حمدت ربي كثيرا أن القائم بأعمال السفارة الاسترالية لم يتهمني بمعاداة “الاسترالية” وكنت أتوقع أن مثل هذا الاتهام من جملة اتهاماته التي حشي بها رده الذي استاء منه كل من قرأه، والمنشور في صفحة الرأي للجميع يوم الاثنين الماضي، عزيزي القارئ أرجو أن تقرأ رد القائم بالأعمال لتعرف كيف يتعامل معنا هؤلاء، انظر إلى الفوقية والنبرة المتعجرفة والكم الهائل من الاتهامات المزورة في رده.
بالنسبة لي لم أستغرب تلك اللغة البعيدة جدا عن الدبلوماسية بعد ما يتجاوز المسافة بين الرياض وكانبرا .لماذا لم أستغرب؟ لأنه بعد يومين من نشر مقالي “مبتعثون وسفارات” اتصل بي أحد العاملين بالسفارة الاسترالية، وسألني بصلف: من أين حصلت على معلوماتك، وكرر السؤال وأنا مذهول، سألت نفسي وقتها هل أنا في الرياض أم في غوانتنامو! قلت له هل المعلومات غير صحيحة؟
قال: نعم!
قلت: إذن أرسل لك مواطناً سعودياً لتمنحه تأشيرة؟!
قال: لا!
عند هذ الحد أنهيت المكالمة انتظاراً للرد الدبلوماسي تحريرياً، سمح لنفسه أن يسأل كاتبا عن مصدر معلوماته؟ لكنه لن يتجرأ على طرح هذا السؤال على كاتب أو صحفي استرالي أو غربي، ثم كان هذا الرد الذي يتهمني فيه القائم بأعمال السفارة الاسترالية بنشر “معلومات مغلوطة يخشى معها أن تكون جريدة محترمة مثل الرياض قد ضللت بدون قصد الطلاب والسياح السعوديين!، انظر إلى تحريض الجريدة على الكاتب!
المعلومات التي يصفها بالمغلوطة تقول أنكم تقدمون التأشيرة للسعوديين من دبي؟ وهو ما أثبته في ردك، لماذا إذن لا تقدمونها من الرياض، هل المملكة العربية السعودية دولة غير مهمة في أولوياتكم، أليس لديكم قسم تجاري وليس لديكم قنصلية تقدم التأشيرة للسعودي؟ وتحيلون الطلبات الى دبي، ويتحمل الطالب والمسافر مسؤولية إرسال وثائق هامة مثل جواز السفر، والتكلفة المادية للبريد، ألا تعلمون أن السعودي يخاف على جوازه أكثر من محفظته، خاصة وأن دول التحالف التي تشاركون فيها بنشاط قد تضع اسمه في أي لحظة على قائمة المطلوبين.
ألأن وزارة الخارجية السعودية متهاونة في هذا الأمر! ثم أين وزارة الداخلية من هذه الصيغة في التعامل واحتمالات ضياع هذه الوثائق الهامة بريديا أو سرقتها وهي التي تحذّر وتطالب “حط جوازك على قلبك”!.
وكأن مقالي الأول قد “قرص” القائم بالأعمال فحفل رده بكلمات مثل الخاطئة والمغلوطة والتشويه والادعاءات الخ. لكنه أثبت أنه لا يقدم في سفارته بالرياض تأشيرات للسعوديين بل يحيلهم وعلى مسؤوليتهم إلى دبي؟ وعلى المتضرر اللجوء الى السفر.
دولة بحجم المملكة العربية السعودية من أكبر الأسواق لكم تصدرون لها كل شيء تقريبا من الذهب الى البعارين نعم البعارين الاسترالية، والأغنام التي لا أحب طعم لحمها.. ذكرني هذا الرد بصوف الاغنام الاسترالية “المتعفط” تلك المصابة بالمرض.
كنت أتمنى على الزميل محرر صفحة الرأي للجميع لو عدل في العنوان ليتوافق مع مضمون الرد ليكون هكذا “نرحب بالطلاب والسياح السعوديين بريديا وعن طريق دبي”.
ولست ألوم سفارة استراليا رغم انزعاجها من المقال، وهذا ما قلته سابقا ولكنني ألوم وزارة الخارجية السعودية فهي “ماجابت خبر” كان يجب علي أن أنشر الموضوع في صحيفة استرالية لتقوم السفارة هناك بتوسيع قسمها القنصلي.
ياسعادة سفير استراليا غير المقيم في المملكة ان القائم بالاعمال العامل في سفارتكم بالرياض مدين لي بالاعتذار على هذه اللغة المتدنية، غير الدبلوماسية، والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، وقد أعطى رده انطباعا سيئا بين السعوديين الذين قرؤوه، وأنا وإياهم ننتظر الاعتذار.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط