طهور إن شاء الله

في صباح هذا اليوم العظيم، أسأل الله تعالى أن يمنّ بالشفاء العاجل على ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الوعكة الصحية التي تعرض لها. جاء إعلان الديوان الملكي عن الحال الصحية لقائد البلاد عنواناً للشفافية بين القيادة والشعب، فأقول طهوراً إن شاء الله لأبي متعب رعاه الله.
لقد عوّدنا قادة الوطن الإشراف المباشر على أعمال خدمة الحجاج، استشعاراً لأهمية هذا النسك العظيم، خامس أركان الإسلام، واستعداداً لاستقبال ملايين المسلمين المقبلين الملبين، لا يتخلفون عنها كل عام. كل هذا زيادة في الحرص والاهتمام بسلامة ورعاية الحجاج، على رغم أن كل جهة حكومية في السعودية، عسكرية ومدنية، في حال استنفار لفرقها العاملة في الحج، ويحضر كبار المسؤولين، وزراء ومن في حكمهم، في مكة المكرمة، يباشرون إدارة الأجهزة، كل في ما يخصه.
إذا كانت المشاريع الضخمة في المشاعر وحولها تعلن عن نفسها كل عام بشواهدها على الأرض، فإن الخدمات والتسهيلات لا يراها ويلمس أثرها سوى الأفراد، تسمعها من بسطاء الحجاج على موجات الإذاعات وهم يطمئنون ذويهم عن أحوالهم، متحدثين بعفوية عن الخدمات المتوافرة.
الجهود التي تقوم بها الأجهزة الحكومية السعودية كبيرة، إذ تشحن كل طاقاتها لإنجاح الموسم، وفي مقدمها وزارة الداخلية التي لها النصيب الأوفر من المهام. وإدارة حشود مليونية من مختلف الجنسيات والثقافات في حيز جغرافي محدود لأيام معدودات ليست بالأمر السهل، وضع الأمن والسلامة والصحة والوصول في الوقت المناسب لأداء أركان الفريضة، فإذا كانت إشكالات الثقافات المختلفة ومستوى الوعي والتعليم المتباين بين الحجاج معروفاً أثرها السلبي، فإن هناك أخطاراً أخرى مبيّتة، وقد مرّت مواسم حج استغلت من دول وجماعات في محاولات تخريب وإزعاج للسلطات السعودية.
موسم حج هذا العام يأتي بإضافات جديدة، إرادة خادم الحرمين الشريفين وفّرتها للحجاج. لعل أكبر تغيير هو دخول قطار المشاعر الى الخدمة بنسبة 35 في المئة من طاقته، والذي سيزيح نحو 15 ألف مركبة من طرقات المشاعر، وهي التي تشكو من ازدحام، ولا شك في أن هذا يعني انفراجاً مهماً للحركة في المشاعر، ومن الإضافات الكبيرة افتتاح الدور الخامس من جسر الجمرات، ورمي الجمرات كان من الصعوبات التي زالت. أما عن الإضافات الأخرى فالقائمة تطول، وهي مناسبة لتقديم الشكر والتقدير والامتنان لكل مساهم في خدمة الحجاج، من أكبر مسؤول إلى أصغر شبل كشافة…
هنيئاً لنا بكم.