العفاريت

لقيادة مركبة في الرياض تحتاج إلى أربعة سائقين، كل سائق يرصد جهة، ليس في الأمر مبالغة، هذا إذا كنت تنشد السلامة لك وللآخرين، يفضل أيضاً زيادة في الحرص أن يكون هناك مساعد إضافي لمراقبة الجبهة الخلفية على أن تتولى أنت يا من تدير الجبهة الأمامية، السيطرة وقيادة الجميع… واضعاً راحة يدك على جبهتك. لم تعد مشكلة المرور محصورة في القتل، بسبب السرعة والتجاوزات على الطرق السريعة، بل انتقلت إلى داخل الأحياء، ولم يعد الأمر مقتصراً على شلة من المراهقين يتجمعون لممارسة التفحيط مفتتحين به شارعاً نفذ أخيراً، ما زالت أرضيته ناعمة جديدة تقوم بدور مكبرات الصوت لصرير العجلات، بل صار عكس الاتجاه في الشوارع داخل الأحياء أمراً اعتيادياً تمارسه كل الشرائح، ومختلف الأعمار، وقد يكون الهدف اختصار طريق وانتهاز منفذ قريب، وقد لا يكون سوى استعراض وتحد يعلن عن كم هائل من النقص المدفون. أما إذا أردت أن تكون منضبطاً عند قيادة السيارة، فلا يُستغرب أن تقبع في آخر الركب بعد خدوش تطال سيارتك، ونفسك سوف تنعكس على المنزل أو العمل وحسب الاتجاه. قبل مدة اتصل بي صديق في وقت متأخر يشكو من أنه لم يستطع النوم بسبب أصوات فعاليات المفحطين التي تستمر إلى الفجر، وبعد يومين من ذلك اتصلت به الشرطة لتخبره باحتجاز ابنه المراهق متلبساً بالتفحيط، وعاش صديقي بين ضغوط زوجته من جهة، ومبادئه التي يعلن عنها من جهة أخرى، وانتصر في آخر الأمر، فترك ابنه من غير واسطة مدة الإيقاف، قلت له وقتها لعلهم لم يحتجزوه مع أصحاب سوابق في جرائم أخرى ليكتسب خبرات جديدة. وقبل مدة سرقت إطارات سيارة أحد الجيران، ويقال إنهم يتمكنون من ذلك في دقائق ” مع .. عفريته وليس مع .. دوده” مما يشجعني على الاقتراح بعمل مسابقة ترعاها إحدى شركات الإطارات عن طريق الرقم 700، فكلها سرقة، فقد نكتشف مواهب مدفونة بين الإطارات و”الجنوط” لدى بعض مراهقينا. لم يفكر أحد في إبلاغ الشرطة عن حادثة السرقة، لأن النتيجة معروفة، وفهمنا لاحقاً أن الأوامر جاءت بالتركيز على الشوارع الرئيسية فانتشر اللصوص والمخالفون في الأحياء، اللهم ارحم الأحياء والأموات.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.