي اي قصور في اداء الجمعيات منذ زمن طويل، الشعار السائد «تمام طال عمرك»، لان الاعتراف بالخلل يثبت تقصير الوزارة في حسن الاشراف وحكمة الاختيار أو الموافقة، واذا كانت الصحافة نشرت عن «بلاوي» في جمعية خيرية بمنطقة مكة المكرمة قام كبار عاملين «خيرين» فيها بتوظيف خدم في منازلهم على حساب الجمعية، فإني شخصياً لا افاجأ، مررنا بحالات مشابهة ومختلفة، رابطها حب المال، حتى اصبحت المعلومة لا قيمة لها لانها تصطدم بأسوار النفي وعدم الاهتمام في صورة عجيبة من صور البراء والولاء، تحول من يحمل هم ايصال المعلومة طلباً للاصلاح الى غريب يجب عليه ان يكون اديباً بالصمت،
تعودت الوزارة سد الشقوق اما بالنفي او بالاعلان عن مشروع من مشاريع «سوف» وسيتم، ردود فعل لم تعد تقنع احداً.
وأول امس نشرت صحيفة «المدينة» عن اتهامات أطلقتها جمعية تيسير الزواج بمنطقة الباحة، إذ طالبت بمبلغ اربعة ملايين ريال قالت انها موجودة في حسابات جمعيات البر بالمنطقة، ورغم ان الجمعيات الخيرية تعيش على التبرعات إلا انها لا تعلن ميزانيات مدققة ربع سنوية وسنوية تنشر للعموم، بما فيها اموال زكاة يجب ان تصرف في مصاريفها دون تجميد في البنوك.
الأمر لا ينحصر في جمعيات دون اخرى حتى تلك المتخصصة في خدمة فئات، ولا يجوز التعميم هنا لأن الامر موكل لحسن اداء مجلس الادارة والجهاز التنفيذي، قدرة وامانة ونظافة في عدم استغلال المواقع، والعلة الاساس في عدم نجاح اكثر الجمعيات في تحقيق اهدافها ناتج عن انها «أي الجمعية» لا ترى النور وتكتسب امكانية العمل المعلن الا من خلال الجهاز الحكومي الذي يعاني من قصور اصلاً، بمعنى ان الجمعية التي يراد لها ان تسد حاجة ونقصاً لن يصرح لها بالعمل الا من خلال بوابة النقص! لتولد الجمعيات بنفس صفات وراثية لجهات وتحت سيطرتها الادارية المختارة، يتساوى في هذا الجمعيات الخيرية بصيغتها التقليدية، وتلك التي يطلق عليها مؤسسات المجتمع المدني، واذا لم ترفع يد اجهزة حكومية عن تراخيص الجمعيات والاشراف عليها وتوظيف او حشر البعض فيها، لا يتوقع تحسن في الاداء والشفافية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على علّة الجمعيات

  1. سليمان الذويخ كتب:

    ما يكفب ان احدى الجمعيات ( جمعية بر) منحت قرضا لشركة مساهمة !!!!!!!
    ولمن ؟ لشخص كان في غرفة تجارية !

  2. محمد الخميس كتب:

    في الدول المتقدمة وعلى الأخص امريكا يوجد بها أكثر من مليون ومائتي الف مؤسسة لا تهدف للبرح (جمعيات غير حكومية غير ربحية) (جمعية مهندسي الطاقة جمعية الخياطين جمعية مدرسي الحاسب جمعية الرفق بالحيوان جمعية مربي الأبقار وهذه الجمعيات تخدم فئات معينة حتى جمعية للقبيحين موجودة عندهم.

    قال احد المسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية أن جمعيات خدمة المجتمع الغير هادفة للربح سبب رئيس في تقدم ونمو أمريكا

    ونحن ومنذ أكثر من خمس سنوات نحاول انشاء جمعية للمخترعين السعوديين ولكن وزارة الشئون الاجتماعية تنتظر مجلس الشورى لاقرار نظام جديد لمثل هذه المؤسسات المجتمعية.

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    جمعيات فيها فساد —- مؤسسات فيها فساد —– المصيبة يااستاذنا الحبيب انه الصالح
    راح مع الطالح .. الجمعيات الخيرية كانت تؤي اناس عفيفي ناس كثر .. وفاتحة بيوت
    المشكلة في هولاء الفاسدين القذرين .. متى بس نشوف تعليق من الرجول
    والجريد الاخضر يشتغل اما هذا الحل والا انتظر مصائب لليل . شكرا استاذنا بارك
    الله فيكم وفي ذريتكم .

التعليقات مغلقة.