أكثر الفئات تعاسة هذه الأيام هم المروجون للسياسة الأميركية الخارجية في المنطقة، ولأن العمل الإعلامي مكشوف تظهر تفاصيل الارتباك وعدم وضوح الرؤية بصورة أدق. يأتي في المرتبة الثانية من التعاسة القلقة نسخ محلية في الأراضي العربية مثل رجل الأعمال المصري أحمد عز الذي ينتظر أن يكون أحد كبار كباش المرحلة المصرية الحديثة، ومن خلاله يتوقع محاكمة الخصخصة والاستيلاء على المال العام باسمها، رأسه مطلوب لكنه رأس ارتبط برؤوس عزيزة. الحاجة هنا لعملية فصل جراحية ماسة.
أما كبيرة التعساء – وعمّتهم بل نخلتهم الافتراضية – فهي الولايات المتحدة الأميركية، فمحاولات التأثير عن طريق محاور عدة في المشهد المصري حثيثة، وسيكون لها قسمة من النصيب تكبر أو تصغر، لا ينسى أنها تغلغلت خلال أربعة عقود في كل شأن مصري داخلي، ولمحاولة فهم المشهد المصري الحالي يجب العودة الى المشهد التونسي الأسبق زمنياً والأصغر حجماً، بما يفترض أنه أسرع وتيرة تغيير، ما زالت تونس في متاهة سياسية وبقي رئيس الوزراء «السابق» على رأس السلطة، بل فوض بصلاحيات واسعة، وفي سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة بو عزيزي، قال بعض أهلها لقناة «بي بي سي»، إن أعضاء الجسم السياسي الذي ذهب رأسه ما زالوا متنفذين ويحكمون، ولم يجد أصحاب الانتفاضة من يمثلهم، فالثورة التونسية من دون رؤوس مثلها مثل المصرية، لذلك هي إلى الاختطاف أقرب من المتحولين.
مداخلة طريفة لسيدة تونسية من سيدي بوزيد قالت إن المسؤولين يأتون إلى المحافظة بسكانها الفقراء وكأنهم ذاهبون إلى الخليج! بمعنى أنهم يفدون «على الحديدة» ويعودون أثرياء، وكأنها ظاهرة عربية، وما زال صفع المتظاهرين وقتل بعضهم قائماً في تونس حتى الأسبوع الماضي.
والغرب ممثلاً بأميركا وبريطانيا وفرنسا لا يريد فهم أن أساس مشكلات المنطقة هي إسرائيل وسياستها، بل يستمر في القيام بدور مارد يظهر كلما رغبت إسرائيل ليعبر عن أطماعها ويحقق أمانيها، لذلك لم يستغرب استمرار مسلسل التعاسة، يأتي تصريح أميركي مطالباً مصر بالالتزام بالاتفاقات، صدى لتصريح إسرائيلي قبله بأيام، وفي منظومة مكبر الصوت الإسرائيلي يأتي تصريح وزير الخارجية البريطاني، قال هيغ: «عملية السلام قد تتعثر بسبب الاحتجاجات العربية»! وهو صدى لتصريح إسرائيلي مطابق قبل أيام. عن أي عملية سلام تتحدث يا معالي الوزير؟ عملية في جسد مات وشبع موتاً؟
ما يوصف بعملية السلام ليس سوى مومياء متعفنة في متحف يتعيش منه بعض الساسة العرب والأجانب وتستخدمه إسرائيل لجذب السياح السياسيين الى واحة الاستقرار في المنطقة المضطربة.
استاذنا الحبيب ابواحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يابو احمد .. مصرغير تونس .. الله يبارك فيك .. والامور لم تنتهي بعد
امور كثيرة تغيرت في الفترة الماضية .. الاعلام التونسي ومن خلال قنواتهم
الفضائية وصحافتهم تجد فيها تحولا ..هذه من ناحية الناحية الثانية .. امريكا
ياسيدي هذه دولة مايعنيها لا صوير ولا عوير .. يعنيها مصالحها ماتتأثر
وامورها المادية والاقتصادية اولا قبل كل شئ .. لكن ان شاء الله نفهم
ماحدث فهما جيدا كلنا وجميعنا والله يختار مافيه الخير وشكرا
اعتقد ان المرحلة الانتقالية بعد تنحي الرئيس مبارك سوف تكون اكثر مراره من ثورة ال18يوم فكل حزب سيطعن بالاخر وسيتدخل حزب الاخوان ليعكر صفو البقية والبقية ستتناحر فيما بينها وان فاز حزب من عشره سيطعن به التسعة والضحية سيكون الشعب الذي سيتحرك كالدمى بيد الاحزاب وسيكون الشهداء اضعاف شهداء ثورة 25يناير
والله يحمي البلاد والعباد والله المستعان