العمل من الداخل

شئنا أم أبينا الولايات المتحدة الأميركية هي القوة المسيطرة على العالم، وأياً كانت الشعارات التي ترفعها مثل الحرية والديموقراطية فإن هذا لا يعني أننا سنحصل على جزء يسير منها، أيضاً أصبحت قضايانا مادة خصبة لتحقيق الشهرة والنجاح للطامحين من الأميركان والمتأمركين، وصار في امكان قلم غربي في جريدة تصدر على بعد الآلاف من الكيلومترات أن يسبب الصداع لدول وسلطات عربية، ويمكن لتقرير صادر من مركز من مراكز التحريض خصوصاً في الولايات المتحدة وبريطانيا أن يشيد الأساس لقانون ملزم بسببه ستدفع البلاد العربية ثمن باهظاً ويظل سيفاً مصلتاً يستخدم وقت الحاجة.
في ظل وضع مثل هذا تقدر فيه دول قيمة أبناءها أحياء وأمواتاً وتقايض جثث الأموات منهم بأسرى أحياء من أخواننا، وفي وقت يطلق فيه سراح الجواسيس، وتحصر فضيحة سجن أبو غريب في حكم بائس على جندي وحيد، ويحكم على جندي يقتل جريحاً أعزل على شاشات التلفزيون بالسجن سنة واحدة ربما يقضيها في الخدمة الاجتماعية، في هذا الوقت نتذكر قصة الجندي المصري سليمان خاطر الذي أدين بقتل عدد من الإسرائيليين في الثمانينات من القرن الماضي، الذي حكم عليه بالسجن لأكثر من عشرين عاماً ثم مات شنقاً داخله، ونقارنه بما حدث قبل أشهر حيث قتل إسرائيليون مجندين مصريين على الحدود فقامت حكومة شارون بتعنيفهم فقط لا غير!؟.
هذا الصورة تعطي دلالة واضحة على قيمة الإنسان في البلاد العربية وخارجها. وما دمنا نعيش مثل هذه الأوضاع، فنحن في مسلسل من الانحدار المستمر.
لكن ما العمل؟
يجب أن نعيد النظر في قيمة الإنسان العربي داخل بلاده أولاً وأخيراً، لنعتبره نفساً بشرية كرمها خالقها عز وجل، فنحترمها ثم نتوقع من الآخرين أن يضعون لنا حساباً.
الشق الثاني هو العمل داخل القوة المسيطرة على العالم وهو ممكن متاح، وهنا أحيي ما تقوم به المنظمات العربية والإسلامية في أميركا، وفي مقدمها “كير” التي طالبت الخارجية الأميركية بتقرير سنوي عن ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في العالم وهو ما يجب أن نعمل على صدوره. وأستغرب أن جهات مهمة ولديها الإمكانات مثل رابطة العالم الإسلامية، تقف صامتة، وردود فعلها متأخرة، وليس لها مبادرات تذكر، فلماذا لا تصدر هذه الرابطة تقريراً سنوياً عن تزايد ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.