الموجة الصينية

يظهر أننا هذه الفترة أمام موجة صينية – غير شكل – في الداخل السعودي أبطالها شركات وعمالة، أول ما طفح منها على السطح القبض على عمال صينيين باعوا حديداً لقطار المشاعر بمبلغ 125 ألف ريال – المشتري تاجر سعودي – ولست أعلم كيف يشتري مواطن من صيني في السعودية من دون التأكد من أصل ملكية البضاعة، وأين حدود المسؤولية هنا. وإذا عدنا إلى قضية بيع حديد المسعى أو «الجسر الأخضر» – الطيبة الذكر – نرى أنها تحولت إلى نموذج رائج، خصوصاً بعد طول أمد تعيشه من دون حسم قضائي. ولو بحث القارئ في ملابسات تلك القضية وحاول الغوص في تفاصيل ما نشر عنها لبلغ به العجب مبلغه. قبل أشهر نشرت صحيفة «المدينة» أقوالاً لثلاثة متهمين بالمشاركة في «مساهمة»! حديد المسعى، منها «وأوضحوا أن مراقب بلدية المشاعر الذي كان أول من أبلغ عن السرقة تعرّض للنقل من موقعه ولم تكترث أمانة العاصمة المقدسة إلى ملاحظاته عن سرقة الحديد من مزدلفة!!». (انتهى). وفي عدد الصحيفة رقم 17334 تفاصيل مثيرة، وما زال سير القضية غير واضح المعالم والاتجاهات، بل لم تخرج أمانة العاصمة المقدسة لتوضح. أليس هذا من ذاك، سرقة حديد المسعى أنتجت سرقة حديد قطار المشاعر.
في جانب آخر من الموجة الصينية أوضاع شركات المقاولات. قبل أشهر سمعت من رجل أعمال شهير عن خسائر كبيرة تعانيها شركات المقاولات الصينية، خصوصاً تلك العاملة في إنشاء المدارس وأنها لم تدرس السوق جيداً، وبالأمس نشرت «الرياض» خبراً بعنوان «التربية والتعليم تعضُّ أصابع الندم وتكتفي بإنذار الشركة الصينية لتأخرها في تنفيذ 200 مدرسة»، أتوقع أن العض سيتركز على السبابة والإبهام والوسطى فهي أدوات توقيع العقود.
ويضيف الخبر أن الشركة المقاولة لم تنتهِ من الهياكل الإنشائية بعد أربعة عشر شهراً من توقيع العقد، على رغم حصول شركات المقاولات الصينية على تسهيلات تنافسية بسبب الحاجة وعجز شركات المقاولات المحلية عن مواجهة الطلب المرتفع، والأمل أن تكون تلك الهياكل الإنشائية جيدة المواصفات.
يذكر أن لدى الصين تجربة في الإنشاءات مسبقة الصنع بمواد تم التحذير منها، عموماً المقاول في الداخل يحصل منه تأخير والحالات كثيرة والهياكل الإنشائية الواقفة شاهدة، إضافة إلى مدارس لم تستلم إلا منذ سنوات قليلة جداً بانَ عوارُها، وظهرَ سوءُ تنفيذها قام بإنشائها مقاولون من الداخل، لذلك فإن جودة التنفيذ – حتى لو تأخر – مقدمة على أي أمر آخر بما فيه دعم المقاول المحلي الظاهر والباطن. فالدعم والتشجيع لا يجوز أن يكونا على حساب جودة التنفيذ.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على الموجة الصينية

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يابو احمد .. الله المستعان اي شغلة لكم استاذي مدقرة وتفرملت امورها .. شوف واحد
    من الاحباء الاجانب وهو يسلك الامور .. ماهو السعودي امتحان ومشكلته مايعرف
    في فن ( التفاوض) .. هذا اللي الصيني اللي باع الحديد .. عكس الموضوع وطوره
    في نقلة نوعية .. سبحان الله العلي العظيم .. مواطن يشتري سرقة بلده ومن اجنبي
    لا .. والله الامور كل مالها تتطور وفي نقلات وتمريرات قاتلة .
    صباح الخير .. وشوف لنا حل مع سعر الطماطم .. والباقي هين ..
    شكر الله لمن كتب .

  2. علي بن عبدالله كتب:

    «وأوضحوا أن مراقب بلدية المشاعر الذي كان أول من أبلغ عن السرقة تعرّض للنقل من موقعه
    اتمنى اعرف وش صار للموظف اللى كشف خط البترول الذي يزود الشركة الفرنسة في البحر الاحمر ولمدة تزيد عن أحدى عشر سنة ولا رقيب ولا حسب
    اتوقع هذا الموظف لم يتم نقله ربما تم فصلة
    وياقلب لا تحزن

  3. محمد الخميبس كتب:

    نحن امه تهتدي بالأمثال فيقولون السارق من السارق ك الوارث من أبيه واصبحت سمه تصل الى نسيان العقاب في الدنيا والآخرة

    الله يعافيهم ولا يبلانا

التعليقات مغلقة.