حملة «ركبة» الديناصور

أكبر ركبة معروفة هي ركبة الديناصور، فهو أكبر من «الماموث»، أضخم الحيوانات المنقرضة، كما في صور الاكتشافات، والركبة باللغة الدارجة تعني في ما تعني المقلب، أو التعرُّض لواقعة نصب، وهي في قرارها تعني خيانة وعد أو اتفاق، وهو ما حدث لبعض حجاج الداخل من حملة «ركب» الجزيرة – يجب أن تقرأها بضم حرف الراء – لأن أصحابها أو القائمين عليها ضموا أموال الحجاج خمسة ملايين ريال فقط لا غير إلى حساباتهم ثم أهملوهم وأقفلوا جوالاتهم، حتى أن مسؤولاً في وزارة الحج قال لصحيفة «المدينة» إن رئيس مجلس إدارة الحملة (السابق) أقفل جواله، ولست أعلم ما هي خانة «السابق» هنا، فهل معلومات وزارة الحج عن سعادة رئيس حملة «الركب» مستمدة من حج الأعوام «السابقة»!؟ ويضيف مدير حجاج الداخل بالوزارة إلى الصحيفة قوله «إلا أن لجنة النظر في المخالفات ستتخذ إجراء صارماً ضد الشركة قد يصل إلى شطب اسمها»، مشيراً إلى «أن المتعهد الجديد سيستوفي حقوقه من مالك الشركة بعد القبض عليه» انتهى. ولعلك عزيزي القارئ تقرأ معي «قد يصل إلى الشطب»، دقق في… قد! في حين أن خيانة اتفاق مع 1200 حاج يفترض أن تصل إلى عقوبة أشد.
الأمير خالد الفيصل أصدر أمراً بإحضار أصحاب الحملة بالقوة الجبرية، ولعلهم لم يغادروا البلاد، وهي المعلومة المتناثرة عنهم على الإنترنت، وهذا الأمر الحازم يجب أن يتبعه حزم في التنفيذ والمساءلة، مثل هذه القضايا لا بد من التعامل معها «حار بحار»، أما إذا شاب التنفيذ برود وتراخٍ فإن الردع المطلوب واستيفاء حقوق الحجاج المتضررين لن يتحققا.
وإذا أردت أن تدخل إلى متاهة فابحث عن موقع وزارة الحج على الإنترنت، بل هي في الحقيقة مواقع، وكنت من المطالبين قبل سنوات بإتاحة المعلومات للحجاج والمعتمرين، بحيث يتأكدون من نظامية الحملات وتاريخ أعمالها السابقة لمعرفة أدائها. وبالفعل، فقد أحدثت الوزارة موقعاً بعد سنوات من المطالبات، لكن «إذا كنت قدّها» ابحث عنه. لست أعلم هل هو الآخر يعمل بوقود «الركب». مواقع وزارة الحج على الشبكة متناثرة تحتاج في عملية البحث إلى سعي وطواف ونفرة وربما «دم»، ولا شك أن حملة ركب الديناصور مرخّصة، وكنت أرغب في معرفة تصنيفها لدى الوزارة، فكم «نجمة» تستحق ركبة الديناصور؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على حملة «ركبة» الديناصور

  1. خالد العمري كتب:

    عشان يرتاح الشعب السعودي من فوضى السرقة لابد من وضع ضوابط وانظمة للسرقة (سواء قطاع خاص أو حكومي) يعني يكون هناك مثلاُ قائمة بالاسماء المصرح لها بالسرقة (حتى لايتحول الشعب لاسمح الله الى كوكب من اللصوص) واقترح ان يضاف لقب يلحق بمسمى الوظيفة ويكون لقب شرفي , ثم قائمة لضبط المسروقات فلكل لقب مثلاً سقف اعلى ولامانع من التعويض في حال كان المبلغ غير كافي والمالية موجودة يعني الحمد لله المال المسروق ما جاء من المجهول وأرى والله اعلم أن يتم تحريم النظر للأعلى بالنسبة للاعضاء حتى لاتفتح الشهية لمعدلات لايمكن ضبطها أو حصول فوضى يعني للألتزام فقط بالبنود المتفق عليها stop ( أنا ادرك حال كل محب لهذه البلد ضرورة الوقوف بجدية لهذة المشكلة وانا أعني ما اقول مشكلة وليست ظاهرة نجدها في كل ادارة حكومية او خاصة , الفساد بداية النهاية والمتأمل للتأريخ وعلى سبيل المثال الدولة العثمانية يجد أن النهاية كان مفتاحها الفساد المالي والاخلاقي وحسبنا الله وكفى )

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ابشرك من الان يابو احمد راح تروح وتجي على انه فيه تنظيمات
    خاصة اجلت تنفيذ العقوبات والرجال عمه جمل ولاراح يصير له
    شئ وتشوف يابو احمد الله يخارجنا بس شكرا

التعليقات مغلقة.