«sa»… «سعودي وواضح من حقوقي»

حــتى في رسم الحروف يبرز جماله. إذا ركزت قليلاً ستكتشف صورة قلب في الفراغ بين الحرفين «sa»، ربما يهفــهف قلبــك إن كنت سعودياً بالطبع.
هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية تحضّ، من خلال إعلانات الصحف، على التسجيل في نطاق السعودية «sa». أتوقف عند الإعلان الذي يقول «عنوان موقعي هو انتمائي»، والآخر «سعودي وواضح من عنواني».
تمنيت أن يكون الإعلان كالآتي «سعودي وواضح من حقوقي»، شرط أن يعبّر عن واقع لا شعار فقط، والقصد أن الانتماء لا يكون بالعنوان أو اللون الأخضر عند إعلانات التسجيل والترغيب والدعوة «وإعلانات الشركات قبل الطرح للاكتتابات». الانتماء شجرة يتطلب نموها واخضرارها وإثمارها رعاية وعناية أساسها حفظ الحقوق، لا يمكن العزف المنفرد على الانتماء وأوتاره مشدودة أو مقطوعة، لذلك عندما تقول هيئة الاتصالات والمعلومات إن لديها أكثر من 14 ألف شكوى عملاء لشركات الاتصالات (خبر نشر في «الحياة») فعلى ماذا يدل هذا؟ هل يدل على نشاط وإنجاز للهيئة أم سكون!؟
70 في المئة من هذه الشكاوى سببها تعطيل نقل الأرقام بين الشركات، والتعطيل من قبل الشركات والسكون «أو مدري وش اسمه» من قبل الهيئة، إن التفريط في حقوق المشتركين أو عملاء شركات الاتصالات ظهر كسنام بعير «هرش» في قضية الفوترة الشهيرة التي جرى التعتيم عليها على رغم بقائها ماركة مسجلة لمن عمل عليها، وهو مستمر في قضايا الشكاوى من نقل الأرقام إلى زراعة الشرائح المجهولة الاسم في كل بقالة وتموين، حتى أصبحت بلادنا مصدّرة لشرائح الهاتف المجهولة الاسم. يحدث هذا ولدينا مواجهة مع الإرهاب وتصاعد في الجرائم الجنائية بحسب الإحصاءات الرسمية لا «الشكاوية». انتقل الضرر أو التفريط في حقوق الأفراد إلى التفريط في حقوق المجتمع، فهل يعقل أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لا تستطيع السيطرة على «سعار» لا أسعار شركات الاتصالات، من قضايا المشترك الفرد إلى صاحب العمل الصغير إلى المجتمع العريض.
لم أستغرب مرارة تعليقات وصلتني على مقال «ثقافة الحقوق»، ومقالات أخرى كتبتها صدى لخطبة سماحة مفتي المملكة، في معرض «غمط الأقوياء لحقوق الضعفاء»، المرارة ناتجة من مواقف جهات حكومية رقابية تشرف على قطاعات مهمة تؤثر في المجتمع ككل، لم تتعرض للمحاسبة على رغم ما مررنا به. هيئة الاتصالات عينة، بدأت في شكل رائع وحصلت على مكانة جيدة «وجائزة شفافية» ثم «تدحدرت» لسبب لا نعرفه حتى الآن. والخلاصة أنه لا يستقيم أن تعزف جهات حكومية على الانتماء وهي لا تقوم بحق صيانته.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «sa»… «سعودي وواضح من حقوقي»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ثقافة الحقوق .. ياسيدي تحتاج الى عدالة اولا .. العدالة .. تحتاج الى
    انتماء .. الانتماء يابو احمد يحتاج الى ترسيخ .. الترسيخ يحتاج الى
    ادراك .. الادراك يحتاج توطين .. التوطين يحتاج شعور .. والشعور
    غالي اليوم هذي هو والهامور .. ومن اجل هذا وذاك فتحنا الصباح
    علبة تونا ومشينا حالنا وعلمي وسلامتك .
    شكرا

  2. مواطن كتب:

    لي فتره اعاني من رسائل دعائيه بشكل مزعج ويومي لا يقل عن 60 مسج من ارقام الشركات والتي تبدا ب 80 لارقامي الصادرة من الاتصالات السعوديه وقدمت بالشكوي اكثر من مره علي 902 ولكن الاجابه الدائمه انه هذه الارقام من صلاحيه الهيئة وهي من تعطيها الاوكيه للعمل علي اذيه الناس واقتحام خصوصيه ارقامهم رغم ان هذه المسجات لا تاتي علي ارقام موبايلي وزين والهيئه لا ترد علي الشكاوي فقط موظفيها لهين في وضع الدورات والانتدابات والبدلات لهم والبحث عن كل ريال لياكلوة ولكن الخدمه انس يهتمون فيها

التعليقات مغلقة.