تعليق الدراسة

لنا كم أسبوع ويوم السبت إجازة حتى أصبحنا نتوقع تغيير الإجازة الأسبوعية – قريباً – إلى يومي الجمعة والسبت، والطلبة والطالبات وقطاع التعليم يخشى عليهم من الحسد بسبب تعدد الإجازات والأجمل… مفاجأتها، ويتذكر الواحد منا أن السنة كانت تمر من دون إجازة» استثنائية» واحدة فيعجب لحظوظ البعض «الغبارية» ثم يردد، إبراء للذمة، ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
أمس علقت الدراسة فأعلِن الخبر متأخراً، وكأن إعلان التعليق مرتبط بتوقيت تعليق الملابس قبل النوم، ومن الطرافة أن رسالة الاتصالات الخاصة بتحذير الدفاع المدني تصل متأخرة أكثر، بالضبط حينما تكون في وسط المعمعة الغبارية.
سأل أحدهم رفيقه في الاستراحة، لماذا علِقت الدراسة لطلاب وطالبات التعليم العام ولم تُعلَق لطلبة التعليم العالي؟ والناس لا يرضيهم العجب، ويرغب الكل منهم في التمتع بإجازة يوم السبت الثقيل دواماً ودراسة.
طبعاً السبب بسيط ومنطقي لأن المشكلة الغبارية انحصرت في انخفاض الرؤية «الأفقية» بحسب البيانات الصادرة من الأرصاد، هذا يعني ان الرؤية «العمودية» جيدة وواضحة لطلاب التعليم «العالي»، فهم وصلوا إلى مرحلة التطلع للأعلى! بعضهم اقترح على طلبة الجامعة دهن وجوههم بـ «الفيري» أو «الفازلين»، ولدى شباب الجامعة خبرة في السيارات والتنقل بين المدن تاريخ من دهن «وجيه» السيارات اللامعة حماية من الغبار والرمال، هذا قبل ظهور الأفلام الشفافة.
وعلى ذكر السيارات، الحركة المرورية في أجواء لا يرى فيها السائق طرف سيارته الأمامي هي نفسها في الصحو، لأن السائق هو نفسه، والمضحك أن أغلب السائقين يحذرون الآخرين من أنفسهم أكثر من تحذيرهم من انخفاض الرؤية، ترى هذا في حرص على تشغيل إضاءة التحذير مع الاستمرار في القيادة الاقتحامية.
أما التأخر في الإعلان أن الدراسة في خانة التعليق وأغلب الطلبة في نوم عميق، فيأتي رغبة في مفاجأة سارة لهم. ألا ترى أن هناك فارقاً كبيراً في الأثر النفسي بين أن تعلم عن الإجازة قبل يوم كامل أو يومين أو لا تعلم عنها إلا في الصباح الباكر، نحسب عليك إجازة مع عدم التمتع بنوم «الصفرة».
ورغم أن الغبار مزعج وأضراره الصحية – والاقتصادية – معروفة ودهاليز المستشفيات ازدحمت بالمتضررين، ما زلنا نغض النظر عن أنه جزء أساسي من بيئتنا، لا ندرسه ولا نحاول. هي فرصة لأعيد طرح اقتراح، على الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود. كرسي لدراسة سبل علاج ومواجهة أخطار الغبار أو الحد منها.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على تعليق الدراسة

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    احلى شئ في تعليق الدراسة ان الطلاب في المناطق الثانية واولهم الاولاد
    الله يبارك لنا ومن يقراء يسألوك واحنا ماراح يجينا هذا الغبار .. حتى في
    الغبار فيه مناظرة سبحان الله بس وشكرا .

التعليقات مغلقة.