«تيمّمووا… تيمّمووا»

علقت سيارة العائلة الصغيرة في الرمال، وأين…؟ في مدخل استراحة طرق تابعة لشركة ساسكو لخدمات السيارات على الطريق المتجه للدمام «المنطقة الشرقية بالسعودية»، كان رب العائلة يبحث عن دورة مياه في ظهيرة ساخنة، صدق الرجل اللوحات الإرشادية، «شوكة ومعلقة وخلافه»، دخل فعلقت المركبة، فزع له بعض الخيّرين، وعندما بحثوا عن دورة مياه وجدوها مقفلة فيما كان الآسيوي المكلف أو المستثمر «يركد» الشاي لمن يشتري، فالصحراء أكبر دورة مياه «ترابية» في العالم.. لم يبقَ سوى لوحة «تيمموا.. تيمموا»، تطبيقاً وإشعاراً بأهمية دروس الاستنجاء والاستجمار التي تعلمناها في الصفوف الأولى.
النساء أكثر من يتضرر من استراحات الطرق ودورات المياه فيها المستحقة لكل مراتب التردي، فهي إما مقفلة وإما بالغة السوء بشكل لا يقبله كائن حي، أسوق هذا التذكير للحريصين على حقوق المرأة وأطالبهم بالأولويات…الإنسانية!
كثبان الرمال في مدخل «استراحة» أفضل إعلان على حسن الخدمات، جزء من واقع لا يجهله عابر سبيل في الطرق البرية، يمكن مقارنته بشعار شركة «ساسكو» الجديد… نخلة وارفة.. ونخيلات خضر تسر الناظرين، الشعار جميل وفيه من شعار هيئة السياحة الكثير، مما يبرز فقر المصممين، ومع كل هذا يبقى شعاراً لا غير.
فرطت شركة ساسكو في فرص ذهبية خلال عقود كانت فيها هي اللاعب الوحيد، حصلت على دعم لم يتوافر لغيرها لكنها لم تستطع فعل شيء، مع تعاقب إدارات تنفيذية ووعود، والنتيجة تمكين عمالة آسيوية – بالأمر الواقع – من الاستثمار، أصبحت استراحات الطرق عبارة عن بقالات بدورة مياه سيئة – إن توافرت – مفتاحها بيد العامل مع مسجد صغير ملتهب إلا من مروحة تعيد تدوير سموم القيظ، انشغلت الشركة في بداياتها بالتصاميم، فحصل تصميم محطتها الشهيرة على طريق الرياض سدير القصيم على جائزة «وين اذنك يا..»، ومحطة أخرى بالأقواس الأسمنتية داخل العاصمة لا أعلم هل ما زالت تملكها أم لا! وبقيت الخدمة تحت المستوى ما دون المقبول، أسهمت جهات حكومية بعدم اهتمامها في بقاء الحال على أوضاع «تفشل»، مع استمرار الحديث عن تطور السعودية ونقلتها الحضارية. ونشرت أخيراً شكوى مستثمر في القصيم من بيروقراطية البلديات، إذ بدأ في تشييد استراحة طريق قال إنه حصل على مخططاتها ومواصفاتها من «أبوظبي»! لاحظ كيف يؤدي التوقف والتراخي إلى تقدم الجيران مسافات طويلة.
ضخ ملايين الريالات ثم أوقف عن العمل بين موظف يقول إن إيقاف إنشاء استراحات الطرق لإعادة النظر فيها يشمله وآخر يقول إنه لا يشمله، لكنهم في النهاية «شملوا «استراحته ومشروعه»، وبدلاً من انتظار المسافرين لإعادة النظر – وكلهم نظر – عليهم استخدام «قلص»، دورة مياه.
أوضاع استراحات الطرق ليست بعيدة عن أوضاع دورات المياه العمومية داخل المدن وتلك الملحقة بالمساجد، مع سوء «بنية تحتية» ونظافة هناك أوقات استخدام محددة يتحكم بها عامل. وما عليك سوى أن تتحكم بنفسك، سواء كنت مضطراً، أو من المستجيبين لإعلانات السياحة الداخلية.

علقت سيارة العائلة الصغيرة في الرمال، وأين…؟ في مدخل استراحة طرق تابعة لشركة ساسكو لخدمات السيارات على الطريق المتجه للدمام «المنطقة الشرقية بالسعودية»، كان رب العائلة يبحث عن دورة مياه في ظهيرة ساخنة، صدق الرجل اللوحات الإرشادية، «شوكة ومعلقة وخلافه»، دخل فعلقت المركبة، فزع له بعض الخيّرين، وعندما بحثوا عن دورة مياه وجدوها مقفلة فيما كان الآسيوي المكلف أو المستثمر «يركد» الشاي لمن يشتري، فالصحراء أكبر دورة مياه «ترابية» في العالم.. لم يبقَ سوى لوحة «تيمموا.. تيمموا»، تطبيقاً وإشعاراً بأهمية دروس الاستنجاء والاستجمار التي تعلمناها في الصفوف الأولى.

النساء أكثر من يتضرر من استراحات الطرق ودورات المياه فيها المستحقة لكل مراتب التردي، فهي إما مقفلة وإما بالغة السوء بشكل لا يقبله كائن حي، أسوق هذا التذكير للحريصين على حقوق المرأة وأطالبهم بالأولويات…الإنسانية!

كثبان الرمال في مدخل «استراحة» أفضل إعلان على حسن الخدمات، جزء من واقع لا يجهله عابر سبيل في الطرق البرية، يمكن مقارنته بشعار شركة «ساسكو» الجديد… نخلة وارفة.. ونخيلات خضر تسر الناظرين، الشعار جميل وفيه من شعار هيئة السياحة الكثير، مما يبرز فقر المصممين، ومع كل هذا يبقى شعاراً لا غير.

فرطت شركة ساسكو في فرص ذهبية خلال عقود كانت فيها هي اللاعب الوحيد، حصلت على دعم لم يتوافر لغيرها لكنها لم تستطع فعل شيء، مع تعاقب إدارات تنفيذية ووعود، والنتيجة تمكين عمالة آسيوية – بالأمر الواقع – من الاستثمار، أصبحت استراحات الطرق عبارة عن بقالات بدورة مياه سيئة – إن توافرت – مفتاحها بيد العامل مع مسجد صغير ملتهب إلا من مروحة تعيد تدوير سموم القيظ، انشغلت الشركة في بداياتها بالتصاميم، فحصل تصميم محطتها الشهيرة على طريق الرياض سدير القصيم على جائزة «وين اذنك يا..»، ومحطة أخرى بالأقواس الأسمنتية داخل العاصمة لا أعلم هل ما زالت تملكها أم لا! وبقيت الخدمة تحت المستوى ما دون المقبول، أسهمت جهات حكومية بعدم اهتمامها في بقاء الحال على أوضاع «تفشل»، مع استمرار الحديث عن تطور السعودية ونقلتها الحضارية. ونشرت أخيراً شكوى مستثمر في القصيم من بيروقراطية البلديات، إذ بدأ في تشييد استراحة طريق قال إنه حصل على مخططاتها ومواصفاتها من «أبوظبي»! لاحظ كيف يؤدي التوقف والتراخي إلى تقدم الجيران مسافات طويلة.

ضخ ملايين الريالات ثم أوقف عن العمل بين موظف يقول إن إيقاف إنشاء استراحات الطرق لإعادة النظر فيها يشمله وآخر يقول إنه لا يشمله، لكنهم في النهاية «شملوا «استراحته ومشروعه»، وبدلاً من انتظار المسافرين لإعادة النظر – وكلهم نظر – عليهم استخدام «قلص»، دورة مياه.

أوضاع استراحات الطرق ليست بعيدة عن أوضاع دورات المياه العمومية داخل المدن وتلك الملحقة بالمساجد، مع سوء «بنية تحتية» ونظافة هناك أوقات استخدام محددة يتحكم بها عامل. وما عليك سوى أن تتحكم بنفسك، سواء كنت مضطراً، أو من المستجيبين لإعلانات السياحة الداخلية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على «تيمّمووا… تيمّمووا»

  1. أبو بسام كتب:

    “ثم أوقف عن العمل بين موظف يقول إن إيقاف إنشاء استراحات الطرق لإعادة النظر فيها يشمله وآخر يقول إنه لا يشمله، لكنهم في النهاية «شملوا «استراحته ومشروعه»”

    المفروض يفهمها ، تدهن السير ما يشملها ، تنشف مخك يشملها.

    تبغى تربح بدون ما تقسم للعاملين عليها؟!!.

    حسبنا الله

  2. علي المزروع كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا فض فوك استاذي الفاضل
    ذكرتني الايام الخوالي
    محطة ثادق وصلبوخ مع اللى كان يشغلها مواطنين عاديين الا انها كانت تقدم خدمات مميزة في تلك الحقبة من الزمن
    نعود للموضوع اغلب من يستخدم محطات ساسكو اما مضطر او زائر على الطريق الدولي تخدعه تلك اللوحات
    الشركة ومنذ تأسست لم يكن هدفها الاستثمار عبر تقديم الخدمات
    هدفها ملئ جيوب البعض عبر طرق ملتوية والشمس ما تغطي بالغربال وكثير من المواطنين يعرفون تفاصيل الاعلانات والاخبار في السنوات الماضية
    ومن باب الانصاف لها فهي تقوم في الفترة الاخيرة وعلى استحياء بإعادة ترتيب بعض المواقع الجانبية لها
    عسى ان يشمل التطوير مواقعها الجانبية
    فالاستثمار في هذا القطاع من انجح الاستثمارات واضمنها ربحية اذا لم يكن هدف القائمين على النشاط غير ذلك
    اما موضوع مشكلة المستثمر فقد ذكرني بمسرحية لحسين عبد الرضا (اويل … سير …. دهن) والمثل العامي (ادهن السير يسير)
    الدعوى ضاااااااااااااااااااااايعة كل يبي حقة والمستثمر شكلة نظامي وما عندة استعداد يدفع
    تكفى لا تقولي سياحة داخلية
    الا اكان تقصد الصمان والدهناء ايام الربيع
    والا ابها والطايف ومصايفنا فكرمك الله انت والقراء الكرام لن تجد مكان تستريح فيه من كثرة المخلفات
    ربما المواطن سببا في ذلك انما هناك قصور من الجهات المعنية
    فلو كان هناك اهتمام وتوعية وتوفير حاويات ونقلها بأستمرار فربما نقضي على جزء من المشكلة
    اخي الفاضل
    اتمنى بأن يحضى شاطي العقير بنظرة منك
    فهناك شي من التميز يستحق الاشادة والتقدير للقائمين عليه
    اسف على الاطاله انما جئت على الجرح

  3. جـــرير كتب:

    ادارات متعاقبه ولكن من امن العقوبه يفعل ما يشاء وين وزاره الموصلات على فكره قابلت واحد من اعضاء مجلس اداره ساسكو يقول خلال سنه نبى نخلى محطات ساسكو احسن من ادنوك وعد يا عداد

  4. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    استاذي انا اقول لكم على نقطة هامة وهي الاستراحات والمحطات اللي بين
    مكة المكرمة والمدينة واللي طوال العام يرتادها ملايين المعتمرين والحجاج
    تخيل استاذي ماسمعناه من ردود فعل من الكثير منهم من الاصدقاء
    اي شئ تتخيله قيل عن هذه الاستراحات والمحطات.
    اذا الان الموضوع موضوع سمعة خلينا من الصيف والتمشية والاجازة
    الموضوع موضوع هام وخطير وانت ابو المفهومية وشكرا

  5. علي كتب:

    هنا تظهر وبشكل واضح مشكلة الاحتكار # والقصد هنا ساسكو # الشركة تقدم خدمات سيئة جدا موقعهم جميع الصور مرسومة لا توجد اي صورة لمحطة حقيقية ( ان كنت ذكي فكر لماذا !!!!!!)
    وبما اننا نذكر الطيبين من شركتنا ونتكلم عن الطرق والخدمات فالنقل الجماعي ايضا محتكر بلا اي خدمات يعني على قول المثل # لا احييك ولا خلي الحياة تجيك #

  6. سليمان الذويخ كتب:

    ساسكو
    ابقت طريق القصيم محتكرا لسنوات تقرب 10 سنوات

    و تمخض الجمل فولد فارا
    من الحسد انشئت المحطة في الجزيرة الوسطية
    فأصبح خطرا جدا ان تخرج السيارة من المحطة الى الطريق السريع !!!
    لتتلقاها سيارات تتصل سرعتها احيانا الى 200 كم /سا

    فكروا في اعادة التنظيم ليصبح مخارج وجسور !!
    فزادت التكلفة وطالت المدة
    ومن رحمة ربك اعيدت محطات قديمة ( مثل العتش )
    واسقط في ايدي المحتكرين !
    وصارت ساسكو ما تجيب راسمالها
    فأعيدت الى اكشاك للعمالة الوافدة تشغلها !!

    وربنا يسهل الأمور ويلطف بالخلق

التعليقات مغلقة.