إذا كان في الإعلان كلمة “سحب” فاحذر وتذكر انك أنت المسحوب، وربما تسحب على جلدك عارياًَ، ووجهك سيفقد كثيراً من نضارته في هذا البرد القارص، فلا تندفع. وحسب علمي فان أول معرفة لمجتمعنا الحاضر بالسحب تركزت في سحب السيارات المتعطلة، رجل المرور كذلك كان يهدد بسحب سيارة السائق المخالف، والناس وقتها يخافون من سحب سياراتهم لأنها ستتضرر أولاً وسيدفعون تكاليف باهظة ثانية، ثم تحسن معنى الكلمة بعد تطور لافت، والسبب ظهور لاعبين أفذاذ أمثال ماجد عبد الله ويوسف الثنيان صالوا وجالوا في الملاعب، فاستمتعنا بتسحيب خطوط دفاع أندية ومنتخبات لفترة ذهبية جميلة. الآن وبعد انقراض أمثال هؤلاء لم يعد هناك سوى لاعبين آليين مبرمجين يذكرونك بلاعبي”البلاي ستيشن” هم أول من يقع ضحية التسحيب، ولهذا المصطلح أيضا شنة ورنة لدى هواة التفحيط، فهم يستمتعون بتسحيب سيارات الدوريات في شوارعنا وجملتهم المشهورة”الماكس تلعب والحكومة تتعب”، والماكس هو اختصار لاسم سيارة الماكسيما، وهي مع الكامري تتربعان على قمة السيارات المفضلة للتفحيط لأسباب تجدها لدى كبار المفحطين، وإذا ما خرجت من المدينة وعلى أطرافها الرملية فستجد أبناء عم المفحطين من “المطعسين” وهم هواة التجوال بالسيارات على الرمال، وستكتشف أن كثيراً منهم أضاف “ونشات” سحب صغيرة في مقدمة أو مؤخرة سيارته، كثير منها مجرد مظاهر لا يعرف أصحابها كيفية استخدامها. أيضاً سترى سيارات السحب والسطحات المتخصصة تقف عن بعد أو بجوارهم، تراقب عن كثب وكأنها طيور جارحة تنتظر الفريسة. والمثل يقول “الصاحب ساحب” فهو قد يسحبك إلى طريق مستقيم أو آخر متعرج يذكرك بتنفيذ طرق جبر الخواطر المنتشرة في بلادنا الحبيبة.
هذه المقدمة الطويلة هي محاولة لإقناعك عزيزي القارئ بالتفكير ملياً، عند قراءتك اعلاناً يدعوك للمشاركة في السحب، فلابد أن تعلم هل أنت ساحب أو مسحوب؟ والسبب هو انقلاب الوضع الآن رأساً على عقب، حيث أصبح كل من المواطن والمقيم يبحثان عن أي عملية سحب، وكأن كل واحد منهما يقدم رقبته وهو يبتسم لونش كبير قائلاً “من فضلك اسحبني”، وقد تصل لمرحلة “أرجوك اسحبني”، وفي الغد بعون الله سأروي لكم ما حصل لأحد أصدقائي الذي تم “تسحيبه” في شوارع العاصمة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط