الرؤوس الكبيرة

صدق جمهور من الناس أنهم فعلاً “سوا” فاتجهوا مسرعين إلى مساهمة “سوا” وكانت الكارثة، وبدأت المطالبات والصراخ والتجمهر، ولو سرت منذ هذه اللحظة شائعة أن لدى الموقع أدناه مساهمة خاصة و”محفوفة” للمتاجرة بالفقع، وطرزت هذه الشائعة بمعلومة عن اكتشاف منجم للفقع تحت أساسات “قلعة وادرين”، وأن السهم حدد له مبلغ قدره كذا لقاء حصة مشاعة أو مشعة من “الخياش” لوجدت من يأتي مهرولاً للمساهمة، وربما توسط البعض بآخرين، والمساهمة “المحفوفة” لا يقصد أنها على حافة المخاطر بل أن عدد المقبولين للمشاركة محدود ومنتقى ولا يسمح بدخول “أبو نعيلة”، وهي مثل الولائم التي يقال لك إنها محفوفة، وتجد أن عدد المدعوين يتجاوز حضور حفل زفاف.
وأول مرة سمعت فيها عن مساهمات “سوا” قبل أشهر، اتصل بي احد الإخوة يعرض حصولي على ريال لقاء الوساطة في توفير مشتر أو بطاقات، ويعتقد البعض أن الكاتب الإعلامي لا بد من أن له علاقات “ثرية”!، وتأثيراً على أوساط نافذة، وقلت له وقتها “والله يعلم” أن مثل هذا الأمر غير معقول، ودارت الأيام لنجد أخبار “سوا” والمتضررين على عناوين الصحف.
لا تختلف مساهمة “سوا” عن بقية المساهمات التي مررنا بها من “الطوير والأجهوري إلى الجمعة والعيد”، إلا في البضاعة، اختيار البضاعة هذه المرة تجاوز العقار وتجارة التمر والعملات، وعلى رغم أن مساهمة “سوا” معلومة منذ زمن، يتحدث بها الناس وتنشر الدعوات لها في الانترنت، إلا أن شركة الاتصالات السعودية الموقرة لم تحذر منها إلا بعد وقوع “الرأس في الخيشة” مع إنها معنية بالأمر بصورة رئيسة، والجديد في هذه القضية أنها كشفت أو انكشفت في وقت باكر عن غيرها من المساهمات المشبوهة، وما يدل على أننا في تقدم “بضم التاء” متابعة الصحافة الباكرة لها ونشر الأخبار بالأسماء وتقدم سير القضية، والخبر الذي نشرته صحيفة الرياض في الثاني من هذا الشهر يحمل إشارات خطيرة، احد المتهمين الرئيسيين كان حارس امن في شركة الاتصالات، وقام بعض موظفي الشركة بتزويده بكميات من بطاقات “سوا” ليتاجر فيها تحت مسمى “مساهمات سوا” وتضخمت المساهمات حتى وصلت إلى أكثر من بليون ريال، تردد أن هناك مسؤولين وشخصيات بارزة ساهمت بملايين الريالات ثم انسحبت من المساهمة قبل تعثرها، وتحاول اللجنة المكلفة التحقيق في هذه القضية، معرفة دور هؤلاء المسؤولين في القضية، ونحن في انتظار النتائج.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.