شرارة الثورة المصرية جاءت من جيل ولد مع تسلم الرئيس مبارك زمام الأمور، تعامل الرئيس ومن حوله مع هذا الجيل التعامل نفسه الذي اعتادوا عليه مع أجيال سبقته. الطيار الحربي السابق فقد القدرة على سرعة الاستجابة، بعد أن ضيق الأفق من حوله، عوامل كثيرة وراء ذلك البطء، هي نتاج تراكمات طويلة من عدم الاستجابة وبطئها ومطها، الوعود، الوعود لم تعد تنفع بعد استنزافها، بعض الساسة الأميركيين سخروا من حديث مبارك عن رفضه الإملاءات الخارجية، هم يعلمون الخفايا. وحينما يفضل الخارج على الداخل ويعطى أولوية لا شك في أن الداخل سيحتقن. لم تنفع كل الإسهامات التي حرص مبارك على ذكرها في كل خطاب، لأن في الجانب الآخر مما لم يذكره أخطاء كارثية.
أول الأخطاء هو تقريب طبقة المنتفعين، صنع حلقة وحيدة منهم تمنع أصوات ومطالب غيرها. المطبلون والمزمرون منعوا الأصوات الأخرى، فأصيبت القيادة بالعمى والصمم، ولم تعد تسمع سوى صوتها وصداها، هذا الخطأ الجسيم له محرك هو المال والإثراء غير المشروع، الأرقام غير المدققة مرعبة وسويسرا أعلنت التجميد، الملاذ الآمن اختفى، العالم تغير، والذي لا يرى ميلاد عالم جديد لا يرى.
إلا أن الأساس هو العدل. فقدت تجربة مبارك في الحكم العدالة الاجتماعية وتصف وزيرة الصناعة والتجارة المصري السابقة سميحة فوزي الاستثمارات الأجنبية في مصر بأنها مص دماء، قلة متنفذة توفر الموارد للمستثمرين الأجانب لامتصاصها ليأخذوا منها شطراً، رافق هذا استفحال الاستبداد «الوطني» وسوء استغلال النفوذ، لنتذكر أن اسم الحزب الحاكم سابقاً هو الحزب «الوطني» انه هو الحزب نفسه الذي رفضه أبناء الوطن، المسميات لا تكفي مهما كانت جذابة، لابد أن يتناغم معها الفعل. خبير مصري اقتصادي قال عبارة جميلة، «الأرقام لا تكذب ولكن يمكن استخدامها للكذب»، كان يتحدث عن أرقام النمو الاقتصادي التي طالما امتدحها صندوق النقد الدولي، لخص حالة متفشية في العالم العربي. كان المال هو الهدف، التم حول السلطة كل من له طمع في مال ثمنه بعض الكذب والنفاق فأصبح المال هو هدف السلطة، تراكمت الثروات وسنرى والله اعلم خلال الفترة المقبلة محاكمات لها تداعيات قد تتجاوز مصر.
أسامة الباز السياسي المصري القريب إلى سنوات من صنع القرار، قال لصحيفة «المصريون» عن مبارك: «انه لا يستمع سوى لصوته فقط ولا يقبل بالرأي الذي يخالف هواه لذا فقد اختار خلال العشر سنوات الأخيرة قيادات ووزراء اضروا بالبلد كثيراً واستطاعوا تكوين ثروات طائلة لأنهم يعلمون انهم لن يحاسبوا على جرائمهم»، وأضاف: «لم يكن ينظر في التقارير التي تقدم إليه بل يكتفي بالاستماع لبعض من حوله ممن يمكن وصفهم بالمضللين».
يتبادر إلى ذهني سؤال يقول: متى يعلم المضلل انه تم تضليله؟
البطالة وازدياد الفقر؟؟
الفساد ؟؟
سوء التعليم والصحة ..؟؟
غياب ثقافة احترام المواطن وحقوقه ؟؟
الارقام الكاذبة عن حجم التنمية ؟؟
مشاريع الاستثمارات الاجنبية الوهمية ؟؟
المنافقين والابواق الكاذبة في الاعلام وغيره والتي تكذب على ولي الامر وتنافقه … ؟؟
اتمنى ان نعالج كل هذ القضايا قبل ان يصلنا الدور .؟؟؟؟؟
عن ثورة شباب مصر شدتني مقالات الكاتب عبد العزيز السويد التي أتابعها عبر موقع جريدة الحياة, لكن شيء ما في الموقع يمنع تعليقاتي من الإرسال كلما ضغت على إيقونة أرسل, ولهذا أُرسل هذا التعليق لأني أحب أن يعرف الكاتب رأي الشخصي فيما يكتب, إذ أتوافق معه في السرد والتحليل والإستنتاج, وحيث أجد أن جل كتاب المقالات من عرب وأجانب جانبهم الصواب في الحديث عن ثورة شباب مصر, إذ استخدموا أدوات تقليدية واستحضروا أمثلة غير مناسبة للحكم على ظاهرة جديدة ليس لها شبيه, فلم تسعفهم الفكرة المسبقة من أحداث خلت.
استاذناالحبيب ابواحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قبل عشرة دقائق في برنامج الحياة اليوم على قناة الحياة ياسيدي
كان تحدث الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة السياسات الخارجية
في مجلس الشورى المصري وقال بالحرف الواحد مايلي :
ان من كان يدير البلد شلة من اصدقاء ابن الرئيس ..
ان الرئيس كان ينزعج (وهذه المصيبة ) حينما يسمع اخبار مش
كويسة !!!
يعني الرجل كان يحتاج يسمع فقط ان كله تمام وهذا مربط الفرس
ياحبيبنا يابو احمد ..
وهذا قمة التضليل ..
واسدى نصيحة من ذهب :
انتبهوا وخافوا من البطانة السئية فهي ام الكوارث وام المشاكل وام المصائب
ومن ساعة ماتجد من يقول لك ان الامور تمام
اعلم ان هذا عدو مسستر وخطره اكبر من العدو الظاهر ..
واختتم بالقول ابعدوا المضللين ..
وكأنكم يابو احمد كنتم معاهم جزاكم الله خير
ويارب يالله يامعين ياسميع ياعليم .. يفهموا من يهمهم الامر
قولوا امين
سوأل يطرح نفسه لماذا لم تكب مثل هذه المقالات قبل اللإطاحة بالرئيس ..؟!!
أتفق مع كل ماكتبه مواطن فاهم و طارق حسني ، وأتمنى مسؤولينا يفهموا الدرس جيدا” قبل فوات الأوان ويحدث مالا تحمد عقباه