أحوال المدينة

في الغالب لا يجتمع اثنان في مدينة الرياض إلا ويكون حديثهما عن الازدحام المروري. أو على الأدق «التلبك» المروري، ومع كثرة المركبات في العاصمة السعودية – إلا أنها تحولت إلى الجائزة الأولى في كل عملية سحب للمستهلك، من الصحف إلى المجمعات التجارية، ومن المؤكد أن زخم دفع مركبات جديدة إلى الطرقات أعلى بمراحل من خروج المنتهية صلاحيتها منها. وكالات السيارات تعمل بكفاءة منقطعة «المصير»، يتوازى هذا مع اتجاه أمانة مدينة الرياض إلى عمليات «شد بطون» لطرقات وشوارع في مواقع مختارة لمصلحة الرصيف على حساب المركبة، فلا يعرف إلى أين نحن ذاهبون؟ والمدينة تشكو من ندرة مواقف السيارات أساساً، حتى أن إنسانها تعلم الاستغناء عن مصالح بسبب الازدحام والمواقف، ولا يعرف إلى أين ستتجه العاصمة مع كبر مساحة واستطالة متزايدة لأوقات الرحلات المرورية بين أطرافها.
ويصف أحد الزملاء الرياض بأنها مدينة المشوار الواحد، والقضية لا تنحصر في الوقت فقط بل تتجاوزه إلى الضغوط النفسية وتعطل الإنتاجية بسبب نوع الحركة أو التلبد المروري وسلوك سائقين.
وفي وقت سابق كان أصحاب المركبات يتجهون إلى الطرقات المفتوحة مثل الدائري وطريق الملك فهد لعدم وجود إشارات مرورية، الآن اكتشف بعضهم أن الإشارات المرورية أرحم، التوقفات تخفف الضغوط على الجهاز العصبي، ولكل خيار سلبياته، لكن يمكن التضحية بمزيد من الوقت بحثاً عن مستوى أقل من الضغوط.
مقابل هذا لا يرى أي تحرك من وزارة النقل لتغيير هذا الواقع، لا مشروع ولا فكرة مشروع حتى للمناطيد، ولا يمكن فهم اتجاه أمانة الرياض في تضييق طرقات مع هذه الأوضاع، حتى في التجاري منها اشتكى بعض أصحابها من تراجع حركة المتسوّقين بسبب «التطوير» الحاصل.
مجمل هذا أدى إلى زيادة مستوى التلوث الناتج من عوادم السيارات، فإذا أضيف له الغبار يمكن تخيل الصورة «نسبة مهمة من الغبار بسبب مشاريع عمرانية تجبر الأنظمة الشركات المنفذة على احتوائه لكن… فتش عن الرقابة؟»، وإذا أردت أن ترى رأي العين، فاذهب إلى أحياء عرقة أو البديعة فجراً، وانظر إلى المدينة من هذه المواقع المرتفعة لترى نوع الهواء الذي نتنفسه.
هذا الواقع بحاجة إلى دراسة عملية جادة لإصلاحه وفق خطة زمنية، فالمتوقع أنه سيزداد، وإذا كان قد أعلن في جدة عن مشروع نقل خفيف فإن العاصمة بحاجة ماسة لأكثر من مشروع نقل خفيف و…ثقيل ومتوسط، فالمدينة تغرق بالمركبات.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على أحوال المدينة

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يابو احمد الله يسعد ايامك رياض الخير فينها وفين الامور في مكة المكرمة
    الرجل في مكة المكرمة يقول السير في مكة المكرمة راح يسير بالليزر
    وثاني يوم وموسم الحج مابقي عليه الا ثلاثين يوم والا الحفريات اشتغلت
    يمين شمال .. انا اصبحت اشك في شئ وهو ان جميع خطط الحفريات ونكت
    بطون الشوارع متفق عليه انه يتم في ايام المواسم والذروة والسبب انه
    اذا حصلت مشكلة لاسمح الله مايقدروا ينادوا المسؤل من اجل انه في اجازة
    والسبب الثاني عشان تتفرج الناس القادمة من الخارج كل يوم ينكتوا بطن
    الشارع ويرجعوا يرجعوها مرة ثانية تقول هم يدوروا على شئ .
    والرياض مهما حصل ارحم والله الراحم الرحيم .

  2. عبدالعزيز كتب:

    استاذنا العزيز انظر من يقود السيارات بشوراع الرياض والمملكة النسبة العظمى هي العماله نعم انها العماله بعد السماح لكل من هب ودب بإمتلاك سيارة لماذا لا يتم السماح فقط للدكتور والمهندس وباقي العمالة تلزم كفلائها من الشركات والافراد بنقلهم بباصات تؤمن لهم.

التعليقات مغلقة.