من المستفيد الفوري؟

اكتشف الثوار في ليبيا أفراداً من قوات خاصة بريطانية دخلوا خِلسة إلى الأراضي الليبية، قال وزير «الدفاع» البريطاني إنهم مع بعثة ديبلوماسية!؟ اعتُبر هذا التصريح نكتة العام. المشهد في ليبيا يذكر بالعراق أيام الغزو الأميركي. المتحفزون للتدخل «الآن» هم أنفسهم، الولايات المتحدة وبريطانيا ومن خلف الستار تقبع فرنسا، تستخدم اليافطات نفسها، حقوق الإنسان والعدالة والديموقراطية، ولن أستغرب فيما لو اكتشفت قوات إسرائيلية في ليبيا بعد أن أصبح التقسيم واقعاً. ولو بحثنا عن المسؤول الأول عن هذا لظهرت لنا صورة ملك ملوك أفريقيا، الذي تناسى شعبه واهتم بالغرب والشرق. أمثاله يستخدِمون الشعوبَ للتطبيل والتصنيم لا غير، وبالمختصر المفيد أن الغرب يستخدم دكتاتوراً «أو يتعايش معه» لفترة معينة، حين تنتهي صلاحيته يتم الانقضاض على ما بين يديه فيظهر المفترس بصورة المخلص.
في العنوان طرحت سؤالاً يقول: من المستفيد الفوري من الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ والقصد من تحققت استفادته الآن ومستمرة في التحقق، لأن هناك آمالاً وطموحات للشعوب لم تظهر على السطح لحين هذه اللحظة، في مصر مبشرات بطيئة جداً» أتوقف هنا تحية إجلال للإخوة في مصر القائمين على إدارة البورصة فهي موقفة، ويتم الإعلان المستمر عن ضرورات التأكد من بيانات المتعاملين وتحديثها قبل العودة للتداول»، في تونس حالة جمود وعودة للمربع الأول كل مرة، قد يقول قائل ما زال الوقت مبكراً. وهذا قول منطقي يمكن تفهمه، لكنه لا يعفينا من البحث عن المستفيد الفوري.
يذكر لي خبراء ماليون أن الغرب والولايات المتحدة منه تحديداً استقبل ما يقارب 300 بليون دولار منذ اندلاع الأحداث في تونس، هذه الأموال هربت من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينها أموال لمحافظ استثمارية أجنبية ولأفراد يبحثون على ملاذ آمن، إضافة إلى أموال تم وضع اليد عليها تحت بند التجميد» لأغراض ديموقراطية!»، إذا عدنا إلى الماضي القريب نعلم أن الولايات المتحدة كانت السبب الأول وراء حدوث الأزمة المالية العالمية، وموازنة العملاق الرأسمالي تشكو من عجز ضخم متراكم ومتزايد فهي بحاجة إلى كل مال حقيقي، وتحذيرات الخبراء الأميركيين حاضرة منذ زمن طويل، وفي الصورة صراع اقتصادي مع الصين – بالمناسبة أهل الصين ما زالوا الأكثر ذكاءً من بين الدول ذات الفائض المالي -. والخلاصة أنه كلما استمرت الأوضاع في المنطقة على هذه الحال زادت فرص استفادة الاقتصاد الأميركي والغربي عموماً منها. الفوضى تخلق لهم فرصة هجرة الأموال.. عصب تحريك الاقتصاد وتوفير الوظائف، وهي – أي الفوضى – مبرر لهروب مستثمرين لذلك لا يستغرب استمرار تغذيتها إعلامياً للحرص على أن تصبح حالة دائمة، ولن يتحدث أحد في هذه الأيام عن تضرر الشعوب، لأن الأحلام – أو التطلعات إن شئت – احتلت الواجهة.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على من المستفيد الفوري؟

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الله يبارك فيك المستفيد الاول والاخير من لم يكبر المخدة وينام.. وشكرا

التعليقات مغلقة.