إغاثة شعب ليبيا

الحشود البشرية على الحدود الليبية – التونسية تذكّر بمشاهد تداعيات غزو صدام للكويت، الآلاف تقطعت بهم السبل وهم يهربون من الحرب ولا يجدون منفذاً، ثم لا يجدون ملاذاً ومعيشة. والوضع داخل ليبيا من المتوقع ألا يختلف كثيراً، إن لم يكن أسوأ، مع أسر وعائلات وأطفال، وسط حرب شوارع وانقطاع خدمات أو تضررها، وحتى محاولات قناة الفضائية الليبية الإقناع بأن الأحوال عادية… لا يمكن وصفُها سوى بالضعيفة، بل ظهرت من خلالها أحوال ليبيا الداخلية. والمطلوب تحرك عربي، فإذا كانت جامعة الدول العربية هي جامعة الشخص الواحد، والمشغول حالياً بفرص رئاسية في مصر، فإن على الدول العربية التحرك لمساعدة شعب ليبيا والعالقين على الحدود هناك. هذا أولاً واجب تجاه الليبيين، والثاني أن ترك هذه القضية للغرب فيه أكبر فرص للتدخل، فإذا كان التدخل الأجنبي العسكري مرفوضاً، وهو ما يجب أن يؤكَّد عليه باستمرار وبصوت عال، لأنه سيشكّل سابقة خطيرة على العرب، فإن التدخل تحت غطاء الإغاثة الإنسانية له آثاره المعروفة. ومع أخبار عن مساعدات من دول عربية، إلا أنها من حيث الكميات والقدرات لا ترقى إلى الوفاء بالحاجات هناك، إذ تجاوزت الأزمة حدودها، والأوضاع تنذر باحتمالات استمرار الاضطرابات في ليبيا، وبأن الكرّ والفرّ والمناوشات ستطول، وهو ما يستدعي حضوراً سياسياً عربياً جماعياً. وأهيب بالجهات المعنية في المملكة العربية السعودية سرعةَ التحرك للإغاثة، من جهات حكومية أو شبه حكومية، وهي المبادِرة عادة في الحضور والإغاثة. الواقع أنني لمست من مواطنين سعوديين انتظار أخبار عنها، فإذا ما كانت هناك خصومة معروفة مع نظام القذافي لها أسبابها المنطقية، فيجب ألا تقف سداً عن معونة وإغاثة إخواننا في ليبيا، فالقدرات الإغاثية الإنسانية السعودية كبيرة، ولها خبرات وتجارب مشهودة في مناطق عدة، وهي من حيث الإمكانات أقدر من دول أخرى نجحت، بحسب الأخبار، في إيصال مساعدات. والأخبار الأخيرة عن شحنة غاز ضخمة لمصر أرسلت من السعودية كمساعدة لسد النقص في مصر، خير شاهد على الدور السعودي الإغاثي. ومن المضحك المبكي، أن الزعيم معمر القذافي وجد حلاًّ للبطالة في ليبيا التي كانت أحد أسباب الثورة، إذ قال في آخر خطاب له إن هروب العمالة من مصريين وتونسيين وغيرهم من الحرب أوجد فرصاً لعمل الليبيين، وطالب الشباب الليبي بالاستفادة من هذه الفرص!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على إغاثة شعب ليبيا

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    التعلم من دروس الماضي ودروس الاخرين شئ ضروري يابو احمد
    الجلوس على الطاولة ونطالع يمين وشمال وكان الوضع لايعنينا لامن
    قريب ولامن بعيد ماهو صحيح .. ياجماعة الخير والله فيه هواء حار
    قريب الو الو الو .. برضه تعثر مرور مكالمكتك .. والا احد يقول هذا
    السويد ايش دخله الله يهديه .. ومافي ولاشئ وكله تمام .. اخسروه
    ترى ماهو كله تمام وشكرا

التعليقات مغلقة.