«الإخوان» في السعودية غير

خرج وزير المالية السعودي عن صمته، إذ طالب القطاع الخاص بالجدية في توظيف العاطلين. الوزير الصامت غالباً قال: «لا بد أن يسهم القطاع الخاص في موضوع توظيف السعوديين، وأعتقد أنه حان الوقت لأن تكون هناك جدية حتى لو انزعج بعض الإخوان في القطاع الخاص مما أقول».
أحاول – هنا – استخلاص ما يستفاد من التصريح النادر.
* أولاً، ظهر علم ودراية الوزير أنه لم تكن هناك جدية لدى القطاع الخاص في توظيف السعوديين، وهو يرى أن الوقت حان الآن! في حين كانت غالبية الرأي العام ترى أن الوقت كان «حائناً» وحائراً منذ «مبطي»!
* ثانياً، إن الوزير لم يخفِ عدم رغبته في إزعاج «الإخوان»، وهم في السعودية – أو بحسب تصريح وزير المالية – غيرهم في مصر، «الإخوان» في تصريح وزير المالية السعودي يقصد بهم رجال الأعمال، إلا أن لهم تنظيماتهم «الاقتصادية» المهيمنة.
الجدية وعدم الإزعاج وجهان لعملة واحدة لا أعلم أين ستصرف!؟ وما يثير في النفس الشجون، أن الوزير وضع أهمية كبرى لعدم إزعاج «الإخوان»، في قضية نراها «منذ مبطي»، بالغة الخطورة. ضع ما شئت من خطوط تحت بند المجاملة هذا، ولك أن تفكر في وضع خطوط حمراء عند التنفيذ والرقابة.
تصريح وزير المالية يمثل تقدماً كبيراً في العرف البيروقراطي الحكومي من الناحية الإعلامية. إنما، حتى يصبح سياسة فاعلة لها أثر ملموس على الأرض… متأخر كثيراً.
وزارة المالية هي الأقرب تأثيراً على القطاع الخاص بل على الجهات الحكومية. هي وزارة الوزارات، إذ يتوافر تحت يدها محبس المال والمشاريع، وهي تستطيع لو رغبت وتوافرت لها الإرادة الحقيقية… والجدية أن تغير الواقع إلى الأفضل بمراحل، هذه حقيقة. حتى لو انزعج «الإخوان» في المالية.
إلى متى ووزارة المالية تعمل بأنظمة قديمة وتصر على الأسعار الأقل – كمحدد رئيسي- حتى ولو كانت على حساب الجودة والتوظيف وتسببت بتعثر مشاريع؟ لا نعلم إلى متى! مثلما لا نعلم سبب إصرارها على الصمت التام أمام قضايا تطرح هي من صميم عملها، وزارة المالية لها يد «حديدية» على القطاع الخاص بل إنها الممثل الرئيسي للدولة في الشركات التي تملك نسباً من رأس مالها، وهي من يحدد في شكل مباشر أو غير مباشر مجالس إداراتها وبالتالي سياساتها في التوظيف وغيره. وزارة المالية – حتى لو انزعج «الإخوان» – تشجع في شكل خفي على اللجوء إلى الشركات الموفرة للموظفين بتكاليف أقل، الموردين الخارجيين للموظفين على حساب التوطين، والنتيجة ظهور طبقية وظيفية وعدم استقرار توطين وخبرة، ليصبح – ابن البلد – أسير عقد تشغيل في مهب الريح بنصف التكلفة… حتى لو انزعج بقية الإخوان في المجتمع وهم كثر. الفاتورة لوزارة المالية… كبيرة والمسؤولية عليها جسيمة؟
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على «الإخوان» في السعودية غير

  1. انسان كتب:

    يا اخ عبدالعزيز … “ياليتها تسلم من راس مزيد”

    خله يطلع منها هو وحنا بخير ..

    الصندوق السعودي للتنمية شغال هو فيه مسوي واسطة .. وكأنها شركة من شركاته

    الشرهه ماهي عليه … ع المطاوعة اللي عنده وش طول لحاها ويشوفون هالفساد ويعاونون العصابة

    رحمتك والله من مقالك .. حسيت انك ع نياتكم ترزقون

  2. سليمان الذويخ كتب:

    الله المستعان
    القطاع الخاص له من الحصانة ما يفوق في بعض الأحيان الجهات الحكومية
    ولو تكلمنا بالتفصيل عن هذا لــ ولجنا بالمحظور !
    القطاع الخاص دمر سمعة وزير العمل السابق وشوه ماضيه !
    القطاع الخاص يعمل بمبدأ نأخذ و نأخذ ثم نأخذ ونتطلع للأخذ مجددا !
    القطاع الخاص لا يوجد عنده شيء اسمه ( نعطي ) ! الا في المشاريع التي يأخذ بكلتا يديه ويعطي من فمه ( هواء ) !
    خلونا ساكتين أحسن

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    تصدق وتأمن بالله يابو احمد وبدون زعل … وزارة المالية عندنا
    هي الوزارة الوحيدة الغامضة .. الاستخبارات عندنا سوت موقع
    لها في الانترنت وعندهم تليفون وخطوط تواصل واخر فلة .. الا
    وزارة المالية احس ان الدخول الى الحرف الثالث من اسمها ان
    الواحد دخل في نفق مظلم وضيق واتشوف البعيد اصبعك فيه
    مااادري ليش .. الظاهر اليوم اني زودت في الفول شوية ..
    نفق وكوبري .. هذه وزارة المواصلات عفوا اسمها وزارة
    النقل .. لا والله من جد السلوك اليوم ضاربة وزارة مواصلات
    ايام التليفون ابو هندل .. الله على ذيك الايام بس .. سامحنا
    يابو احمد وربي يوفق التجارة والنقل .. والحج تقول ماتنفذ
    الاحكام القضائية ماهي من ديوان الظالم ولا حتى من مجلس
    الامن وعمها جمل … والجمل بما حمل وماذا حمل حمل الحمل
    والحمل هذه ايامه مايستحمل الا قلبتين على الصاج .. الله يوعدنا بس وشكرا

  4. فهد العنزي ـ عرعر كتب:

    كعادتك أيها الرجل النبيل ، تكتب بضمائر الناس وتكافح في زمن التزلف والنفاق .
    من عجائب هذا الزمن الغريب أن وزير المالية “يناشد” القطاع الخاص لتوظيف السعوديين !!! كنتُ أعتقد أن المسؤول الحكومي وظيفته تكمن في الفعل والتنفيذ وليس في المناشدة والمطالب ، فهذه مسؤولية الصحافة والفاعليات الاجتماعية … !! وهل القطاع الخاص “شيخ قبيلة ” لكي يناشد ؟؟!! فهذا عالم متشابك من المصالح والمنظومات لا لغة فيها سوى لغة المال والانتهازية التي لما تحكم حتى الآن بضوابط تؤنسنها وتخفف من غلوائها والتهامها لمستقبل الناس وأرزاقهم .

    الفعل أيها الوزير وليس المناشدة … هذا هو واجبك .

  5. محمد كتب:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبعد
    الى الاخ الفاضل عبدالعزيز السويد
    احب ان اشكرك على هذا المقال الرائع الذي قرأته بالصدفه وما اوصتني في احد الاخوات اليك في مقر العمل
    في بدايه القصة هناك طرفه جميل حدثت معي ولا اعلم الى من ملجئ
    حيث انني موظف اداري لقطاع خاص منذ تاريخ 1/12/2010 الاربعاء
    بما يسمى عقد مبدئي الى مابعد اتمامي الثلاثه اشهر المفروضه من قبل مكتب العمل
    ومن اول راتب استلمته كان هناك حسم مبلغ 250 ريال من غير اسباب تذكر بحجه ان بداية الفعليه كانت بتاريخ 4/12/ 2010 السبت/ لماذا وكم حسبت اليوميه فلنفترض مثلاً / لاتوجد اجابه من الشركه غير الوعد الوهمي بأرجاعها بالرغم من ان عملي الفعلي كان من اول تاريخ التوظيف بدوام كامل
    ( قلنا ماشي تحطيم من اولها عديها وغداً ربك يفرجها ).
    بعد مرور شهر بدأت تواجهني موجه متقلبه مزاجيه من ئانب رئيس الشؤن الاداريه ,علماً بأن اسلوبه يتضح عليه الضغط على الموظف فقلت في نفسي لا يأتي السهل الى بعد صبرولله المستعان ولكن ليس هذا موضوعنا .
    تفاجأت في احد الايام بعد مرور شهرين بأنه يعرض على وظيفه ادنى من ناحية السلم الوظيفي من التى اعملها بها لديهم وانني هنا لا عيب في الوظيفه الممنوحه اذ ان سيرتي الذاتيه يوجد بها خدمه كافيه كموظف استقبال
    فرفضتها بكل حسن خلق وادب بالنفى وبعد مده رجع في تكرارالموضوع نفسه فكررت اعتذاري واسفي الشديد الى عدم قبولي بالوظيفه الممنوحه حيث اخبرته اني اريد التطوير لذاتي علمياً وعملياً فستغربت من طلبه لي بالاستخاره !!
    بدأ الموضوع يأخذ حيره في تكفيري وبادرته بالسؤال الوحيد .
    هل حدث خطأ ياسيدي المحترم لا سمح الله او تقصيراً ما لكي تصر على نقلي ودار هذا الحوار حرفياً
    اجابني : أنك تحتاج مده اطول لكي تستوعب العمل وان تلم به بشكل كافي.
    اجبته: اطلب ماشئت من عمل في خلال هذه الفترة المحدده وان لم انجز بالشكل المطلوب
    لك اتخاذ اي اجراء تراه مناسب في حقي.
    انزعج قائلاً : أني لم أحس بأحس ملموس في عملك.
    اجبته :اذن العمل احساس وليس اداء وظيفي او تقييم لمعرفه ادائي في زمن قصير مدته الزمنيه لم تتم بعد حتى اكون ملم بتفاصيل العمل كامله
    فأتبع صمته نفحات من دخان سيجارته وهو يقضم اظافر يده .
    ففهمت ياأخ عبدالعزيز بأن السبب الذي لديه رغبه شخصيه وليست لعدم مقدرتي على اداء العمل.
    في اليوم التالي امرني وبحده صوته المتعالي بأنه اتخذ قرار وانه لا توجد وظيفه شاغره لديه
    استعذت بالله من الشيطان لهذا الخبر في قوله تعالى ) وعسى ان تكرهوا شيئا” وهو خير لكم(
    وقبلت بتنازلي مني عن مبدأ في شخصيه كل انسان وهي الاجبار في ظل قلة عدد الوظائف المتاحه وانه ولله يااستاذ عبدالعزيزلا يوجد لا يوجد لا يوجد هناك امان للقطاع الخاص يحمي المواطن.
    وهنا تكمن القصه بأن الوظيفة الممنوحه وحسب ما رأوه باني الشخص المؤهل لهذه الوظيف براتب اقل من ما اتقاضاه بوظيفتي السابقة بألف ريال بتادعي ان الحد الاعلى لا يسمح لهذه الوظيف تقاضي الاجرالمماثل لما كنت اتقاضاه في تلك استوقفني الغضب في لحظه بعملية الاستغباء لماذا هذا التعاون الساذج علينا نحن كأبناء الوطن .
    ولم اكتفي اذ اني اريد العمل وبصدق كمثل اي مواطن يريد العمل وبناء مستقبله بيده بجد وتعب حاولت وبطرق عده تسهيل الامر عليهم لم يبالي احد حتى اني طلبت منهم توقيعي على عقد عمل وظيفه اداريه وان اكون موظف الاستقبال لحجه المرتب المذكور لم يوافق مما اجبرني على طلب خطاب رسمي بأنهاء خدماتي لديهم بالفتره التي لم تتجاوز الثلاث اشهر المذكوره في العقد المبدئي لم يوافق ايضاً اصابتني الدهشه
    جعلوني ارسم لتخطيط فكره عجيبه كي اطيح بهم في شر اعمالهم لكني اخاف الله عاقبه الامور في ما أعمل
    وانا الان حائرهل اشكوهم او اصبر عليهم حتى يبدلني الله خير منه

    واخر مطلبي ان الحمد الله كثيراً
    تقبلوا تحياتي

    أخوكم محمد

التعليقات مغلقة.