إنقاذ القطط والثعابين

الصديق الإعلامي د.عبد الله الفوزان، قدم نصيحة للدفاع المدني للاهتمام بإنقاذ الحيوانات، وركز الدكتور على القطط عندما تتورط فوق الأشجار العالية، هذه النصيحة جاءت خلال ندوة تشرفت بالمشاركة فيها على هامش مؤتمر الدفاع المدني الأخير، الذي عقد في المدينة المنورة.
وأعلم أن بعض القراء وأنا معهم يقولون بصوت عال: “دعهم ينقذون البشر أولاً”.
واكتشفنا أن الدفاع المدني في المدينة المنورة، قام بالفعل بإنقاذ قطة علقت قرب أسلاك الضغط العالي، والذي حدث أن الحكاية انتشرت في مجتمع المدينة المنورة، وأصبحت مادة للتندر على أفراد الدفاع المدني و “سلالمهم الطويلة” التي “يكشخون بها من أجل قطة”.
ثم أخبرنا اللواء صالح المهوس، مدير الدفاع المدني في منطقة المدينة، أنهم يتلقون كثيراً من الاتصالات، تطالب بإخراج الثعابين من المنازل، ويهرع الدفاع المدني ويقوم بذلك من دون إعلان أو إعلام.
وبعد الكشف عن الجهود لإنقاذ الحيوانات، لاحظت أن الهدوء والطمأنينة عادا للدكتور عبد الله الفوزان، فحمدت الله كثيراً، خصوصاً وإننا نجلس متجاورين.
أرجو ألا نختلف على مسألة الأولوية في استحقاق الإنقاذ، هل هي للبشر أم للحيوانات، ولا اعتقد أن في ذهن الدكتور شيئاً من ذلك، لكنه يريد قطع مسافة اكبر للتوعية بثقافة السلامة التي نشكو جميعاً من انخفاض مستواها.
كثير منا للأسف، عندما يرى سيارات الدفاع المدني، أو يطالع برامجه، يفكر تلقائياً في البرنامج الشهير 911. وهو مستوى لم نصل إليه، ولا أعتقد أننا سنصل إليه قريباً، لأسباب معروفة، كما لا ننسى أن هذه البرامج لا تقول الحقيقة كاملة، لأنها محددة الأهداف مسبقاً.
تركز عتب رجال الدفاع المدني على رجال الصحافة، في كونهم يبحثون عن الإثارة، ولا يتحرون الدقة، وهي تهمة توجهها كل الجهات للصحافة، حتى أصبحت سمعة الصحافي في الحضيض.
نعم، هناك من الصحافيين من يجعل الرقيب نقيباً، وهناك من يصنع من الحبة قبة، وهناك من يستعجل النشر بحثاً عن الأسبقية أو المكافأة، وهناك من لا يكون مصدره سوى “جلسة في استراحة”، وهي في الحقيقة ليست أخطاء من تظهر أسماؤهم على الأخبار فقط، بل يتحملها من أجاز النشر… وغداً نكمل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.