«دلّع الخالة واربح شغّالة»

«دلّع الخالة واربح شغّالة»
قارئ جميل بروحه المرحة اللاذعة علّق على مقال استراحات الطرق قائلاً: إن المقال «كوم»، وحقوق المرأة «الإنسانية» في استراحات الطرق الطويلة… «كوم آخر»، وأرفق صوراً حديثة من طريق الشرقية في السعودية تخبر بالواقع المتردي، فقد وضعت العمالة ورقة كُتِب عليها باللغة الإنكليزية المكسّرة «نو ووتر»، وتحتها ترجمة بلغة آسيوية لا أعرفها، طبعاً لم تترجم إلى اللغة العربية، لأن الناطقين بها يعرفون طريق… «الخلاء»! معرفة جيدة، ويذكر صاحبنا الظريف، بحكم تردده أن عدم توافر الماء في دورة المياه له أسابيع. ما زلنا نتحدث عن نموذج استراحة طريق تابعة لشركة مساهمة، فكيف حال أخريات تتبع منشآت أقل قدرة أو أفراداً، الزبالة تسد باب دورة مياه النساء، وفي الخلف أكوام نفايات تُحرَق، قلت: ربما يكون الغرض من الإحراق تنبيه المسافرين إلى مواقع الاستراحات عند حلول الظلام! عندما يشجع الناس على السياحة الداخلية مع أوضاع معروفة يفترض تنبيههم الى هذا الواقع بدلاً من جعلهم يقعون في فخ التجربة المُرّة، الصورة الملتصقة بأذهانهم سيصعب تغييرها مستقبلاً. وعلى ذكر السياحة الداخلية، أنا معها على طول الخط ولكن عندما يجري إصلاح وتعديل المسميات «التجارية»، أقربها للذهن عدم السماح بالإعلان عن «شاليهات» على حافة مياه راكدة الله أعلم بحالها.
ومن جدة أرسل صديق لهذه الزاوية دائماً ما يتحفني بملاحظاته، بضع صور عن أكثر من موضوع، واحدة منها للوحة كبيرة على كورنيش جدة، تحت عنوان «الكورنيش الشمالي»، تصف جمال الكورنيش والخدمات المتعددة فيه، من المنتجعات «الراقية» والخدمات «المميزة»، وكل ما هو «أحسن شيء»، وخلفها لا يوجد سوى «سقالة» وفراغ إلا من صخور صمّاء، ويظهر أن اللوحة كانت لحفلة انتهت فانتهى معها التميز! وكم لوحة أو «صورة» لدينا تخبر عن أشياء غير موجودة!
أما الصورة الثالثة، وهي من جدة أيضاً فتتعلق بحقوق الإنسان، وما سبق – أيضاً – من صميم حقوق الإنسان، الصورة لإعلان كبير أمام مكتب استقدام تحت عنوان «ترقبوا مزيداً من المفاجآت»، يهنئ المكتب عائلة «آل فلان»، بفوزها بعاملة منزلية، لكن الإعلان لا يذكر الطول والوزن أو القدرة على التحمل، وهل هناك «ضمان» ضد الهروب، كما لم يبين طريقة الاشتراك وهل يتم «السحب» بالأيدي أم بالأرجل أم بالشعور، وأقترح على الإدارة الخاصة بمتابعة مكاتب الاستقدام «التجارية» في وزارة العمل – إذا كانت لا تزال على رأس العمل – أن تضع مواصفات خاصة للإعلان عن الفوز بعاملات، يمكنها أيضاً تطوير هذا النوع الفريد من الإعلان الجديد برعاية برنامج تلفزيوني بعنوان «دلّع الخالة واربح شغالة».

قارئ جميل بروحه المرحة اللاذعة علّق على مقال استراحات الطرق قائلاً: إن المقال «كوم»، وحقوق المرأة «الإنسانية» في استراحات الطرق الطويلة… «كوم آخر»، وأرفق صوراً حديثة من طريق الشرقية في السعودية تخبر بالواقع المتردي، فقد وضعت العمالة ورقة كُتِب عليها باللغة الإنكليزية المكسّرة «نو ووتر»، وتحتها ترجمة بلغة آسيوية لا أعرفها، طبعاً لم تترجم إلى اللغة العربية، لأن الناطقين بها يعرفون طريق… «الخلاء»! معرفة جيدة، ويذكر صاحبنا الظريف، بحكم تردده أن عدم توافر الماء في دورة المياه له أسابيع. ما زلنا نتحدث عن نموذج استراحة طريق تابعة لشركة مساهمة، فكيف حال أخريات تتبع منشآت أقل قدرة أو أفراداً، الزبالة تسد باب دورة مياه النساء، وفي الخلف أكوام نفايات تُحرَق، قلت: ربما يكون الغرض من الإحراق تنبيه المسافرين إلى مواقع الاستراحات عند حلول الظلام! عندما يشجع الناس على السياحة الداخلية مع أوضاع معروفة يفترض تنبيههم الى هذا الواقع بدلاً من جعلهم يقعون في فخ التجربة المُرّة، الصورة الملتصقة بأذهانهم سيصعب تغييرها مستقبلاً. وعلى ذكر السياحة الداخلية، أنا معها على طول الخط ولكن عندما يجري إصلاح وتعديل المسميات «التجارية»، أقربها للذهن عدم السماح بالإعلان عن «شاليهات» على حافة مياه راكدة الله أعلم بحالها.

ومن جدة أرسل صديق لهذه الزاوية دائماً ما يتحفني بملاحظاته، بضع صور عن أكثر من موضوع، واحدة منها للوحة كبيرة على كورنيش جدة، تحت عنوان «الكورنيش الشمالي»، تصف جمال الكورنيش والخدمات المتعددة فيه، من المنتجعات «الراقية» والخدمات «المميزة»، وكل ما هو «أحسن شيء»، وخلفها لا يوجد سوى «سقالة» وفراغ إلا من صخور صمّاء، ويظهر أن اللوحة كانت لحفلة انتهت فانتهى معها التميز! وكم لوحة أو «صورة» لدينا تخبر عن أشياء غير موجودة!

أما الصورة الثالثة، وهي من جدة أيضاً فتتعلق بحقوق الإنسان، وما سبق – أيضاً – من صميم حقوق الإنسان، الصورة لإعلان كبير أمام مكتب استقدام تحت عنوان «ترقبوا مزيداً من المفاجآت»، يهنئ المكتب عائلة «آل فلان»، بفوزها بعاملة منزلية، لكن الإعلان لا يذكر الطول والوزن أو القدرة على التحمل، وهل هناك «ضمان» ضد الهروب، كما لم يبين طريقة الاشتراك وهل يتم «السحب» بالأيدي أم بالأرجل أم بالشعور، وأقترح على الإدارة الخاصة بمتابعة مكاتب الاستقدام «التجارية» في وزارة العمل – إذا كانت لا تزال على رأس العمل – أن تضع مواصفات خاصة للإعلان عن الفوز بعاملات، يمكنها أيضاً تطوير هذا النوع الفريد من الإعلان الجديد برعاية برنامج تلفزيوني بعنوان «دلّع الخالة واربح شغالة».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على «دلّع الخالة واربح شغّالة»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    حقوق انسان ايش يابو احمد .. السيل اللي في جدة اخذ المبنى
    اللي ساكنين فيه اخذة عزيز مقتدر واللوحة صارت زي بندول الساعه
    بس حقوق انسان ديكور لزوم المسائل اللي بالي بالك
    وكبر المخدة والطراحة يابو احمد . وخلينا نفكر في السمبوسة
    وكل سنة وانت طيب .

  2. د / عبدالرحمن كتب:

    الأستاذ الغالي / عبدالعزيز
    السياحة الداخلية قرف في قرف مجرد شعارات استغلت للتحايل على المواطن المسكين لتضعة أمام الأمر الواقع وعندها ليس امامة إلا التصفيق وترديد ماباليد حيلة .
    هم يحصلون على الأموال ليس بالخدمة الجيدة ولكن بالحيلة التي تأخذنا إليهم ووضعنا أمام الأمر الواقع
    عدت للتو من سياحة داخليه بداتها من بريده إلى الباحة حيث تركت الطائف مطب كما يقال نتيجة مواقف متعبة من تصرفات الحونشيه والأسعار الملتهبه ورائحة المواشي وكانك في زريبه وعدم وجود اي معنى للراحة والإستجمام والرفاهية .. تعهدت بعدها على أن لا اعود إليه سائحا .
    في الباحة تفاجئت في الزحام على السكن وكلما دخلت شقق مفروشه وجدت نفس الوجوه التي شاهدتها في المكان السابق وكأننا في سباق من يستطيع الدوران على الشقق المفروشة اسرع .
    وسمعت من البعض من يقول لم انام من امس بحثا عن سكن .
    في الباحة تجد اللوحات تقول لك شقق فندقية . وتشاهد الخمس نجمات وعندما تدخل لا تجد إلا مكان اشبه بالزرائب . مستوى متدني من النظافة يدل على غياب الجهات الرقابية والمتابعة .. واسعار حددت بناء على تصنيف جهة لا اعلم هل شاهدت المكان التي قامت بتصنيفه أم اكتفت بمكالمة فلان وفلنتان . المهم انهم حصلو على تصنيف يخولهم بتطبيق تسعيره تروي جشعهم دون أي اعتبار لمستوى الخدمة المقدمة .
    في ابهاء تتكرر الماساة والمعاناة .
    نحن يا استاذ عبدالعزيز كسعوديين تعودنا على هذه الطرق في المعاملة وهي لا ترضينا ولكن ماذا نفعل .. لكن المؤلم هو ما نشاهده في وجوه اخوتنا السياح من دول الخليج ضيوفنا وهم يتقززون من مستوى الشقق وقلة الخدمات والهالة الإعلامية التي تروج للمصائف في بلدنا دون مراعات واحترام للعقول التي تصدق مايكتب وتتفاجأ بما تواجه .
    وامام هذه الضغوطات لا تجد مايشتتها سوى تلك المناظر الرائعة للضباب وهو يعانق الجبال وزخات المطر ونسمات الهواء الباردة الجميلة . وتجعلك تفكر بصوت مرتفع ماذا لو وجدت هذه الأجواء والمناخ من يستثمرها بطريقة احترافية ربما اصبحت قبلة لنسبة كبيرة من دول الخليج لأن لدينا الحرمين الشريفين وهم بذلك يضربون عصفورين بحجر .
    افكار طرات علي وانا اتجول هناك .
    لماذا لا يفتح المجال للفنادق العالمية للأستثمار وتقدم لهم التسهيلات المشجعة .
    لماذا لايفتح المجال للخطوط الجوية الخليجية على الأقل للنقل من مطار ابها والباحة والطائف فهذا سيكون عامل جذب مشجع
    متى نستطيع ان نجد حجوزرات تأخذنا للمصائف دون عناء .. ومتى نجد فنادق نستطيع ان نحجز بها بكل سهولة
    اين هيئة السياحة من الرقابة على الشقق والاسعار ومستوى النظافة .
    اين التشغيل المحترف للأماكن السياحية في المصائف
    اين واين واين …

    شكرا لك دائما .

    اخوك / ابو محمد :: د / عبدالرحمن

  3. شعلان الشمري كتب:

    شكرا يا اخ عبد العزيز

    ما قصرت بهم …

    وبما اني الى الان ما ربحت بسحب جريدة الحياة ابي اشترك بسحب الشغالة يمكن يحالفني الحظ

    بالتوفيق

  4. زياد كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله
    اخوي ابو احمد مقال رائع لكن يحتاج لمساحة اكبر وتركيز من قبل الاعلام لتثقيف الشعب قبل البدء في الاجراءات التصحيحة لتلك الاستراحات المقصود ليس الشعب بالكامل بل فئة معينة
    لكن الأهم وهو طلب منك أتمنى منك تحقيقه وله أولوية كبيرة وخاصة في هذا الموضوع وهو وضع الميقات او المواقيت الموجودة على الطرق السيل الكبير وغيره للأسف بدل ان تكون مكان للراحة والتجهيز لعبادة من اسمى العبادات اصبح الميقات هما كبيرا عند دخوله من ناحية النظافة والتجهيزات وغيرها وكما لايخفى عليك ان مجموعة من الأجانب ترتاد هذه الاماكن وخاصة الأخوة الخليجيين لذا يجب ان نكون .………… 

التعليقات مغلقة.