دعم الجوازات

كشفت صحيفة «المدينة» السعودية عن تفاصيل مهمة في حادثة هروب مخالفين لنظام الإقامة في سجن إدارة الترحيل في جدة، حيث ذكرت أنه بعد اتصالات عدة من إدارة الجوازات حضر مندوب القنصلية الإثيوبية ومعه وثائق مرور منها ما هو صادر منذ شهرين وثلاثة أشهر! كانت الاتصالات قبل حادثة هروب أكثر من ثلاثمئة منهم، ليحضر مندوب القنصلية بعد الحادثة! والإشارة هنا واضحة إلى تأخر القنصليات والسفارات – القنصلية الإثيوبية نموذج هنا – في الاهتمام برعاياها المخالفين وتحمّل مسؤوليتهم من كلفة سفر أو إصدار وثائق المرور.
للظاهرة أكثر من وجه، فإلى جانب الإنساني هناك الأمني، ومن نافلة القول إن بعض المخالفين هم ضحايا عصابات التهريب عبر الحدود والوعود الكاذبة، وبعض آخر من المتخلفين عن المغادرة بعد مواسم الحج والعمرة، نتيجة عدم التعاون من السفارات، ازدحام وتكدس ثم أحداث شغب وتلفيات في منشآت الترحيل وتبدد جهود رجال الجوازات كما حصل أخيراً «هرب 320 واستعيد 66 وتم تخريب وتكسير»، ونقلت الصحيفة عن العقيد حسين الحارثي مدير إدارة الوافدين أن في سجن إيقاف إدارة الترحيل في جدة 3500 مخالف من جنسيات مختلفة.
وهو رقم كبير يحتاج إلى إدارة تنسيق مع قنصليات عدة، وسبق لي الإشارة إلى ضرورة حث السفارات والقنصليات على القيام بواجباتها تجاه رعاياها في السعودية احتراماً لأنظمة البلاد، ولنا في وثائق مرور صادرة منذ أشهر ولم تسلم خير دليل على عدم التعاون.
ضع في الاعتبار أن مثيري الشغب في سجن الترحيل – كما ذكرت الصحيفة – كانوا يطالبون بسرعة ترحيلهم، ولا يمكن أن يسافروا إلا بوثائق لم تسلمها سفارة بلادهم، فهل إدارة الجوازات والبلاد ملزمة بدفع ثمن إهمال السفارات والقنصليات، مع ما في ذلك من تهميش للحقوق الإنسانية وإساءة الى صورة البلاد مع إشـــغال للسلطات الأمنية، هناك طرق عدة للضغط على القنصليات، الإعلام واحد منها، في المقابل كانت وزيرة العمل الفيليبينية قد تعهدت في آب (أغسطس) الماضي، بحل مشكلة المخالفين الفيلبينيين وإعادتهم إلى بلادهم خلال شهر.
توقعتُ وقتها أن تعلق الجوازات السعودية على هذا التوجه الإيجابي أو تخبر عنه عند إنجازه… إلا أن هذا لم يحدث! الظاهرة تمثل ضغطاً مستمراً على أجهزة أمنية إضافة إلى سلبياتها الاجتماعية والاقتصادية.
مطالبتي بدعم الجوازات من أجهزة حكومية أخرى مثل وزارة الخارجية، لا تعفي من ذكر أن أداءها في خدمة المراجعين (الرياض على سبيل المثال) قد تراجع، فأصبح الازدحام وانتهاء أرقام المراجعين في وقت مبكر هو السمة الغالبة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على دعم الجوازات

  1. أبو بسام كتب:

    السلام عليكم

    “وسبق لي الإشارة إلى ضرورة حث السفارات والقنصليات على القيام بواجباتها تجاه رعاياها في السعودية احتراماً لأنظمة البلاد”
    هؤلاء المتخلفين تعرف حكوماتهم بأنهم إن عادوا إلى بلادهم سيمثلون بطالة تقع مسؤولية مواجهة آثارها على الدولة ، فكل ما بقوا بالخارج فهم مشكلة دولة أخرى، من هذا المنطلق فإن هذه الدول و إن تشدقت بالأنظمة إلا أن الحث لا يكفي معها بل يجب اتخاذ موقف حازم و سريع تجاه الدولة نفسها كي لا ترمي مشاكلها على الآخرين.

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الامير نايف استاذي يقول في احد كلماته ان هولاء المخالفين لو لم يجدوا
    امكنة امنة لما تخلفوا عن المغادرة .. والسؤال هنا استاذنا كيف يجدوا
    هذه الامكنة من الاساس ومن هم المستفيدون من بقاءهم ولماذا يبقون
    اساسا مع ضرورة التأكيد لكم استاذي ان الجميع حافظ العقوبات تمام
    اذا فككنا هذه المعادلة ووجدنا حل لها انتهت تماما مشكلة التخلف ..
    هذا مثال اورده لكم استاذنا :
    الخادمات المتخلفات .. تجد البيت النظيف والغرفة المريحة والمكيف
    والاكل والشرب والملبس وفوقها راتب محترم تتشرط في تحديده..
    تسأل اهل البيت ياجماعه انتم عارفين ممنوع وخطر تشغيل هذه
    الخادمة يجاوبك صاحب البيت ممنوع علي انا وليش ماهو ممنوع
    عندما استقدم خادمة بعشرة الاف ريال تجلس يومين وتمسك الباب
    وتدوخني الجوازات وجيب الجواز وودي الجواو وبلغ وغرامة
    ياعمي خلي عم ممنوع ينفعكم .
    فقط والامثله الباقية كثيرة ولاتعد لكنها ليست تبرير استاذي فقط
    احببت ان اشير الى الخلل الذي ادى الى حدوث هذه المشكلة ..
    وشكر الله لكم .

التعليقات مغلقة.