… أو نحن والدولة. لا فرق في تقديري، فنحن منها وهي منا، نعم الدولة مطالبة بكثير من القضايا التي تستهدف نتائجها تحقيق العيش الكريم للمواطن والمواطنة، والارتقاء بالبلاد بالتطوير والتحديث، وإذا كنا نرى قصوراً ونقصاً في هذا القطاع أو ذاك فإن الواجب علينا أن نطالب أذرعة الدولة، من جهات حكومية مختلفة مكلفة ومسؤولة، بتلافي هذا القصور أو النقص، بالنقد وكشف انحراف مسارٍ أو توجّه ثبت عدم جدواه… ما أمكن ذلك. يشفع لنا في ذلك الانتماء المتجذّر والمصير الواحد، ودافع الحرص على المصلحة العامة التي تمسّ السواد الأعظم من المواطنين، بما فيه من درءِ أخطار متوقعه. إلا أن وجود تقصير في قطاع أو قطاعات لا يعني الركون إلى المطالبة وحدها، خصوصاً أن هناك مجالات عمل أخرى مثل الأعمال الخيرية، وأخصّ هذه بالذكر لما انتشر مؤخراً تعليقاً على حملات تبرع لجمعيات خيرية، إذ يرغب هذا التوجه في عدم الاستجابة للتبرع لأن الدولة قادرة – وهي بالفعل قادرة – وكلفت جهازاً حكومياً لو عمل كما يجب لتمّ تلافي القصور والنقص إلى حدودٍ دنيا. لكن، هل يعني هذا عدم الالتفات لأعمال الجمعيات الخيرية أو تركها من دون دعم القادرين على البذل، ممن لا تدفعهم سوى نوازع الخير في أنفسهم، استجابة – أولاً وأخيراً – لأوامر المولى عز وجل وطمعاً في ما عنده، مؤكد أن هذا توجه اتكالي «متقوقع على ذاته» يهدم ولا يبني، وهو في معرض التفسير لا التبرير ناتج من حال تذمّر أو سخط، يمكن تفهمها ولا يمكن تأييدها على الإطلاق.
السبب أنه لا ينتج من هذا الرأي سوى التشويش على أعمال رائدة نراها ونلمسها في ثمار جمعيات خيرية عديدة قدمت وتقدم الكثير، وفيها رجال ونساء متطوعون بوجاهتهم أو خبراتهم ويبذل لها أهل الخير كلّ قدر استطاعته، ولا يتحقق من ذاك الطرح إلا التراجع والانكفاء. لهذه الجمعيات دور مهم ومنها ما استطاع التغلب على بيروقراطية أجهزة حكومية ليتمكن من سدّ فجوات، ومنها ما تمكن من زيادة مساحة التربية على العمل التطوعي، التطوع بالوقت وبالخبرة والرأي الـسديد، فـالبـذل لا حدود نوعية له.
ومثل أصحاب هذا الرأي المنكفئ، مثل رجل لا يربي أولاده على النظافة في المنزل بسبب أن هناك خادمة تحصل على مرتب لتنظيف البيت!، ومثله مثل شخص يصر على بعثرة النفايات في الشارع لأن هناك شركة نظافة لديها عقد بالملايين! نسي هؤلاء أن النظافة من الإيمان وأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وتناسوا أن ذاك منزلهم ومن يتربى فيه هم أولادهم وهذا حيّهم وأولئك المحيطين جيرانهم. وكل له حق مثلما عليه واجب.
ولم أكن أرغب في طرق هذا الموضوع لولا أني لمست له أثراً سلبياً في نفوس بعض العاملين المتطوعين في أعمال خيرية، مع علم لديّ بما يبذلونه من جهود مثمرة فرجت كرب محتاجين وأسهمت في علاج مرضى هم في أشدّ الحاجة للعون.
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ياابو احمد الله يسعد ايامك الظاهر احباءنا مسؤلي شركة الكهرباء
قراؤ التعليقات الخاصة بقوالب الثلج وزعلوا علينا وقطعوا علينا
الكهرباء من الساعة 2 ظهرا واعادوها مع اذان المغرب جزاهم
الله الف مليون خير وفطرنا وصلينا ورجعوا الله يحفظهم قطعوها
الى صلاة العشاء وخلونا نصلي الله يديم عليهم البركة العشاء
ورجعوا قطعوها واشعرونا بيض الله وجيهم بالنعمة اللي احنا
فيها ومافيها شئ يابو احمد عشان الواحد يتعود على الحرارة
الشديدة والانبعاث الحراري وعلى تقلبات الطقس بعدين بارك
الله فيهم عيشونا اجواء رومانسية حالمة بس الله يهديهم العيال
من كثر الرومانسية شاتوا الشمع برجولهم لصقوا في سقف
الغرفة لكن عموما الامور كلها تمام .وشكرا
افكارك دئما نيره ياكتبنا الكبير
حفظك الله من كل مكروه
ابو احمد اجمل التحايا
جميل ماسطرته اليوم ، ولكن لي تعليق بسيط عن ردة فعل الناس عن التبرع للجمعيات الخيرية وخاصة ماهو مثار اليوم وهو التبرع لجمعية ” كلانا ” .
اقول قبل فترة شنت الصحافة والاعلام عموما هجمة شرسة على المؤسسات الخيرية حتى استطاعت ان تضع صورة نمطية للمؤسسات الخيرية في أذهان الناس بانها مؤسسات غامضة ، وانها في الغالب تدعم الارهاب !!
الامر الاخر وهو مايخص ” كلانا ” وهو محور مقالك اليوم وان كنت لم تذكر بالاسم ، مالذي يجعل هذه المؤسسة تختلف عن ماتم تصويره سابقاً ؟ هل نشرت قيمة التبرعات بشفافية ؟ هل رايت اين تصرف المبالغ ؟ ان كنت تثق يااستاذ عبدالعزيز نتيجة لمعرفة تامة فغيرك لا يثق ؟؟