«11 سبتمبر» مسمار جحا في الذاكرة

على رغم أن منظمة المؤتمر الإسلامي لم تنجح في استصدار قرار أممي يجرّم الكراهية ضد الاسلام والمسلمين وتدنيس رموزهم الدينية إلا أنها حاولت واجتهدت، وهي محاولات تشكر ويجب ان تستمر بزخم أقوى وأكبر. والفرصة الآن مواتية مع تزايد موجة الكراهية لمعاودة الضغط، لأن التراخي في ذلك سيوصل الأمور إلى أسوأ مما هي عليه الآن. في كل عام أصبحت ذكرى 11 سبتمبر المغذي الكبير للتطرف ضد الاسلام والمسلمين، وها هم بعض الحمقى من الأمـيـركيين النصارى أقدموا على جريمة حـرق المصحف الشريف وتمزيقه، والواجب على الدول الاسلامية ان ترمي بثقلها – وهو ثقل كبير لو أحسنت استثماره – لاستصدار هذا القرار، فهل هذا العالم الكبير أضعف من دول مثل كوريا الشمالية او حتى فنزويلا بمواقفهم ضد الغرب؟!
في ألمانيا استقال عضو في البنك المركزي الألماني بعد نشر كتاب بعنوان «ألمانيا تمحو نفسها» تبعه بـتصريحات تـعرضت للأعراق والاديان. يرى «تيلو ساراتسين» أن المهاجرين لم يـسـتطيعوا الاندماج في المجتمع الالماني لذلك هـو فـي خـطر. خص الأتراك والعرب بالـجـانـب الأكـبـر وشــمـل بها الـيـهود. وأجزم أنه لو لم يشمل اليهود برأيه لبقي في موقعه، ولما ارتفعت أصوات ضده، مع انه على «وجه تقاعد»، والدليل ان رئيسة الوزراء كرمت قبل أيام رسام الكاريكاتور الـدنـمـاركي على شجاعته، بكل استهتار بالمسلمين. كان من الممكن ان يكرم الالماني «تـيـلو ساراتسين» لشجاعته أو وطنـيته، لـكـن وجـود اليهود على الخط قلب الطاولة.لماذا لا نتعلم من اليهود؟ لقد حقق اليهود الكثير من أهدافهم وأصبحت لهم حصانة في العالم أجمع، معاداة السامية سيف مسلط ضد كل من يسوّل له لسانه الحديث عنهم بانتقاد، وحتى لو كان الطريق طويلاً إلا أن تجربتهم الناجحة نموذجية.
تعددت أوجه الكراهية ضد المسلمين والاسلام من القس ورسام الكاريكاتور والمسؤول السياسي «بوش الابن، ميركل» والوزراء «رامسفيلد وغيره» والقادة العسكريين والجنود يغزون، يغتصبون ويعذبون الأسرى مع حصانة من الملاحقة القضائية. وتلونت أوجه الضغوط بالقوانين من المالي في المؤسسات الخيرية الإسلامية إلى حرية المرأة في ارتداء ما ترغب من لباس في قضية النقاب. والصمت أو إصدار بيانات الاستنكار والتظاهرات وحرق الأعلام لن تحقق نتائج، المطلوب مواجهة نوعية دؤوبة.
إنما في الجملة يشير استيلاد الكراهية المتجدد وتغذية التطرف السنوي الى ان عقلية الغرب الاستعمارية وجدت في جريمة 11 سبتمبر بغيتها، مما يقوي احتمال الشراكة في صنعها، فما زالت رواية تفاصيل الجريمة من مصدر وحيد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «11 سبتمبر» مسمار جحا في الذاكرة

  1. حلو العنوان يا كاتبنا (مسمار جحا) و11 سبتمبر مسمار أمريكا اللي غرسته في خاصرتنا كل يوم تحتفل به لتذكرنا بأن يدها نظيفه من دماء شرق أوسطنا , لماذا لا يحتفل العراق بيوم (18 مارس) تاريخ الهدم الكامل لدولة وليس برجين ؟
    ولماذا لا تحتفل فلسطين في شهر سبتمبر كل عام بمذبحة صبرا وشاتيلا , أو الاحتفال بمجزرة قانا 18 ابريل الذي أدينت فيه اسرائيل واستخدمت امريكا حق النقض الفيتو لتلغي القرار .

    لا أدري لماذا لم نحتفل بمجزرة غزة أو غيرها من المجازر هل لأن قتلاهم من نور وقتلانا من تراب .

    لم نحتج ولم نستنكر ولم نفعل إلا السكوت عن المجازر فعلى الأقل نحتفل بموتانا ونغرس في خاصرتنا مسماراً لجحا آخر ليذكرنا كل عام بأننا نفهم اللعبة جيداً لكننا مسلمين مسالمين حتى وإن الصقوا فينا تهمة الإرهاب وحتى لو كانت القاعدة صنعتهم هم وليست صنعتنا .

    الكاتب القدير سيضل 11 سبتمر يذكرنا كل عام بجريمة زجو بنا فيها لمصالح معينة وسياسة معينة واهداف بعيدة المدى فالقاعدة هي السلاح الذي تدخل به أمريكا البلدان الشرق أوسطيه بدون أن تجد مقاومة . وهو السلاح الأكثر فتكاً بالخصوم فهو يفوق (قنبلة هيروشيما) في الأضرار والنتائج . ألم يكن هذا التنظيم هو نفسه صنعة أمريكا في حربها مع السوفيت ؟

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يابو احمد الله يبارك في عمرك ماراح يعملوا لنا اعتبار لانه احنا
    مانعمل اعتبار لبعضنا ومقال الجوازات شاهد .. هذا لو نزل في
    المانيا كان مدير الجوازات قدم استقالته من الصباح . الى ذلك
    نشكركم استاذنا .

التعليقات مغلقة.