محاسن الصدف

خاب توقعي في أن تهتم المديرية العامة للجوازات بالقضية التي نشرت عنها في شهر رمضان، ملخصها تمكن شخص من دخول البلاد بجواز غيره. النشر تم في أوقات الدوام الرسمي، ولأن الجوازات «تناوب» في الأعياد أعيد التذكير بالمسألة لعل وعسى، رغبة في معرفة الإجراءات التي تحد من استغلال أشخاص لجوازات غيرهم وما يمكن أن يحدث من وراء هذه الثغرة من إجرام أو إرهاب أو تضييع لحقوق.
أحد القراء علّق تعليقاً ظريفاً على الموضوع فقال إن البصمة تطبق على القادم للمرة الأولى أما اكتشاف مخالفات مثل تلك فهي متروكة «لمحاسن الصدف»! أيضاً كان أحد القراء أرسل معلقاً على خبر نشر قبل فترة، عن تمكن ضابط في إدارة الوافدين بجدة من القبض على عامل هندي متهم بجريمة قتل. العامل قال إنه جاء بتأشيرة عمرة ثم فقد جوازه، ويرغب في الترحيل لكن الضابط اعترته الشكوك فأخضعه للتحقيق ليكتشف أنه مطلوب بجريمة قتل. القارئ علّق قائلاً أليس هذا دليل أن المغادرين لا يخضعون للبصمة بل هي اجتهادات. أعاد القارئ الكريم إرسال الخبر بعد مقال «بيع الجوازات»، وكأنه يقول «ما قلت لك»، وأرد بالجملة اللطيفة هذا «من محاسن الصدف». ولأن الجوازات تناوب في الأعياد استثمر المسألة لطرح آراء وأفكار. الأخ مشعل يستغرب ألا يتاح تجديد الجوازات للمواطنين في الإجازات في حين يتم العمل على تسهيل أمور المغادرة لغير المواطنين، والأخير إجراء جميل فيه حسن تعامل وتفهم لأحوال إنسانية، ربما يكون من المناسب أن تفتح الجوازات التجديد للمواطنين ولكل حالة ظروفها.
الصديق الإعلامي عبدالسلام الحميد بعث بفكرة تخص السفر والوثائق، قال إن التنبيهات تحذّر من نقل الوثائق «الداخلية» خلال السفر، خصوصاً بطاقة الأحوال والعائلة، لكن المسافر قبل وصوله إلى المطار سيمر بنقاط تفتيش لا تعترف بجواز السفر بل تطالب بالبطاقة. ويقترح الزميل المتفائل أن تنشأ صناديق أمانات في المطارات بحيث يضع المسافر فيها وثائقه ومقتنيات ربما نسيها معه. ولأنه «حائلي وسيع صدر»، اعترض على اقتراحه لأسباب منها وضع المطارات الذي لا يسر صديق فالعثور على حقيبة السفر المحمولة في العفش من محاسن الصدف. آخر أمر الصناديق المقترحة أنها ستوكل إلى «صديق»، وربما تصبح من مسؤوليات شركات الجباية، وبدلاً من هذا يفترض أن تعترف جهات نقاط التفتيش بجواز السفر. أليس وثيقة رسمية، أم أنه مخصص «للجنبا»؟ اقلها ساووا المسافرين بالنساء فإلى وقت قريب كانت البنوك تعترف بوثيقة جواز السفر، والمال عديل الروح والسحب من البنوك أصعب من المرور في نقاط التفتيش. أما معرفة فرد في نقطة تفتيش وأنت مسافر مستعجل فهي لاشك من «محاسن» الصدف.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على محاسن الصدف

  1. محمد ابن جدو كتب:

    استاذ عبد العزيز
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مما يحرق القلب ويغيظ الصدر ان ربعنا يتحدثون عن بصمة الاصبع التي هجرها العالم منذ عقود مضت والتي يتم تزويرها بساطه عن طريق حك الاصبع بمبرد الاظافر لمدة ثواني وتتغير بصمة اليد نهائيا!!!

    العالم اليوم يتحث عن بصمة العين التي لايستطيع عاقل لمسها وربعنا نايمن في العسل نوم

    دمت بخير استاذي

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ((خاب توقعي في أن تهتم المديرية العامة للجوازات بالقضية التي نشرت عنها في شهر رمضان، ملخصها تمكن شخص من دخول البلاد بجواز غيره.))
    يابو احمد فيه قضايا كثيرة كتبوا عنها كتاب كبار وانتم استاذي في مقدمتهم لكن التفاعل مع ماينشر اصبح شبه معدوم
    وهذا الامر اصبح مثار استغراب شديد ودهشة كبيرة لدى المجتمع ايش اللي حاصل مااحد عارف .. حتى الجهات
    الرقابية فيها صار جمود غريب والله يستر بس .

التعليقات مغلقة.