«الإخوان» في المجتمع

لم يجد «طلب» وزير المالية السعودي «للإخوان» في القطاع الخاص أي تجاوب حتى الآن، كان من «التمنيات» ظهور مبادرة نوعية تختلف عما عهدناه من ركوب الموجات إعلامياً بالكلام الفضفاض، لكن هذا لم يحدث، مع أن للوزارة ثقلها وللوزير مكانته في القطاع الخاص، ولا شك أن لعدم التجاوب أسباباً، منها أنها جاءت على شكل طلب والوزير مع الوزارة يستطيع الإلزام وفرض الأمر بجدية هو طالب بها القطاع الخاص والأوْلى أن تطبقها الوزارة على نفسها، أما السبب الثاني فهو أن «طلبه» جاء معمماً، وهو أسلوب درج عليه الخطاب الرسمي في السعودية، مثلما نقول «الجهات المختصة»، و «ذات العلاقة»… الخ
وضع الأصبع يصعب على البعض منا، حتى لا يحدث انزعاج لفئة ولا أهمية للفئة الأخرى، لذلك يتم اللجوء إلى الإشارة من بعيد، من هنا لا يمكن فهم تصريح وزير المالية الذي طالب فيه القطاع الخاص بالجدية لتوظيف العاطلين سوى انه للاستهلاك الإعلامي، وبلغة أخرى «من متطلبات المرحلة»! وأطرف ما قرأت تعليقاً على التصريح قول أحدهم إنه جاء في وقته!؟ سبحان من سيرث الأرض ومن عليها، فحتى لو انتهت الساعة وتوقفت عن الدوران سيأتي من يقول عن شيء فات انه جاء في وقته.
حسناً… كيف العمل؟
إن بإمكانية وزارة المالية قيادة المبادرة، تستطيع الوزارة العتيدة أن تبادر من خلال الشركات التي تؤثر فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، قطاع «الإخوان» يحتاج إلى قيادة و «دف»، الإخوان «مغرزين» من زمان في حضن الحكومة، وهم لا يستخدمون «دبلاتهم» فلا بد من القطر.
تستطيع وزارة المالية بالتوأمة مع شقيقتها مؤسسة النقد البداية من قطاع البنوك، إن إحداث تغيير جذري في فكر القطاع الخاص السعودي تجاه الوفاء باستحقاقات المجتمع هو مهمة حكومية بالأساس لم ينجح فيها أحد حتى الآن، والشركات التي تملك فيها الدولة ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة وغيره من الأذرع والعضلات المالية، قادرة على لعب هذا الدور القيادي.
المشكلة أن فكر القطاع الخاص انتقل للجهاز الحكومي وتغلغل فيه، الشراكة أحدثت نقلة فكرية غير سوية، وإذا لم تبادر وزارة المالية فلن يتجاوز تصريح الوزير دائرة الاستهلاك الإعلامي، والأخير لم يعد يفيد أو يحدث أثراً لدى الرأي العام بل أصبح مجالاً للتندر، اقرأ تعليقات القراء لتعرف حجم التندر.
والحقيقة أني اشك أن هناك استيعاباً فاعلاً لهذه الجزئية المهمة، سبب الشك… هو الفجوة التي أراها ما زالت ماثلة، بين المتطلبات والاستجابة ونوعيتها.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «الإخوان» في المجتمع

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ايوه .. وظفوهم والا ايش رأيكم .. طبطبوا عليهم كبسوهم
    وهمزوهم .. ودهنوهم بزيت سمسم.. وهشكوهم .. والله بعض
    ساعات تحس تصاريح بعض المسؤلين عندنا كأنها تصاريح
    تقول عكس ماينطق .. اقول الجد مفرق الحيل والجريد الاخضر
    لازم يشتغل والا مافي فائدة وكبروا المخدات والطراريح . وشكرا

  2. مواطن كتب:

    الاخوان مشغولين بوضع اسعار جديده بعد الزيادات واالاوامر الملكيه في قروض العقاري والتي ستشعل سوق البناء ومواده ولابد من اسعار جديده لبضايع الاخوان
    ومابين الاخوان المدللين بكل شي من عدم وجود ضرائب وتسهيلات بالقروض الحكوميه ودعم
    ضاع الابناء ومستقبلا سنعرف الاخ بانه من اخاك اخاك من وظفك

  3. حياك الله) أبو احمد
    أكثر من رائع..جميل جدآ المقال اليوم..
    الله)يعطيك ألف عافية .سلمت يمناك .,ودمتم لمحبينك:

التعليقات مغلقة.