التشكيك بلقاء الشيخ الخضير

انتقل المنقسمون إلى مرحلة جديدة، السؤال الذي يشغلهم هو هل جاء تراجع الشيخ علي الخضير تحت الضغط والإكراه؟
هل يمكن أن يحدث هذا؟، من موقع المشاهد أرى أن الشيخ لم يكن متوترا ولا مكرها، وما ظهر عليه لا يعدو تأثرا بأهمية الموضوع ومعرفة لعواقب تلك الفتاوى، إضافة إلى تأثير الخروج تلفزيونيا لأول مرة، فهل أكره الشيخ على التصريح بأنه بكى عندما سمع بتفجير مجمع المحيا!؟ هل أكره الشيخ على أن يقول انه أقنع بعض المسجونين ممن يحمل هذا الفكر؟
هؤلاء تركوا اللب وانشغلوا بالشكليات التي أطرت الحوار، ركز بعضهم على صيغة طرح الأسئلة من المحاور واعتمد عليها، ترك مثل هؤلاء مضمون الحديث، ولم يضعوا في أذهانهم جسامة الموقف وصعوبة الأمر خصوصا على الشيخ الخضير.
بعد اللقاء كنت أتحدث مع صديق وأقول انه من الصعب على الإنسان أن يتراجع أمام جمهور محدود عن حكاية لا تقدم ولا تؤخر، فكيف بالاجتهاد بطرح فتاوى شرعية ساهمت بما حدث.
من المتوقع أن ينقسم البعض على أنفسهم، مثل هؤلاء لا يظهر لي أنهم يريدون إخماد الفتنة ولا ينشدون عودة المياه إلى مجاريها، وكأن بعضهم قد حقق شيئا لنفسه أو كاد، الله أعلم ماهو، ولا يريد أن يتسرب من بين أصابعه هكذا وببساطة، بعض يدفعه الحقد وبعض يدفعه السخط، وبعض يتعذر بأخطاء وتجاوزات هنا وهناك لا نختلف عليها، لذلك ندعو للشيخ علي الخضير بالثبات، فالجمهور الذي يصفق ويهتف سريعا ما يتحول إلى عدو لدود عند أو لحظة تراجع ومراجعة، ويل للمتبوع من التابع، إن هو استسلم له وتخدر بهتافه وتشجيعه وإطراءه، يصبح المتبوع تابعا وأسيرا في الواقع.
إن على الشيخ علي الخضير مسؤولية جسيمة، فهناك من التلاميذ والأتباع من لن يصدق بل من صدم بما سمع، يرى أن ما شاهده على القناة الأولى يوم الاثنين، ماهو الا تمثيلية أمنية، هؤلاء يرون التراجع عن الخطأ هزيمة فهم قد حازوا الحقيقة معهم وأقفلوا عقولهم وقلوبهم برغبتهم وكانوا ولا زال بعضهم يبحثون عن تخريجات شرعية فقط لا غير.
والمطلوب أن لا يتوقف التلفزيون عند هذا اللقاء بل يجب أن يتبعه لقاءات أخرى مع مشايخ آخرين يكون فيها الشيخ الخضير طرفا رئيسيا، لتبين الحقيقة لمن في قلبه شك إذا كان يبحث عنها، أما أولئك الذين لن يرضوا إلا إذا سمعوا ما يعجبهم ويحقق رغباتهم ويحرك ما في نفوسهم فيمكن لهم أن ينصتوا لمفتي قناة الجزيرة، سوف يقدم لهم هذا الأخير ما يطلبه الإرهابيون.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.