ذرائع جديدة

سنظل متهمين ومهزومين ليس لأننا ضعفاء، بل لكوننا ننتظر كل يوم تهمة جديدة تعيدنا إلى دوامة المحاولات اليائسة للدفاع عن أنفسنا، وكثرة الطرق تفل الحديد فماذا ستفعل يا ترى بالخشب.
في أواخر عام 2002 نظم مركز زايد للمتابعة والتنسيق في أبو ظبي ندوة عن “مفهوم العداء للسامية واستخداماته المغرضة من قبل إسرائيل”،
ومن بعدها واجه هذا المركز إرهاباً فكرياً عنيفاً شارك فيه مسؤولون في الإدارة الأميركية، ولم يسلم من الإرهاب الفكري كثير ممن ساهم في ندوات المركز وفي مقدمهم الدكتورة أميمة الجلاهمة، التي ما زالت تعاني بعد إيقافها عن الكتابة. ومع ذعر البعض من العاصفة الإرهابية ساهم عدد من الأقلام العربية في الحرب على المركز الذي أقفل لاحقاً ولم تسلم الدكتورة أميمة من تلك الأقلام.
 ومن الواضح الآن وبعد صدور القانون الأميركي الجديد الذي يقضي بمكافحة العداء للسامية وإحصاء الحوادث المعادية لها، وصدور تقرير سنوي يضم لائحة للدول ومدى استجابتها للقانون الجديد، وبالتالي تحديد موقف الإدارة الأميركية منها، وما يعني هذا من ضغوط وتهديدات الخ…
 من الواضح أن القائمين على مركز زايد للمتابعة والتنسيق كان لديهم تفكير مستقبلي ناجح، هذا التفكير قادهم في ما يبدو إلى فتح ملفات مبيتة ستستخدم في مستقبل الأيام، ولأنه لا يجوز أن يكون في العالم العربي مراكز أبحاث تفكر وتحلل وتحاول تجنيد الطاقات والتوجيه، فقد قامت القيامة عليه حتى تم إقفاله، وحصلت شابة أميركية يهودية على وسام البطولة.
 في حين أن مراكز التحريض على الكراهية وحصار الدول والعداء للعرب والمسلمين ما زالت في الولايات المتحدة الأميركية تتوالد وتكتسب مزيداً من القوة والتأثير.
ويستثنى العرب من السامية عند الحديث عن العداء لها، ولن يعترف أحد بكم أيها العرب أنكم من نسل سام وأن الذين يعادونكم ويغتصبون حقوقكم هم في الأصل وبحسب شجرة سيدنا آدم عليه السلام أبناء عمومة، فأنتم أيها العرب أبناء الجارية.
وفي ظل هذه الأجواء تجري وتيرة دمج إسرائيل أو العدو الصهيوني “كما قال ابو مازن وقبل ان يعتذر” في المنطقة، ويتم توقيع اتفاقات اقتصادية تحصل بموجبها سلع بعض الدول العربية التي تحتوي مكونات إسرائيلية على تسهيلات مغرية في السوق الأميركي، وتحت شعار “هدد وأدمج”.
ونحن نقف مكتوفي الأيدي في انتظار أن تصبح الصهيونية التي يجرى تحسين صورتها هي المصدر الوحيد للتشريعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.