هل في بلادنا مصاصو دماء؟ ( 1من2)

“إن رجال الأعمال لا زالوا يعانون بعض الصعوبات من قبل بعض التنفيذيين ممن يعتقدون أن رجال الأعمال مصاصو دماء فقط، وهم ضحوا بأموالهم من أجل وطنهم بحثاً عن عائد مادي “.
هذه العبارة جاءت على لسان نائب رئيس مجلس الغرف السعودية، نقلتها حرفيا عن “الاقتصادية” قبل أسابيع، أعجبني التبعيض فهناك “بعض” الصعوبات ومن “بعض” التنفيذيين، قياسا على ذلك ألا يمكن أن يكون هناك أيضا “بعض” مصاصي الدماء!؟.
أعجبتني أيضا الصراحة في الحديث فهو يقول عن رجال الأعمال “إنهم ضحوا بأموالهم من أجل وطنهم بحثا عن عائد مادي”!، عفوا…أعتقد أن الوطن هنا حشر حشرا، يظهر أن مثل هذا الحشر هو التفسير للصعوبات التنفسية التي يعاني منها الوطن.
في الواقع هم استثمروا أموالهم بحثا عن عائد مادي ، هكذا تكون الجملة أبلغ وأصدق، فليس هناك لا تضحية ولا هم يحزنون وهي إ ن وجدت …فرضاً.. ليست من أجل الوطن؟، إنها من أجل الربح وتسمى مخاطرة إذا أحببت أو استثماراً، وليس في ذلك لوم عليهم، لكن يجب أن تسمى الأشياء بأسمائها، حشر اسم الوطن في كل شيء خلط للحابل بالنابل وجعل القضايا هلامية بلا لون.
مجلس الغرف السعودية هو أعلى هيئة في القطاع الخاص يشرف عليه وإلى حد ما يوجهه، ومادمنا في مجال التضحية لأجل الوطن نعلم جميعا المأزق الاقتصادي الذي نعيشه ،تزايد أعداد العاطلين السعوديين عن العمل، مع وجود أكبر عمالة أجنبية.
ماذا عمل القطاع الخاص الذي يشرف عليه المجلس؟ ، خلاف تقديم حزمة من التصاريح الصحفية؟.
لقد اعتمدت الحكومة بعد تقشفها في استحداث الوظائف الجديدة على القطاع الخاص الذي يشرف عليه المجلس الذي “يضحي” بعض منسوبيه من أجل الوطن فما الذي حصل؟،
تراكم مرعب في حجم البطالة وإحجام عجيب ومراوغة مستمرة من القطاع الخاص، و بدلا من أن يرد القطاع الخاص “بعض” الجميل للوطن والحكومة التي رعته، و”هدهدته”، تحول إلى “نشبة” في حلقها، ولك أن تطالع توصيات منتدى الرياض الاقتصادي الذي لم يحتو سوى على مزيد من المطالبات من الحكومة، هذا لا يعني أن الجهاز الحكومي غير مقصر ولا يوجد فيه عقبات أمام المستثمر على الإطلاق ، لكن القطاع الخاص ممثلا بمجلس الغرف لم يتحرك رغم مناشدات القيادة العليا للبلاد المتكررة، وصور طوابير الشباب العاطلين الملونة،… ويتحدثون عن تضحيات!!.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.