هل شاهدت صورة الشاب أحمد الشايع وقد احترق وجهه ومعظم أجزاء جسده؟ هل رأيت بشاعة ما تعرض أو عرض نفسه له، أحمد الشايع “21 عاماً” هو السعودي المتهم بتفجير صهريج نفط في العراق وقتل وإصابة العشرات، وصفه والده بأنه هادئ الطبع، وفي حديث صحفي للرياض يقول والده:
“قال إنه سيخرج للبر وغيابه عادي فهو يغيب أياماً وأسابيع وأحياناً شهراً وافتقاده شهراً أمر عادي لنا”، ويستغرب أحد جيران الشاب أحمد الخبر، ويقول لـ”الحياة” إنه معروف بالطيبة، مشيراً إلى أن الخبر كان مفاجئاً ومستغرباً من سكان الحي”.
في لقاءات تلفزيونية سابقة بثتها القناة الأولى السعودية مع بعض آباء من شاركوا في تفجيرات إرهابية داخل السعودية قالوا عن أبنائهم كلاماً مشابهاً، الطباع هادئة، لم يلاحظوا تغيرات في السلوك والتعامل، بل إن بعضهم وصفوا أبناءهم بالبر والإحسان لوالديهم، والكل مفاجأ ومستغرب وغير مصدق.
بحسب رواية والد أحمد الشايع، أنه خرج في الخامس والعشرين من شهر رمضان الماضي، ولم يشاهده بعدها، لعل القارئ الكريم يتذكر أن التلفزيون السعودي عرض خلال شهر رمضان المبارك، حلقة لمسلسل “طاش ما طاش” عن الإرهاب، قام فيه شاب صغير السن بدور سائق سيارة التفجير. وكان لهذه الحلقة أثر كبير كما نشرت الصحف لاحقاً.
هذه المقدمة مهمة لأنني متأكد أن غالبية القراء مثلي ومثل أولياء أمور هؤلاء الشباب مستغربون والمفاجأة صدمتهم. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار، تاريخ خروج الشاب أحمد الأخير، ثم التفجير وظهور صورته محترقاً، نستنتج أن جهودنا في مواجهة الفكر المتطرف ناقصة بل وغير مؤثرة، ولا نعلم عدد الشباب الذين خرجوا مثل أحمد ولأي سبب خرجوا، ومن غير المصدق أن يكونوا استدرجوا إلى مناطق قريبة ثم خطفوا ليستخدموا سائقين لسيارات متفجرة، والأقرب للإقناع أن بين ظهرانينا دعوة سرية قوية لهذا التوجه ما زالت تعمل بقوة ولها قنواتها الخاصة، والدليل أنها ما زالت تستطيع إخراج شباب من منازلهم ليستخدموا حطباً للتفجيرات، وواجبنا أن نعمل جاهدين لإيقاف تصدير شبابنا إلى الموت.
إن لدى الجهات المعنية في وزارة الداخلية المقدرة على معرفة الأسباب في استمرار التغرير بهؤلاء الشباب، والحصول على معلومات من أحمد المصاب ليس أمراً صعباً، ربما يقودنا هذا إلى الكشف عن قنوات تحت الأرض ما زالت تعمل بهدوء يشبه الهدوء الذي وصف به هؤلاء الشباب.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط