عرفنا صيغة عقود الباطن من المقاولات، تحصل شركة كبيرة على عقد فيتدحرج لتكلّف به أو بجزء منه مؤسسة صغيرة، فإذا كان هذا التدحرج على حساب المواصفات والجودة وقع المحذور. قبل الدخول إلى شؤون العمالة، لدى نموذج مقاولاتي صغير وظريف، شركة المياه الوطنية في السعودية اعتزمت تغيير أجزاء من بعض العدادات بدعوى أنها تالفة، أعطت المناقصة لمؤسسات ليصل العطاء إلى سباكين من أهل الدكاكين، فيتوقف أمام منزلك آسيوي بسيارته الخاصة وملابس البنجاب، لا يطرق الباب ولا يعرّف بنفسه بل يقوم فوراً بفك العداد وعمل ما يريد وأنت لا تعرف ما يريد، وفي ذهنك ظاهرة سرقات معادن ومنازل، نموذج لعقود الباطن وحدود المسؤوليات الأمنية والاجتماعية.
شؤون الاستقدام أيضاً سلمتها وزارة العمل من الباطن إلى لجنة الاستقدام بالغرف التجارية، لذلك لا يُستغرب عدم ظهور مسؤول مع كل ما يدور – دولياً – عن العمالة في بلادنا!
صيغة الباطن تدفع بالمتعهد الرسمي إلى الكواليس ليتقدم التجاري للواجهة، ما أدى إلى عرض مسرحيات على صفحات الصحف، وأقدم نموذجاً: نشرت جريدة الرياض الأسبوع الماضي على صفحتها الأولى وبالبنط العريض خبراً يؤكد من مصادر «موثوقة» – كما وصفتها- أن الحكومة الإندونيسية أصدرت قراراً «رسمياً» بإيقاف إرسال العمالة الى السعودية، على رغم نفي السفير السعودي في جاكرتا لذلك، وفي الخبر يحدد رئيس لجنة الاستقدام بالغرف التجارية سبل المواجهة بقوله: «سنسعى لفتح جهات أخرى وسنفصح عنها في الأيام المقبلة». في اليوم التالي تنشر الصحيفة خبراً عن «تعليق» إندونيسيا لقرار الإيقاف، مدموجاً مع تعطل 50 ألف تأشيرة في سيرلنكا! وتذكر أن تعليق قرار الإيقاف جاء نتيجة لجهود لجنة الاستقدام بالغرف التجارية. في المساء – صدفة – شاهدت رئيس لجنة الاستقدام على القناة الأولى السعودية وبعد أن قدّم موعظة حسنة للمجتمع السعودي عن الرحمة والرأفة تجاه العاملات، سألته المذيعة عن قرار الإيقاف فأجاب إنه بلِغ به «شفهياً». بعدها بيوم تنشر صحيفة «الحياة» حواراً مع السفير السعودي في جاكرتا ينفي فيه قرار الإيقاف، مشيراً إلى أنهم يعملون على إنجاز 60 ألف تأشيرة.
في خلفية صورة الاستقدام موسم حج، معروفة ضغوط رحلاته في تعطل قدوم العمالة مع محاولات لها أشهر من مصادر تلك العمالة لتحقيق عائد أكبر برفع رواتب أو رسوم. أحببت جمع أجزاء الصورة المتناثرة وللقارئ أن يستنتج ما يشاء ولعله يتذكر «استقدام» الرز و«تعطيش» الحديد، ولا ينسى توصيات منتديات الأسهم وهو بالتأكيد لن ينسى.
-
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
-
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
جزالك الله خيري الدنيا والآخرة على كتاباتك القيمه والتي تدل أولا” على وطنيتك الخالصة وثانيا”مدى حبك للخير لجميع البشر .
للأسف شؤون الباطن سُلمت بالباطن لِبطانة مُبطَنة مُبطِنة !
مايحدث الآن على أرضنا الطيبة لايُبشر بخير،حينما يصمت كبار المسؤولين عن مايحدث من فساد إداري واضح وصريح يجعل الشك اللذي قد ينتابك في محله من أن البعض يتبع مقولة : شد لي وأقطع لك ، بحيث أن الكبير يغطي ببشته الصغير حين الإنكشاف
حينما المسؤول عندما يستمع لبرنامج مباشر مع أحد المشايخ المشهورين عن الفساد ، يأتي وبفضيحة جلاجل كما يقال حينما يُنكر على الداعية حديثه عن الفساد!
وتنطبق في رأيي مقولة : وش حشيشه !
وهو مايُذكرني أيضاً بقصة نبي الله سليمان وسارق الإوزة حينما جمع الناس وخطب بهم قائلاً أن من سرق الإوزة علق في قبعته بعض منه ، فيضع السارق يده على رأسه لإخفاءها !
لاأرمي التهم على أي مسؤول بصراحة ، التهمة كل التهمة للإدارات الحكومية ، نضع هيئة حماية للمستهلك فتحمي التجار
نضع هيئة مكافحة للفساد فتحمي كبارهم ،نضع أنظمة مرورية فنجد كبار المسؤولين وأبناءهم وأقاربهم يخالفونها
لذا ياسيدي لاتستبعد أبداً في ظل مايحدث الآن في الوسط المجتمعي أن تنتفي المواطنة لدى البعض خصوصاً في ظل إغراءات دول الجوار، ومثلما قال أجدادنا: ديرتك اللي ترزق فيها.
تحية ..
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مادام ان الصورة متناثرة يابو احمد بهذا الشكل .. ابشرك اليوم صندوق الطماطم
صار بعشرة ريال .. والمسوؤل الطماطمي ابو الكلام لياقت علي يقول بكرة ان
شاء الله يصير بسبعة ريال .. ومادام برضه ان الصورة متناثرة يابو احمد ازيدكم
استاذي من الشعر بيت ان الولد وصلت له عدوى المسامير وراح دق له مسمار
واكل بطاطس في المدرسة منتهية الصلاحية لها شهر ونص .. ومادام ان الصورة
متناثرة بهذا الشكل عضو مجلس شورى يطالب القراء اللي يعرف عن مواضيع
الوكالات الشرعية المقيدة بها المرأة في بلادنا يكتب له بها ومادام الصورة متناثرة
يجب علينا ان لانتوقع مالا يتوقع والعكس صحيح والسلام عليكم استاذنا .
الله يرحم مزنه بس
كل شي عندنا اول كان ماشي بالبركه لكن راحت البركة وصارت الدعوة فوضى وحوسة ولا أحد يعرف مسئوليته وكل شي هايت