شاهدت “دراكولا” ، مصاص الدماء الشهير، يلبس مشءلحاً بحافة زري عريضة، يجلس على مكتب فخم مبتسماً للمصورين، وهو يلقي كلمة عن الوطنية، و”سعابيله” تتقاطر، طار هذا المشهد إلى مخيلتي، فجأة، متأثراً بتصريح نائب رئيس مجلس الغرف الذي أشرت إليه في “مص الدماء الأول!”.
هناك تضييق على نسبة كبيرة من رجال الأعمال من بعض التنفيذيين الرسميين، هذه حقيقة، لكن نائب رئيس مجلس الغرف السعودية في كلمته الساخنة لم يحدد “عيار” هؤلاء التنفيذيين، هل هم من عيار 15أم عيار 21لم يذكر، بل قال “إن هناك بعض التنفيذيين في الإدارات ممن لهم احتكاك مباشر ببعض أعمال القطاع الخاص، لا يفهمون دور رجل الأعمال، ويمارسون أنشطة تجارية ليست في صميم عملهم الرسمي، كأنشطة ثانوية، مطالبا بالتنبيه إلى ذلك حتى لا يسيئوا الظن في من يعملون بإخلاص للوطن”.
إذن القضية قضية منافسة تجارية من “تنفيذيين” في “الإدارات” يمارسون أنشطة تجارية، كنت أعتقد أن الأمر أكبر من ذلك وأهم، فهذا أمر معلوم وليس سراً، فهل تضخم حجم هؤلاء إلى درجة أزعجت مجلس الغرف؟.
أعجب من هذا الانزعاج لأننا لا ننسى أن رجال الأعمال هم من أقوى جماعات الضغط في بلادنا هذه أيضا حقيقة أخرى، ومجلس الغرف هو من يرتب الأمور بحثاً عن مصالح منسوبيه.. أولا.. هذه حقيقة ثانية، وهي من صميم عمله، فلماذا لا يكشف هؤلاء المنافسين بوضوح أكبر. مجلس الغرف يعلم أن موظف الحكومة ممنوع من العمل التجاري، ولدى المجلس قنوات مع جهات حكومية تلاحق مثل هذه القضايا، لم لا يذهب المجلس إلى هذه القنوات ويقدم لنا النتائج، مجلس الغرف يعلم أن التستر ممنوع لماذا لا ينشط في هذا الاتجاه ويكشف المستور.
والتصريح يحتاج إلى تشريح لابد من العودة إليه، لكن قناعتي الشخصية أن كثيراً من رجال الأعمال يتضررون من بعض التنفيذيين، لكنها كثرة العدد ولا تعني حجم الأعمال ولا رأس المال، أغلب المتضررين هم من رجال الأعمال في المستوى المتوسط والأغلب هم صغار رجال الأعمال، الذين لا تعرفهم الغرف إلا عند الانتخابات ورسوم الأختام، الحقيقة تقول إن هؤلاء يعانون من كبار رجال الأعمال واحتكاراتهم ونفوذهم بصورة أكبر وأشد مما يعانونه من التنفيذيين، أما مجلس الغرف والغرف، فهم مجتهدون في التصاريح الصحفية عن الاهتمام بالسعودة، ورعاية المؤسسات الصغيرة، والأخيرة من الطُّرف التي يجب أن تُحفظ حقوقها لمجلس الغرف الذي لا أراه سوى تجمع للغرف التجارية، شكل من أشكال التضحية التي توضع في عنق الوطن حتى وهن هذا العنق من كثرة ما أحاط به من “الجمايل” فلم يعد يستطيع النظر إلى طريقه، ولك أن تتوقع محطته المقبلة!؟.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط