نحتاج إلى مثل هذه اللافتة بعد تصاعد حالات الاعتداء وتنوعها، بدأت الظاهر من الطلبة والطالبات تجاه المعلمين والمعلمات، وحصل نصيب للصحافيين والمصورين من حراس، ثم تطورت الظاهرة لتصل الى الطاقم الطبي، صعوداً من الممرض الى الطبيب، وقبل اسبوع تعرض رئيس وحدة عناية مركزة في مستشفى كبير بالرياض للضرب ولم يصل علمه للصحافة، ووسط هذا الاسبوع قام ملثم بضرب طبيب في محافظة الليث ثم هرب.
كانت العبارة الشهيرة في المحال «الدين ممنوع»، حرص عليها التجار للتخلص من الإحراج. الآن لا أحد يتجرأ على طلب دين او سلفة، فاللوحة البديلة بالخط العريض محفورة بالاذهان تقول: «من وين؟»، والبركة بالبنوك وشركات التقسيط، ويكاد الكل قد استوعبها مع ارتفاع مستوى التضخم و «الانهبال» السعري الذي جعل الريال يشبه الهللة متحولاً الى ملاكم بوزن النملة.
إلا إننا بحاجة إلى لافتة جديدة تعلق خلف مكاتب الاستقبال في كل موقع خدمة باللون الاحمر تقول: «الضرب ممنوع»، والسبب أنّ تصاعُد عدد الحالات وتنوعها من دون مواجهة مستحقة سيؤدي الى التكيف معها واعتبارها امراً عادياً او تتطور المسألة لتعتبر من ضمن التقاليد، التكيف خطر، ودائماً ما يسبقه «تكييف»، وها نحن نكاد نوقع اتفاقية التكيف مع الرشوة والراشي والمرتشي، إذ اصبح يعلن عنها أمام المسؤولين ولا تحرك قطرة دم في عرق اواستفسار عن بلاغ.
في مسلسل «ضارب ومضروب» لاحظت ان الصحافة تحديداً تعاطفت مع رجل حراسة ضربه مدير الصحة في عنيزة، والأخير أخطأ وانتهى الامر، لكن هذا الاعلام لم يتعاطف مع مدير مستشفى في حائل ضربه اثنان من افراد الحراسة الخاصة لأنه استخدم صلاحياته وقام بواجبه الاداري، والقياس بمستوى الاهتمام ونوعه والظلم فيه واضح، ولا شك ان هذا يحسب على الصحافة، وتشير الظاهرة الى حالة توتر يعيشها المجتمع، وهي ملموسة ومشاهدة في العيون والالسن ودواسات الوقود، أستطيع قول هذا من دون مبالغة، وهو ما يستدعي نشرة يومية عن الحالة النفسية على غرار الجوية ومقياس بدرجات رخترية، لعلها غيمة وتعدي فلا تتحول الى مناخ دائم لا قدر الله تعالى. وللأمانة بعد اطلاع على صحف لدول مجاورة وجدت ان الأحوال هناك مشابهة وان اختلفت التفاصيل حتى اني سألت نفسي: هل نحن نعيش – من دون علم – وسط الفوضى الخلاقة؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
هلابواحمد-دائما مبدع- لكنني ارى اننا نحتاج الى اهم من (لوحه) نحتاج الى انظمه واضحه وصريحه وصارمه ومعلنه وقابله للتطبيق لرد الاعتبار لاي انسان يعتدى عليه سواء باليد او اللسان من قبل مواطن او مسؤول اوموظف حكومي او اهلي يتطاول على عباد الله وقد كرمهم خالقهم سبحانه (ولقد كرمنا بني آدم . . الآيه) وتسلم.
استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تسمح لنا يابو احمد نتكلم بصراحة وبدون زعل رحم الله والديك ..
انا لاابرر ابدا هذا الاسلوب لكن يابو احمد ماهو ردة فعل طبيعية
لما يجري في الساحة من فساد وعدم مساواة ومحاباة واستغلال
الفئران لمناصبهم .. هذا حارس الامن كم راتبه 1200 – 2200
مافي حارس امن راتبه اكثر من كذا يلطعوه اثنا عشر ساعة
مصلوب في الشمس تقول احد دعى عليه والا هو غضيب امه
وابوه لا تأمين لا بدل سكن وفوق هذا يتأخروا في تسليمه الراتب
ستة وسبعة شهور واخرتها يجي واحد في سن اولاده من احد
المسؤلين يتفلسف عليه صلح القميص امسح الجزمة الله يعزكم
اما اخواننا الاطباء انا متأكد من انهم مساكين بيدفعوا ثمن
التخبيصات المتطورة لامور الصحة عندنا والتي ليس لهم فيها
لاناقة ولاجمل هيا بالله العظيم حرمة تولد في ممر الطوارئ
في المستشفى من اجل مافي سرير يعني اذا قدر الله ومرض احد
يروح يستأجر له سرير ويحيبه معاه وا يطبق سرير من سرائر
البيت والله هذه امور تسئ الى صورتنا ايما اساءة يابو احمد
وعلى ذكر اللوحة (السلف ممنوع وتكملتها (والعتب مرفوع)
الى الان يابو احمد السؤال مرفوع فين هذا العتب والعتاب
الله يصلح الحال بس شكرا استاذنا .
الرسول صلى الله عليه و سلم تعوذ من قهر الرجال
و نحن نرى القهر في كل مكان
و خصوصاً في المستشفيات
و اكثر خصوصية عندما تحضر اغلى من لك بالدنيا
و ترى العنجهية و التكبر و القهر من طاقم المستشفى
و ترى الاحترام و التقدير و الاحترام لمن يملك قريب او صديق لدى هذا المستشفى
و امام عينيك
و الله العظيم ان هذا هو الحق
و سيستمر
و ان شاء الله سيأخذ كل مواطن مسلوب حقه بهذه الطريقة
فمن يتعامل مع الناس في اشد حالات الضعف يجب ان يكون ودوداً رحيماً لا صلفاً متكبراً
فما حال من يحمل امه او زوجته او فلذة كبده و يهان او يحتقر في المستشفيات ؟؟؟
لا اجد رداً الا اخذ حقي بيدي …
طريقة غير حضارية : نعم
لعل الموجودين الان “ينقلعون” و لعل القادمين يكونون اكثر رحمة : العاملين في المستشفيات
لا علاقة لي بموضوعم اعلاه و لكنى اعبر عن نفسي
و انا من المؤمن عليهم من قبل شركتى و لدى اكبر مستشفيات الرياض
و درجة التأمين VIP يعنى ما تحتاج اي موافقات مسبقة و انا اولاً و اخيرا انسان كرمنى الله ثم مواطن لى حق ثم موظف اخدم بلدي بكل ما اوتيت من علم و خبرة ….
و مع ذلك عند مراجعتى لهذا المستشفى اجد “في بعض الاحيان” محاباة و “تقديم في الدور” و اهتمام اكبر بمن هو يراجع مثلى للأسعاف و بحالة اقل خطورة منى و ويقدم على و يعطى تقدير و احترام اكثر …… في بلدي و بأموالي …
سيدي : لم يتبقى الا اليد لأخذ حقي بنفسي
للأننا “غاسلين يدينا ” من الأجهزة الحكومية و من ثم اخذ حقوقنا من قبلهم
اللهم اخرجنا من الدنيا مثلما دخلناها
و لا يعرض مسلم لشر او قهر
آمين
سيدي الفاضل : لدي تساؤل عن حقوق الانسان في حالات التسمم من المطاعم و خلافه : لماذا ينتهى الموضوع بمخالفة و اغلاق المحل لبضعة ايام و ينتهى ….
لماذا لا يكون هناك عقوبة للمالك و العاملين تبدأ من غرامة 10000 ريال لكل متسمم و سجن 6 اشهر و تتعدد بتعدد المصابين و للمتضرر المطالبة بأكثر من ذلك له شخصياً و ليس للبلدية – اليست جريمة التسمم تعتبر من الافساد في الارض – : الم يحفظ الدين الاسلامي كرامة الانسان
يعطيك العافية استاذي وتعليقا على الموضوع الاسبوع الماضي تعرضت طالبة في المرحلة الثانوية في الجبيل للضرب من قبل معلمة مما ادى بالبنت الى تبليل ملابسها فمالذي نتوقعه وهذا تعامل المدرسات…!!!