بركاتك يا شيخ «دولي»

جرس تونس لم يسمع جيداً رغم رنين صمّ الآذان، إنها البصيرة… حينما تصاب بالشلل تتوقف الحواس عن العمل، ألا ترى أنك وأنت الفرد – أحياناً – تقرأ ولا تقرأ وتسمع ولا تسمع… ترى ولا ترى، فكيف بجهاز ضخم وبيروقراطي تحت يد السياسي الفرد، جهاز يكون قد تلوّن وتشكّل وتقولب، ترسّخت المصالح الفردية فيه على حساب العامة، هنا تصبح القوة الزائفة مصدر الخطر الأول، يكتشف لاحقاً أنها قوة كرتونية. من الملاحظ العجيب، أن أول من استجاب لجرس تونس كان العقيد معمر القذافي، ظهر في خطاب ثم تراجع عنه فغفر له غنوشي المعارضة، ليعلن جملة إجراءات داخلية في ليبيا… لشراء مزيد من الوقت.
اعتقد البعض أنه بعيد بل بعيد جداً، هناك حدود وحرس واختلاف كما قال أحمد نظيف رئيس وزراء مصر السابق حين المقارنة بين الأوضاع المصرية والتونسية، وكأنه صدق أو اعتمد على مقولة نائبة رئيس صندوق النقد الدولي للشرق الأوسط حينما امتدحت الوضع في مصر «إنه مختلف عن تونس». انظر إلى الشهادات الدولية التي تزيّن صدور الصحف مقابل شهادات داخلية فاضت بها الشوارع. الدولي السياسي يمسك العصا من الوسط ثم ينفض يديه بسرعة، والمستشار في ذمة من اختار. الدولي السياسي لم يتحدث عبثاً عن الفوضى الخلاقة، وهو يعلم إلى أين يتجه مسار الخيار الاقتصادي الوحيد.
يقدّم الدولي الاقتصادي – الصندوق والبنك – جملة نصائح تتحول إلى مصادر منفعة لنخب قليلة، يلتصق رجال أعمال بالجسم السياسي، فيتحول بعض أطراف الجسم السياسي إلى رجال أعمال، فلا يكون هناك رقيب وتصبح المسألة كما نقول بالمثل الشعبي «شد لي واقطعلك».
يتحول الحمل الاقتصادي إلى ظهر الاجتماعي ليقوم السياسي بشراء الوقت. يزيد الحمل شيئاً فشيئاً، يستمر السياسي في شراء المزيد من الوقت، يزين له بعض من حوله هذه المقامرة ليصل إلى نقطة اللاعودة.
لا أحد يعلم متى يجب التوقّف عن شراء الوقت إلا في الوقت الخطأ. تحذر الأنظمة السياسية في العالم العربي من التدخل الأجنبي والطابور الخامس الخ، لكنها تسمح به إذا جاء من بوابتها الرسمية فيصبح جزءاً من ماكينتها، يلبس ثيابها. هي ماكينة تشتغل، لها صوت وضجيج، لكن، لا أحد يسأل لمصلحة من تعمل، لأن من أوكل إليه الإشراف عليها صنّف من أهل الثقة فلا يراجع ولا يحاسب بعد أن سلمها الخيط والمخيط.
لكل نظام سياسي قرون استشعار، لكنها مثل كل شيء، له تاريخ صلاحية. تتكون حول «حساساتها» طبقة من الصدأ فلا يعود يستجيب منــها ويســتشــعر ســوى أجزاء خاصة تتعلق بالخاص. تصــاب قــرون الاستشعار بـطفرة جـينــية فتتحول إلى أفواه نهمة لا تشبع.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على بركاتك يا شيخ «دولي»

  1. مهره كتب:

    صباح الخير للجميع ….كل الأنظمة ” حرامية …..نفاق ومصالح وسرقات تحدث على عينك يا تاجر ” يعني الذي يدخل الحكم وأخص الوزراء يتحولون إلى وحوش شرسة …ينسون القسم أمام الحاكم ويبدأون بالهبش من قوت الشعب .
    ما زلت أطالب في بلدي بإبراء الذمة للوزراء عندنا ” ح تقولوا ماذا فعل إبراء الذمة للوزراء العرب ….!!؟ حسن جدا لا شيئ …لم يفعل شيئا.
    أحد الوزراء في بلدي قسّم منح عبارة عن أراضي من أراضي الدولة على كامل أسرته ….الفقراء منهم والأغنياء …..!!!!!!!؟

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    انا عاجبتني الانشودة من امس واحتاج اكررها .. وبعد اذنك استاذنا :
    دوهه يادوهه .. جده غرقوها بعد ماسرقوها . وعود .. طلعت عكه في عكه سرقوا كل الكعكه والكعكه جوه الخزنه والخزنه بلا مفتاح والمفتاح عند الفشار و الفشار يبغى الفلوس والفلوس ملك العروس والعروس سلموها أبوراس وأبوراس عند البقره والبقره تبغى الحشيش .. يامطره حطي حطي.. على جده لاتشدي يامطره هدي هدي من فوق جده عدي وجده جاها الغرق والسبب اللي سرق … قطع الله شراينه بالسكاكين الفضه و السكاكين الذهب
    السؤال يابو احمد اللي شاغل مخي .. معنى كلمة دوها يادوها .. لايكون دوخة يادوخة بس !!!

  3. ابو الاسود الاصفراني كتب:

    احتاج احد يسمع النكتة هذه : كككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككك
    استدعاء 9 مسؤولين من أمانة جدة للتحقيق على خلفية كارثة السيول

    استدعت المباحث الإدارية في منطقة مكة المكرمة يوم أمس تسعة من مسؤولي أمانة جدة بينهم أحد الوكلاء للتحقيق معهم حول أسباب كارثة جدة الثانية وملابسات انهيار سد أم الخير وغرق أحياء السامر والربيع والأجواد رغم تنفيذ مشروع جديد للتصريف قبل 4 أشهر في تلك الأحياء.
    وعلم من مصادر أن المسؤولين الذين تم استدعاؤهم يعملون في وكالة المشاريع وإدارة الصيانة وإدارة التصاميم وإدارة المياه وتصريف السيول وإدارة المساحة وإدارة التخطيط وبعض البلديات الفرعية وأمانة المجلس البلدي. كما علم أن لجان الرقابة تواصل أعمالها في تدقيق بعض العقود والمشاريع المتعثرة بعدد من الجهات ذات العلاقة خاصة مشاريع تصريف السيول والصرف الصحي ومشاريع الأنفاق والسيول والجسور التي زادت قيمتها عن 400 مليون ريال ..
    هههههههههههههههههههههههههههههههههه……………. اه .. اه يابطني من جد اضحك من بطن بطني

  4. خالدالسويلم كتب:

    دمت لنا ياعبدالعزيز السويد قلم غيور ومخلص تكتب عن هم المواطن المقهور .
    لكن القربة ليست مشقوقه وحسب بل على الأرجح أنها مفرومة فرم.

التعليقات مغلقة.