عندما أقرأ أخبار القبض على مجرمين، أسترجع معلوماتي عن فوضى وتسيب بل وبلادة مع تكالب على المال أصابت فئة منا، أستشعر عندها صعوبة المهمة على رجال البحث والتحري في مراكز الشرطة في السعودية، حال وقوع أي جريمة، بحثاً عن خيوط تقود الى الجناة. وإذا نظرت إلى وضع مجتمعنا الراكض وتفشي قيم الاستهلاك والتفاخر مع تزايد فقر وتكاثر جنسيات من كل حدب وصوب فسيمكنك إدراك صعوبة المهمة.
لا يكفي ان نشكر ونقدّر رجال الأمن المخلصين في عملهم ولا يكفي الدعاء لهم بالتوفيق، بل لا بد من المشاركة الإيجابية. رجال البحث والتحري في مراكز الشرطة هم من الجنود الغائبين عن الإعلام على رغم أن عملهم من أعظم الأعمال وأصعبها، وليس القصد ذكر أسماء، هذا لا يهم في تقديري لمن هدفه الإخلاص للواجب طاعة للمولى عز وجل ورفعة للوطن وحفاظاً على أمن الناس المسالمين.
القصد هو إعمال الفكر للبحث عن نقاط الضعف والقوة في المجتمع في كل ما من شأنه تيسير قيامهم بواجباتهم، وأعتقد أن هناك جهات حكومية تراجعت في أداء واجباتها ما أحدث ضغطاً اكبر على جهات اخرى منها رجال الأمن والتحريات. وحتى يكون للحروف معنى لا بد من ذكر بعض الجهات مثل الجوازات في ملاحقة مخالفي نظام الإقامة والمتسللين، ووزارة العمل في متابعة مخالفي نظام العمل، و «النقل» في فوضى سيارات النقل وعدم الالتزام بأهم الشروط الأمنية – على سبيل المثال تكاثرت سيارات ليموزين لا يضع سائقوها أرقام لوحاتها في المقعد الخلفي وأكثر مستخدميها من النساء والأطفال – وغير هذا من ثقوب لا يتسع المجال لذكرها، كل هذا يزيد من الضغط على الجهات الأمنية، والإعلام من الأدوات المؤثرة والمساعدة لرجال الأمن، إلا انه لا يستثمر لدينا بالصورة المطلوبة، نحن نفتقر الى إرشادات التوعية والتثقيف الأمني، والمطلوب تجاوز الاكتفاء بنشر أخبار عن جهود تمت، والبناء عليها، نحو مزيد من مشاركة أفراد المجتمع، مواطنين وغير مواطنين، المشاركة الإيجابية البناءة مع رجال الأمن، إما في التبليغ أو في الحذر من مكامن الخطر. وأتوقع أن لدى مراكز الشرطة من القضايا والحوادث ما يمكن ترجمته الى الكثير مما يفيد الناس وهو ما سينعكس إيجاباً – لو توافر بالشكل المناسب -على الحال الأمنية التي تعنينا جميعاً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختصر لك الامور يابو احمد واؤكد لكم استاذي لولا الله وعونه ثم جهود رجال الامن
لكنا من زمان ولينا واندثرنا .. ولنكون صريحين وليست مجاملة ابدا اي وزارة
واي عاملين يقدموا جهود كالتي يقدمها رجال وزارة الداخلية وهو الامر الوحيد
الذي يحاول ان يستعصي عليهم موضوع الفساد المالي والاداري في ظل وجود
من يتفنن فيه ويتلون كل دقيقة وثانية الله ينتقم منهم وخلينا نروح نشوف وزارات
ثانية عالم في سبات عميق ومتغطية بالشرشف ومكبرة المخدة .
شكرا يابو احمد .
اي امن واي خرابيط اللصوص صاروا اكثر من المواطنين ولا يتم القبض عليهم الا بالصدفه
واللصوص انواع كبار وصغار ومن يتم القبض عليهم بالصدفه من الصغار يا عزيزي وانت تعلم وغيرك يعلم
لماذا هذا التضليل الغير مبرر