كيف تطرد موظفاً؟

أسهل طريقة لطرد الموظف هي أن يقال له “ورنا عرض أكتافك؟”، هذه هي الطريقة التقليدية، لكنها لا تفلح مع الكل، بعضهم يقدم مقاس عرض الأكتاف على ورقة تبدأ بالجملة الشهيرة أود الإحاطة أن عرض أكتافي هو كذا، ويستمر في الجلوس على قلب المدير، بعض آخر يحتمي بالنظام أو بالوساطات، لذلك ابتدعت طرق أخرى، منها قطع وسائل الاتصال الآلي والبشري عن مكتب الموظف، حتى يصبح الحديث معه أو السلام عليه تهمة وجرما عظيما، طريقة أخرى تتلخص في قفل باب المكتب بعد رمي متعلقات الموظف خارجه، أفضل مكان في هذه الحالة هو “الدرج” سلم الطوارئ، ومع أن الرسالة هنا واضحة لكنه قد يكون استنسخ مفتاحا احتياطيا، واللجوء لكل هذه الأساليب هدفه تنصل المدير ونظافة يده من قرار الطرد الذي يقال دائماً انه “جاء من فوق”، كل هذه الأساليب، فيها شيء من عدم اللياقة والابتعاد عن المكاشفة المسؤولة رجل لرجل أو امرأة لامرأة، وطرح الموضوع على سطح طاولة الاجتماعات لأنه لا يوجد بساط للبحث، بالطبع الموظف اللبيب “يفهمها وهي طايرة”، ولا يتعب مديره الذي يود رؤية عرض أكتافه للمرة الأخيرة، في هذه الحالة يقوم الموظف بطرد المدير من حياته، مع ذلك هناك موظفون “لزقات” لا تنفع معهم كل هذه الطرق،،، وبسبب هذه الإشكاليات استحدث أسلوب آخر وهو توظيف من هو أقل من الموظف تأهيلاً بمرتب أعلى وصلاحيات أكبر، ووضعه في حلقة لتطفيشه، هذا الموضوع يستحق فرد كتاب صغير ولذيذ عنه، وقد دار بذهني عندما قرأت قصة نجاح سعودي في أمريكا بعد أن طفش من هنا، فنجح هناك.
على الساري كان موظفا في أحد البنوك فرع البطحاء لمدة ثلاث سنوات، واضطر للاستقالة من البنك لأنه لم يكن يحصل على المرتب المناسب مقارنة بالمرتبات التي يمنحها البنك لأجانب أو سعوديين يعملون على نفس درجته الوظيفية، وهذه من خصوصياتنا، ماذا عمل علي الساري، قدم استقالته من البنك، وسافر الى الولايات المتحدة وأكمل شهادة الماجستير، كان من الأولى أن يبتعثه البنك، الشركات لدينا تبتعث إما أجانب أو موظفين لا يعملون للدورات والدراسات الداخلية والخارجية.. حرصا على استمرار سير العمل!!
عمل الساري نادلا في مطعم أثناء الدراسة، ثم بعد تخرجه انضم إلى شركة “ميرل لينش” المالية الشهيرة، ولأنه موهوب لم يجد في البطحاء فرصة لمواهبه فقد حقق علي الساري المركز الأول في إدارة المحافظ الاستثمارية… أين؟، في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يدير حالياً محفظة مالية بملياري دولار، ويترأس أربعين موظفا من جنسيات مختلفة، مبروك يا علي وتستاهل أكثر، والشكر للزميل الصحفي عبدالكريم الفالح الذي أبهجنا بهذه القصة من سان دييجو ونشرها على صفحات الاقتصادية، وأطلب منه أن يركز على مثل قصص النجاح هذه ويتحفنا بها، في هذه القصة رسالة لكل شاب، ورسالة أعلى صوتاً وأكبر بنطا للبنوك والشركات التي تصر على حجب الفرص عن الشباب السعوديين بمبررات واهية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.