ورقة الشباب

يشعر المصريون أن صخرة ثقــيلة تكاد تنزاح عن صدورهم، تلمــس ذلك من فئات مختلفة حتى عند مذيعات ومذيعي التلفزيونات الرسمية والخاصة، بل إن واحدة منهن تحدثت على الهواء عن الصلف بشيء من الصلف، ولا يلام المصري، إذ تعرّضت الشخصية المصرية خلال عقود إلى التهشيم المنظم، من الداخل السياسي والاقتصادي ومن الجري وراء إملاءات خارجية سياسية واقتصادية، توافقت فئة منتفعة في الداخل مع الخارج على حساب الأغلبية.
وأكثر الروابط بروزاً بين ثـــورة تونــس وانتفاضة مصر القائمة الآن، هي الكرامة وقيمة الإنسان، ولمحاولة تلمس الموضوعية فإن هذه الصخرة الثقيلة لم تكن وليدة عهد الرئيس حسني مبارك لكنها قتلت الأنفاس خلال ثلاثة عقود من النمو. أصل هذه الصخرة قديم في التاريخ المصري، وحينما قامت ثــورة جمال عبدالناصر استندت إلى شعارات ضد الفساد والظلم والاستئثار، وها هي الآن تنازع للأمراض نفسها، لكن عهد أنور السادات كان مفصلياً، شهد عصر التأسيس لتضخم الصخرة الثقيلة وأضاف للحمل معاهدة كامب ديفيد، ووضع الأوراق كلها في يد الأميركي، أنتج هذا افـــتراس الرأسمالية المتوحشة للاقتصاد المصري. كان الأخير قد تم تجهيزه بالتأميم ليتحول إلى لقمة سائغة فلم يَحْتَجْ سوى لنفوذ سياسي، سميت تلك المرحلة بالانفتاح الاقتصادي، الأســـماء الجذابة دائماً حاضرة، جرى لاحقاً توسيع ما أطلق عليه الانفتاح، ففي مقابل عقد من السنين للسادات قضى مبارك ثلاثة عقود.
الشباب – شرارة الانتفاضة في مصر – يحاولون استعادة الشخصية المسلوبة، وبسبب النجاح المفاجئ أصبح الكل يدللهم، من الوجوه الجديدة – الناعمة – للحزب الحاكم إلى كل أطياف المعارضة ولا يعرف إلى متى يستمر الدلال. هذا الشباب كان موجوداً قبل ذلك معلناً احتياجاته وتطلعاته ولم ينصت له أحد، قنع كل بدوره وهام عشقاً بالجمود، وفي حكم الفرد وحكم الحزب الواحد لا يستغرب ذلك، فالحديث واحد والإنصات واحد واللون المطلوب والمحبوب والمرغوب واحد، كانت مصر تموج بالحديث عن الشباب، منتديات وندوات ومشاريع، فلماذا لم تحدث أثراً، السبب – والله أعلم – أنها كانت فقاقيع، فعاليات يحضر لها الجميع للفلاشات ويديرها «البزنس» من الألف إلى الياء.
ورقة الشباب ورقة خطيرة إذا لم يحسن استثمارها وإدارتها وتلبية احتياجاتها… تخطف وتسلب، مثلما يسلب منك ابنك وهو يعيش معك في المنزل، ومع الفضائيات والإنترنت أصبح الخطف أكثر سهولة، ألا يطرح علينا هذا أسئلة كثيرة… بل خطيرة، ستجد «البزنس» فيها حاضراً بقوة، أبرزها سؤال عن التفريط في بيع الشباب باسم حقوق البث الفضائي؟
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على ورقة الشباب

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    نعم ورقة الشباب ورقة خطيرة وخطيرة وخطيرة .. نبوس رأس
    كل مسؤل في بلادنا ينتبهوا لها .. البطالة ارتفعت نسبها الى نسب
    مخيفة لاجل الله بس يشوفوا لهم حل و(عاجل جدا) او ( وردنا من زمان )
    وعلى الله التكلان والله يختار الطيب بس وشكرا

  2. مهره كتب:

    سأعلق على الموضوع من ناحية واحدة ألا وهي الثروات التي جناها الرئيس التونسي وأيضاء رؤوساء مصر العامرة !!!!؟ التونسي خرج بثروة كبيرة جدا وصفائح ذهب ثقيلة ….يقدر كل ذلك بمليارات الدولارات غير إستثمارات عقاريه في دول العالم ……….أنا حتى هذه اللحظة أتعجب من تصرف ليلى قرينة زين العابدين بن علي …عندما سطت على ذهب البنك المركزي في تونس !!!!!!!!!!!!!!!؟ أريد أن أسألها الآن ” ماذا فعلت بالذهب في مدينة جده السعودية !!!! هل استثمرتيه !!!!! عجبي
    الرئيس جمال عبدالناصر رئيس مصر خرج من الدنيا كلها ” ربي كما خلقتني ” لا يملك شبئا غير بيته والذي يملكه قبل رئاسة مصر وسيارته القديمة وأولاده …..لم يسرق من قوت الشعب شيئا لذا يبقى داخل المصريين كأشرف رئيس دولة ….لهذا لا تتعجبوا من الحب الكبير والمبالغ أحيانا للرئيس جمال عبدالناصر
    أنور السادات …أستفاد من كونه رئيسا لمصر ويبدو أنه حقق ثروة بالملايين فقط ….لم تكن بالمليارات ….ففي تلك الفترة قاطع أمراء الخليج وقادة العالم العربي سياسة السادات الذي أوصلته إلى الكينست الإسرائيلي وإتفاق كامب ديفيد !!!!؟
    حسني مبارك تقدر ثروته ما بين 30 إلى 70 مليار دولار …….والله أعلم ….ولا أستطيع أن أجزم بالرقم ” فالرئيس حسني مبارك له علاقات رائعة بأمراء الخليج وقادة العالم العربي …..لذا يمكن أن تخمنوا من أين أتت ثروته !!!!!!!أو من أين أتى نصف ثروته …..لن أتهم الرجل رغم الجياع والعاطلين في بلده ………………….!!!!!
    أمراء الخليج وقادة العالم العالم العربي ….يا ليت ” عوضا عن أن تقدموا هبات بالملايين لقادة آخرين …تقدموا لشعوبكم قد يقلل عدد العاطلين ويمتلئ بطن فقير جائع ………………..” ياليت ما تعمر بيت “!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟ لذا ألتزم الصمت

  3. مهره كتب:

    ملاحظة صغيرة : عندما كان مستشاري السادات يحذرونه من مغبة ذهابه للكنيست خاصة من الخليج العربي كان رده أو مقولته الشهيرة ” هو ايه الخليج دا !!!!!!!!!!!!؟ دا دوّار ونخلتين !!!!؟ ………………………………هل تريدون ترجمة الكلام ” دوّار يعني بيت …كما يسمى بين فلاحيّ مصر !!!!!!! نخلتين تعني نخلتان لها سعف وفيها عذوق ……………………………………………!!!!!!؟

  4. شرف بن محمد الكريمي كتب:

    الأن بدأت تتكلم بعد ما طاح الجمل ….
    هكذا أنتم أيها الصحفيين في الأول مدح تظليل تطبيل وفي النهاية المطاف ذم وفضح المستور سابقاً ..
    أنا متأكد إنك لن تنشر ما لا يعجبك ولكن هذه هي حقيقتكم….

التعليقات مغلقة.