ما الذي ميّز الدكتور غازي القصيبي عن غيره؟ ربما يقال، مع المنصب..، ثقافة برزت في جملة من المواهب الإبداعية، فهو لم يكن وزيراً وسفيراً فقط بل شاعراً وناثراً وروائياً، قد يكون في هذا جانب من الصحة، لكن هناك أمراً بل أموراً أخرى، بحسب تقديري، أولها أن القصيبي لم يكن متهافتاً على الكرسي، يمكن استشفاف ذلك من جملة مواقف، كتابه حياة في الإدارة واحد منها إذا وضعنا في الاعتبار الظروف التي نشر فيها، إنه أول كتاب – بحسب علمي- يخطه مسؤول عن كواليس العمل الإداري الأعلى، والمؤلف لا يزال في قمة العطاء، بمعنى أن له طموحاً مشروعاً ورؤية في التنمية، وفي الإدارة كان الدكتور غازي الوزير يفوض الصلاحيات لمساعديه إلا أن هيبته كانت موجودة وحاضرة، لأن تفويض الصلاحيات من دون حضور قوي قد يؤدي إلى نتائج سلبية، أما الميزة الأكبر بل الأعظم لشخصية القصيبي الفريدة فهي معاصرته مشاريع ضخمة وتولي بعضاً منها، في الصحة والكهرباء والصناعة بمشاريعها المتعددة، عايش طفرات ضخ مالي كبير ومع ذلك لم تظهر إشاعة واحدة تنال من ذمته المالية، طهارة اليد هذه جعلت حتى من تصيبهم الغيرة من حضوره – وكلنا بشر – لا يستطيعون سوى التوقف أمام هذا السد المنيع، وفي المقابل يتذكر من عرفه عن قرب من موظفي مكاتبه كيف كان يوزع راتبه على صغار موظفين، ويرسل لهم بطاقات التهنئة موقّعة بخطه، كان غازي القصيبي في الصعود الإداري مثل صاروخ أو لنقل مثل مصعد كبير نقل معه عدداً لا بأس به ممن رأى فيهم كفاءة إلى أعلى المراتب الإدارية فكثر حوله الأصحاب، وفي قصيدة نقلها على «العربية» الشيخ الدكتور سلمان العودة اشتكى من تخلي أصدقاء عنه في أواخر حياته.
كانت السفارة هي الفاصل بين فترتين من حياة غازي القصيبي الإدارية، حقق النجاح شعبياً في الأولى منها، ولم يتحقق له مثيل له في الثانية، ويلاحظ أن قطاع الأعمال كان صديقه في المرحلة الأولى وخصمه في الثانية، فهو صديق أثناء الضخ وخصم أو متمنع عند العطاء، من هنا لا يستغرب أن تكون فترة وزارة العمل فترة غير سعيدة في حياة الدكتور رحمه الله تعالى، ظهرت إشارات إلى ذلك في كثير من التصريحات والمقابلات الصحافية، لا ينسى أنه استطاع بذكاء تأسيس شراكة مع الصحافة، عند بدايات المسؤولية تمكّن من استثمارها، في الصحة والكهرباء والصناعة، كان أول من استخدم الإعلام كسلطة ميدانية في مجتمع محافظ، وأعلن أول حالة رشوة خسرت بسببها شركات كورية فرصاً كبيرة، ولم يكن الصحافيون يرون في الوزير غازي خصماً أو مسؤولاً متحصناً في مواجهتهم، حتى وإن كان له رأي فيهم أو في بعضهم، وعندما حاول البعض تقليده لم يكتب لهم النجاح.
رحم الله الدكتور غازي القصيبي رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى وألهم أسرته الصغيرة ومحبيه الكثر الصبر والسلوان.
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته .. انا اتذكر ايام كان وزير للصحة وانا اشهد بهذا يابو احمد
شوفناه مرة الساعه الثانية صباحا في استقبال احدى المستشفيات الحكومية وكان يجلس
في قسم الطوارئ ولااحد انتبه لوجوده غير ثلاثة اشخاص فقط انا واحد منهم .
الرجل هذا الله يرحمه لوجلس في وزارة الصحة بس خمسة سنين ايامها كان صارت
اشياء كثيرة . لكن!!!! الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويتجاوز عن سئياته .
كم نحن بحاجة الى اكثر من
غازي القصيبي وعثمانر العمير وعبدالرحمن الراشد وعبدالعزيز السويد وصالح الشيخي وخالد السلمان ووووياقلب لاتحزن
مساء الخير للجميع …أنا أصغر من أن أتكلم عن الدكتور غازي القصيبي , لم أحبه وهو وزير للعمل , فلم تكن تعجبني قراراته خاصة فيما يخص العمالة وبطالة الشباب , وأعتذر عن ذلك فقد يكون للدكتور غازي أبعادا أخرى ” لم أرها أنا “!! لأول مرة أشعر بعد موت شخص ما بتلك الهالة …يبدو أن لغازي القصيبي شعبية , تحولت بعد وفاته لأن يكون بطلا قوميا …رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنته وأنار له قبره وربي يعفو عنه وعنّا …………سامــــــحــــــــوني ……………….