لا تضحـك مع الخطوط السعودية

قرأت بتمعن رد مدير العلاقات العامة بالخطوط السعودية الأستاذ يعرب بلخير المنشور بداية هذا الشهر، على ما كتبته في مقالين تحت عنوان “اضحك مع الخطوط السعودية”، أقتبس هنا آخر ما ورد في الرد وهو في نظري الخلاصة.
يقول سعادته: “ومع تقديرنا لما أبداه كاتب المقال من ملاحظات تعكس الاهتمام بخدمات(السعودية) فإننا في نفس الوقت نرى ضرورة تحديد الطرح بالتواريخ وأرقام الرحلات ومواقع الخدمة لتسهيل اتخاذ الإجراءات المناسبة إذا ما تطلب الأمر ذلك استناداً على أحداث محددة، وبخلاف ذلك فإن التناول العام والصياغات الإنشائية الخالية من أي مضمون أو سند أو معلومة يمكن الرجوع إليها، يلحق الضرر بسمعة مؤسستنا الوطنية وإنجازاتها وجهود أبنائها التي تتواصل على مدار الساعة في خدمة أبناء هذا الوطن المعطاء ومسيرة التنمية على أرضه الطيبة”.
المطالبة بإيراد حالات محددة وبتواريخ وأرقام رحلات، مطلب محق، لكن إذا كانت كثرة هذه الحالات وتعددها وصل لدرجة صارت معها سمة عامة وانطباعاً مترسخاً في الأذهان بل ورسالة مسجلة، فلا يعود هناك فائدة من ذكر حالات بعينها إلا لاقدّر الله إذا كانت حالات مأساوية، هذه مقدمة لابد منها أرجو أن تكون خالية من الصياغات الانشائية الخالية من أي مضمون أو سند، كما قال الأستاذ، كما أتمنى أن لا تلحق الضرر بسمعة مؤسستنا الوطنية وإنجازاتها، وأتوقف عند الإنجازات لأقول أنه لو توفر لدولة مدغشقر ما يوفر لخطوطنا العزيزة لأصبح لديها أفضل خطوط طيران في العالم ولربما شيدت سكة حديد بحرية من فائض الأرباح!، ولا أختلف مع سعادة المدير العام على الإطلاق في أن هذا الوطن “معطاء”! وأن أرضه”طيبة” لذلك أنا أحبها.
ومنذ كتب الكتاب والقراء عن الخطوط السعودية وهم في الغالب الأعم لا يذكرون سوى حالات محددة، رحلة رقم كذا وتاريخ كذا، حتى أصبح الأمر مملا ومكرراً ليتحول بفعل الزمن و”الاجراءات المناسبة” إلى شعار وعلامة تجارية مسجلة ومحفوظة للخطوط.
ومن الواضح في البحث المشروع عن حالات محددة أن ذهنية إدارة الخطوط تعتقد أن أداءها رائع والاستثناء هو في حالات محددة، أحيل أخي العزيز إلى منتدى الكتاب في جريدة (الرياض) ليقرأ بنفسه الحالات التي أوردها القراء تعليقاً على المقالتين، لكثرتها، ليقرأ مثلا ما كتب تحت عنوان “بؤس المحتاج بين مطار جدة وصالة الحجاج”، ولتنظر يا عزيزي إلى مضمون الردود التي يتمحور في أن الخطوط لاتخدم بل تتصدق على ركابها رغم أنهم يدفعون كاش، والقراء لاشك ينتظرون منها الرد؟ ولقد وردني بالبريد مثلها لكن المساحة المتاحة محدودة ولو أكثر الكاتب تناول جهة واحدة لقيل أنه له مشكلة شخصية معها. وقد قفز رد الخطوط على ما أوردت في ما كتبت سابقاً أن مكتب الباحة لا يقبل خطابات التخفيض للطلبة الصادرة من خارج المنطقة نموذجاً لتعسف إداري لامعنى له.
أما عن سوء التعامل وعدم مراعاة الحالات الإنسانية فلها نموذج في حالة المواطن علي بن عائض القحطاني من الرياض والذي توفي والده إلى رحمة الله في أبها ، وهي حالة خاصة، فحاول جاهداً الحصول على مقعد يوم الجمعة بتاريخ 1424/6/3هـ وفي صفحة كاملة شرح ما تعرض له من لا مبالاة وجرجرة وغلظة بل وسخرية في التعامل بين الكاونترات والمشرفين وانتظر من الصباح إلى المساء، وهو يقول أن الراكب على متن الخطوط السعودية يعتبر أحد مفردات “العفش”.
وأحيل القارئ إلى المضامين والأسانيد التي جاءت في عدد نوفمبر من مجلة أهلاً وسهلاً، ففي صفحة بريد المسافر وهو عنوان بلا مضمون لأن الأكثر دقة أن يكون مدائح في الخطوط وموظفيها، نشرت ثماني رسائل مديح، كل واحدة منها تشيد بتصرف موظف في الخطوط في رحلة من الرحلات وكأنها خطابات “توصية” وكل المرسلين من الموظفين الكبار، إما قضاة أو وكلاء أو رؤساء مجالس إدارة، وأطرفها رسالة من دكتور مهندس، قاده الحظ أن يركب بجوار شخص لم يعرفه لأول وهله، ثم اكتشف أنه مدير عام الخطوط فكان أن تمتع بخدمات ممتازة لحقته إلى المنزل، لذلك عزيزي الراكب ابحث عن مقعد بجوار المدير العام.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.