اضطرت “اير فرانس” الخطوط الجوية الفرنسية إلى الاعتذار رسمياً لدولة العدو الصهيوني، والسبب ان قائد إحدى طائراتها وجه عبارة الترحيب المعتادة وطائرته تهبط في مطار اللد قائلا “أهلا بكم في إسرائيل وفلسطين”، وبعد تهديد من جهات إسرائيلية متعددة بمقاطعة الخطوط الفرنسية فيما اعتبروه استفزازاً جاء الاعتذار، ولم يشفع لقائد الطائرة قوله إنه لم يقصد الاستفزاز وإنما اراد قول كلمة طيبة للمسافرين الفلسطينيين على متن الطائرة، الاحتجاج أو التهديد الإسرائيلي طالب باعتذار وطرد قائد الطائرة، وفي حادث آخر يحوي الدلالة نفسها وجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادا شديد اللهجة لمستشار رئيس الحكومة اليهودية لوسائل الإعلام الأجنبية “رعنان جيسين” لانه خالف تعليمات الوزارة بمقاطعة قناة أبو ظبي الفضائية، ويأتي السؤال لماذا تقاطع وزارة الخارجية لدولة العدو هذه القناة يأتي الجواب لأن المحطة تصر على وضع عبارة القدس المحتلة، وانها رفضت إزالة هذا العنوان وظهور المستشار متحدثا لهذه القناة يعني اعترافا سياسيا وعمليا منه بذلك كما قالت جريدة “الوطن”، المقاطعة هنا سلاح من أسلحة العدو والحرص على التدقيق في كل عبارة تقال وتكتب.. سلاح آخر.
وأين نحن من ذلك؟،
بل كم قناة عربية فضائية قوطعت من قبل الدولة الصهيونية لمثل هذا السبب؟، هذا الموقف المبدئي لقناة أبو ظبي يضيف لنجاحها بريقاً خاصاً، ويكشف قنوات أخرى لا تعلم ما بأيديها من سلاح، قنوات صارت المبادئ لديها مائعة إلى حد الذوبان.
الأراضي المحتلة عام 48هي فقط عرب 48، وذلك لأن العرب قوم رحل يتحركون في حين ان الارض مستقرة. وبدأ هذا التراجع الرسمي وتبعه الشعبي رويدا رويدا، مع توقيع اتفاقية السلام المصرية عندما وافق الرئيس السادات على طلب اليهود حذف ما يصورهم على حقيقتهم من المناهج وإغفاله من القرآن الكريم، ونفذ ذلك رغم الاحتجاجات الشعبية في مصر وقتها، ثم ساهم تتابع توقيع الاتفاقات المنفردة سواء تلك التي طبقت بنودها أو تلك التي لم تطبق، في التأكيد على هذا النهج تمهيدا لدمج هذه الدويلة مع دول المنطقة، واذا تفهمنا مواقف بعض وسائل الإعلام الرسمية المحكومة بسياسات مرتبطة باتفاقات، فإنه لا يمكن فهم واستيعاب مواقف وسائل الإعلام العربية الأخرى شبه المستقلة خصوصا تلك القنوات الفضائية واسعة التأثير، ومع كثرة الاغاني المبثوثة في تلك القنوات لم نسمع ان واحدة منها قاطعت بعض المغنين العرب الخارجين عن السرب نفاقاً لوسائل الإعلام الغربية الذين يحرصون على مشاركة مغنين إسرائيليين في بعض الحفلات، فميوعة المواقف لديها في السياسة والطرب على حد سواء.
هذه دعوة لوسائل الإعلام وفي مقدمتها الفضائيات العربية للإصرار على استخدام القاموس الأصلي والحقيقي، وهي دعوة لزملائي من الكتاب والكاتبات بعدم التهاون بذلك في كل حرف يكتبونه.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط