كانت «البحلقة» وما زالت من السلوكيات السلبية المنتشرة. غير مرة حاولت تحليل هذا السلوك. في فترة مضت عزوته إلى ندرة وسائل الترفيه المتاحة، ينظر البعض إلى أنه «مرزوق» بكاميرا مجانية فلماذا لا يستخدمها في أوقات الفراغ! لا تنسَ أنه إلى وقت غير بعيد لم يوجد في بلادنا سوى قناتين تلفزيونيتين أطلقوا عليهما «غصب 1 وغصب 2»، مع عدد قليل من الصحف والمجلات، لذا من الطبيعي – في معرض التحليل – استنبات وسائل ترفيه «ذاتية» مثل البحلقة التي تتطوّر إلى «النشدة»، أي كثرة السؤال في ما لا علاقة للسائل به. أيضاً من وسائل الترفيه المستنبتة «الهوجسة» التي نتميز بها عن غيرنا، ويمكن تركيبها على منصّة البحلقة لتتحول إلى صاروخ حراري. يجلس الشخص باتجاه ويهوجس مبحلقاً باتجاه آخر، كأنه سيارة تسير و»شاصها» مائل، والغريب أنه لا يلفت انتباهك أحد «يهوجس» في بلاد الله الواسعة فكل واحد في حاله أو يطالع «شيئاً» ما.المهم اعتبرت «البحلقة» جزءاً من تركيبة الخصوصية وهي شائعة في البلاد العربية بدرجات، تجدها عند إشارة المرور أو في غرف الانتظار وصالات المطارات إلى آخر ما هو معروف.
الآن يمكن لي القول إنني عثرت أو اكتشفت سبب انتشار هذا السلوك.. أقله في مجتمعنا، «وجدتها» بعد العثور على جذور ظاهرة تبديل المواليد منذ خمسة وثلاثين عاماً.. كيف؟
في حادثة تبديل فتاتين، الفقيرة أعطيت لأسرة غنية والغنية سلّمت لأسرة الفقيرة، دليل على اكتشافي. من تفاصيل القصة أن الأسرتين اجتمعتا بالصدفة في حفل زواج، فشاهدت امرأة كبيرة السن.. الفتاتين، واكتشفت أين الخطأ، نتجت من هذا قضية وبحث فتحليل، ليظهر لاحقاً أن فراسة السيدة كانت في محلها، والعرب مشهورون بالفراسة، إذ كانت أنجع وسائل التحقق «من الانتشار» قبل الجينات والأحماض. وبحكم فقر مكونات البيئة الصحراوية كان لا بد من التدقيق في تفاصيل التفاصيل فمنحت «العيون الوساع» عشرة من عشرة، وحتى لا أنسى من المفترض أن يتم توظيف أمثال تلك السيدة في مستشفيات الولادة ليقمن بعمليات الفحص النظري. جولة كل ساعة أفضل من «الأسورة الرنانة» ولجان تحقيق شبعنا منها. لو لم تبحلق تلك السيدة في الفتاتين لبقي الوضع على ما هو عليه، لذلك لا تنزعج – أو تنزعجي – إذا ما بحلق أحد في وجهك، ربما يكون «مشبهاً» عليك، لديه صورة وفراسة ويقوم بالمطابقة عليها… دعه يعمل، ربما في نفسه شيء من «يمكن»! تحت يمكن… من الممكن الكثير، ربما تقفز إلى أسرة ثرية، حتى أخوك لو بحلق في وجهك لا تنزعج… بحلق معه، والبركة في الصحة فهي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه سوى المولودين في المستشفيات!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
والله هذه شغلة جبت لنا هيا يابو احمد .. وانا اشوف الناس في الشارع الله يعز
من يقراء وهي ماشية من جد يبحلقوا في بعض والا يكلموا نفسهم .. في مرة
من المرات الولد قال لي هذا يكلم جوال .. والثاني اللي جنبه قاعد يبحلق
وعيونه مشدودة لكت ماكان يطالع في احد وماادري يطالع فوق وتقول انه
يبحلق في شئ او انه يدور شئ الله اعلم .. واذا كانت على تغيير المواليد
يابو احمد ترى راح نبحلق للصبح .. اما لو تطلع علينا ويقولوا المبحلقين
في الارض والله مشكلة .. السلام عليكم