استوقفني خبر نشر في جريدة “الرياض” يوم الثلاثاء 23رمضان 1424هـ وفي صفحة المحليات عنوانه “الحارثي يفاجئ سجون الملز بزيارة تفقدية”.
قال الخبر: “فاجأ مدير عام السجون اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي العاملين والنزلاء بشعبة سجن الملز بزيارة قبيل مغرب يوم السبت الماضي ليقف على الاعاشة المقدمة للنزلاء، وشارك الحارثي النزلاء في تناول طعام الافطار، ووجه العاملين في سجن الملز الى تلمس احتياجات النزلاء” انتهى.
إلى هنا والخبر طيب، لكن انتظر عزيزي القارئ الصورة المصاحبة للخبر لها طعم آخر وتضيف للخبر بعدا “فطوريا” وبنكهة خاصة..
ظهرت صورة ملونة لسفرة إفطار ممتدة وأغلب “المتورضين” أي الجالسين عليها هم من الاخوة رجال الأمن.. “هنهم” بالسكون على النون.. وبالعافية.
لكنني وجدت الأخوة المدنيين واقفين “يصبون قهوة”؟! ومن الصورة المتاحة أمامي يتضح ان لابسي الثياب ومن لبسهم و”تنسيف” الشمغ انهم من النزلاء، لا اعتقد انهم من “صبابي القهوة ولا الشاي اللي يزيدون حلاوته” والمتوفرين للخدمة المدفوعة في المحلات المعروفة، أولئك يحرصون على لبس العقال على الأقل.
وبحثت عن مشارك على الإفطار من الاخوة النزلاء أو المدنيين من ذوي “الأشمغة المنسفة” كما قال الخبر، فلم يظهر سوى رأس او رأسين لا يمكن الحكم على أنهم افطروا ام لازالوا صائمين، او ربما كانوا “يقلطون” لذلك وحتى لا أطيل عليكم ونحن في العيد السعيد أعاده الله علينا وعليكم وعلى المرضى والمساجين بالخير، أعتقد ان هناك خطأ في الخبر فيظهر لي والله اعلم ومعتمدا على الصورة الملونة أن النزلاء قد عزموا مدير عام السجون ورجال الأمن وكانت عزيمة مفاجئة، الله اعلم لأي طرف كانت المفاجأة، وهذا المبرر الوحيد، في تصوري، لحمل اصحاب الشمغ ترامس القهوة وقوفاً لأنهم اصحاب الدعوة، فيما جلس الضيوف بلباسهم العسكري، وبحكم ان النزلاء كانوا وقوفاً وغير منشغلين بالأكل فلابد انه تم “تلمس” احتياجاتهم، كما اشار الخبر، والاستماع بإنصات الى ملاحظاتهم خاصة انهم لا يأكلون في تلك اللحظة مما يمكنهم من التحدث بوضوح وبلاغة، وبعيدا، لا قدر الله، من ان يصاب أحد منهم بغصة.
نستنتج من ذلك، ايضا، ان الاعاشة في ذلك الافطار “يالله هنءهم” كانت تحت المراقبة اللصيقة، مراقبة بالمضغ الامني، كما انه لابد أن الرز كان رزاً بالفعل والشوربة كانت شوربة حقيقية ملونة بالألوان الطبيعية وليست ابيض واسود، والتمر بالتأكيد لم يكن حشفاً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط