مصابون ومتوفون… الهمّ واحد!

تألمت كثيراً مما جاء في مقال للزميل محمد حسني محجوب في صحيفة المدينة الأحد الماضي، إذ تعرضت أسرة أخيه لحادثة مــرورية وهي في طريقها الى مكة المكرمة آتية من الدمام. توفي رب الأســرة وزوجته وأصيب الأبناء بكسور وتهشم في الأدمغة والأحواض ونزيف، وانتظروا طويلاً على الطريق بحثاً عن منقذ، وعندما نجح أحد الأقرباء في الاتصال بالشؤون الصحية في الإحساء طالباً نقل المصابين من «عريعرة»، موقع الحادثة إلى الدمام، ردّ مديرها بأنه يمكن نقلهم إلى الإحساء.. لا غير، على أن «يتصرف» أهلهم في مسألة نقلهم إلى الدمام.
قارن الزميل محمد محجوب هذا الاهتمام بحادثة مرورية تعرض لها نائب سفير على طريق الطائف في الفترة نفسها، فظهرت طائرات الدفاع المدني العمودية للإنقاذ، وهو أمر محمود ومشكور إنما يجب أن يطبق على الجميع. واسأل إذا كانت الطائرات العـــمودية متوافرة لأي جهة وغير مشغولة، فلماذا لا يُستفاد منها في حالات الإســـعاف بتــسهيل الإجراءات وإيضاحها، وتطوير التنسيق مع الجهات المستقبلة للبلاغات.
ترفع وزارة الصحة شعار «مملكة الإنسانية»، وأتمنى أن أرفعه معها لكنها – للأسف – لا تفي متطلباته، ورد الفعل «الصحي» في الحادثة السابقة يشير إلى نموذج لذلك من أمثلة لا تخفى، كأن شعار «مملكة الإنسانية» معد للتصدير إلى الخارج.
وأعلم أن هناك تداخلات في حالات الإسعاف ونقل المصابين، ودوراً لهيئة الهلال الأحمر التي يجب أن توفر الخدمة إلى حين تفعيلها للإسعاف الطائر، بحيث يشمل جميع المصابين ولا يكون انتقائياً هو أيضاً.
جانب آخر للصورة في الاهتمام بالحالات الإسعافية، أثارته قبل سنوات حادثة وفاة عضو مجلس الشورى منصور عبدالغفار، رحمه الله تعالى، بعد ان مكث ساعات على الطريق وهو بين الحياة والموت، والملابسات التي حدثت بين الدوريات الأمنية والإسعاف. توقعت أن تؤدي تلك الحادثة إلى إصلاح أوضاع مباشرة الحالات الإسعافية وتوضيح مهمات كل جهة بدقة من دون ترك ثغرات، لكن لم يتغير شيء يذكر بحسب مصادري. والأمر نفسه ينطبق على نقل الجثامين، في شهر رمضان المبارك اتصل بي مواطن حزين، يخبر كيف ان لا جهة وافقت على نقل قريبة له توفيت في المنزل، وكان على أقاربها نقلها بسيارة، وعلى رغم ان الهلال الأحمر يستجيب للبلاغات لكنه يرفض نقل المتوفين من دون مراعاة لمصاب أهاليهم، سيقال إن للبلديات دوراً أو للصحة والشرطة وكل جهة ترمي على الأخرى، وهذا ليس شأن الجمهور بل هو شأن جهات رسمية مكلفة سد ثغرات وتوضيح صلاحيات: فهل أصيب الفكر الإداري بعقم منعه من إيجاد حل، وأين… في «مملكة الإنسانية»!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على مصابون ومتوفون… الهمّ واحد!

  1. مهره كتب:

    صباح الخير للجميع …قريب لي أصيب في حاددث وهو شاب صغير وكان الحادث على طريق الثمامة ” للأسف على أن المارة طلبت الإسعاف إلا أنه ترك ينزف لمدة أربع ساعات وعندما وصل إلى إسعاف الشميسي فاضت روحه إلى بارئها وما زالت أمه تتوجع لرحيله فهو معيلها الوحيد في الدنيا ….لذا أستاذي عبدالعزيز يؤسفني أن أقول لك : أنت تنفخ في قربة مقطوعة ………………………………………..!!!؟ دمتم بخير

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    نائب السفير او السفير يرسلوا له ماهو طيارة هليوكوبتر يرسلوا له مركبة فضائية
    من طراز ديسكفري ليش ؟؟؟ عشان يقول لجماعته في البلد اللي هو سفيرها ياسلام
    ايش هذه التكنولوجيا بس . اما شقيق الكاتب الصحفي محمد حسني محجوب واذا
    تمخطر الكاتب وكتب كلام ماهو ( مرتب ) رئيس التحرير لف ورقة المقالة وملاءها
    فصفص مقرمش .. واذا نزلت المقالة جاء له رد قالوا له انك مخطئ من المفروض
    انك تتصل وتعرف وجهة نظرنا التي تتمثل في ان طيارة الاسعاف السريع كانت
    بتجيب همبرجر لواحد جاته كحة في طريق حفر الباطن وانت من اعداء النجاح..
    يابو احمد انا اقسم بالله العلي العظيم واتحمل هذا اليمين يوم القيامة ان المضللين
    في بعض وسائل الاعلام المقرؤة هم السبب في وصول الخدمات الانسانية الى هذا
    الحد .. الامير فيصل رئيس الهلال الاحمر صرف لموظفين الهلال الاحمر دونا عن
    بقية الدوائر الحكومية راتب اضافي في شهر رمضان المبارك والهدف منه تحفيز
    العاملين لكن الظاهر البطانه ماعادت تصلح حتى الموجودين في هكذا ادارة .
    ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم .

التعليقات مغلقة.