في مقابل الثائر هناك «مستثور» أمسك بتلابيب السلطة في زمن مضى ولا يقبل التفريط بها، ثائر قديم لا يقبل بثورة على ثورته، يراها سطواً على حقوق اختراع. ومن «الاستثوار» أسلوب حافة الهاوية «الوطنية» الذي تتبعنا مشاهده في مختلف الثورات العربية منذ الشرارة التونسية، فلا بد أن تسيل الدماء وتفيض ويروع الناس حتى تتحقق مطالب مشروعة… تبدأ بسيطة وعادية لا يستجاب لها لترتفع الى أعلى.
ولا يزال بعض الأنظمة العربية حبيس شعارات وخطابات لم تعد تؤثر بعد طول استحلاب لها، الكلمة في الشعار من طول «علك ومص» ونشر لم تعد تعني أو تشير إلى ما يفترض – لغة – أنها تعني… صارت خاوية، وترى في الثورات مع اختلاف البلدان أن العرض نفسه يعاد بلهجة عربية مختلفة لا غير. وباستثناء الحالة الليبية التي أجهز الاحتضان – أو الاختطاف – الغربي «المريب» ثورتها لأسباب نفطية استراتيجية، فإن المشهد هو نفسه… والغرب مثل الجوارح، فحينما تحترق الغابات تتجمع الجوارح انتظاراً لاصطياد الفرائس المذعورة.
وعلى سطح مشهد سياسي ثائر، تظهر صور الزعماء أو من كانوا كذلك، مبارك في طريقه للمحاكمة وبن علي ليس بعيداً عنها، لكنَّ هناك أبطالاً آخرين في المشهد العربي الدامي، فإذا كان التونسي البوعزيزي هو من أحدث الشرارة ليصبح رمزاً عربياً لثورة الغضب – أو هو القهر – على الظلم والاستبداد، ففي المقابل هناك شخصيات عملت على توفير البيئة المناسبة لظهور عشبة البوعزيزي بأشواكها المدببة، لا شك في أن هناك أكثر من واحد في أكثر من بلد عربي، إنما تبرز لديّ، في مواجهة البوعزيزي شخصية أحمد عز رجل الأعمال والسياسي المصري… سابقاً، فهو يمثّل الخلطة السرية لسوسة السياسة أفضل تمثيل، مؤكد أنه ليس وحده فهو جزء من منظومة، لكن تجمعت في سيرته عوامل جعلته «البطل» المقابل للبوعزيزي في المشهد الثوري العربي الواحد، فأحمد عز هو نتيجة لفساد واستبداد وإلا ما كان له أن يكون ويؤثر، ذراعاً مالية وسياسية. يظهر القائد السياسي بثوب الأبوة وهو يتحدث للشعب مقدماً الوعود الطيبة ومبشراً بالمستقبل الزاهر، وذراعه أو أذرعته تعمل بهدوء في ما يناقض تحقيق كل ما يقوله في خطابات رسمية، اعتبر أحمد عز شخصية العام العربية «الخفية»، فتيل الثورات، هناك أكثر من أحمد عز في أكثر من بلد عربي، لكنهم ما زالوا تحت السطح… خطوط تحركاتهم مثل فتائل إشعال ديناميت الثورات، يمدّونها في كل مكان يتجوّلون فيه وصفقة يبرمونها، والفرق أن أحمد عز دفعته الثورة المصرية قسراً للواجهة الإعلامية. ستبرز ثورات أخرى أحمد عز في دول عربية عدة، في حين كان جسد البوعزيزي هو الديناميت المتفجر.
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اسأل الله ان يذكرك بالشهادة يابو احمد ..
الوالد رحمة الله عليه وعلى اموات المسلمين كان يقول نفس العبارة
انه فيه بشر ( مستثور) وفيه بشر ( ثور) بطبيعتهم .. المصيبة فعلا
في الـ ( مستثور) اللي مايعي اللي بيدور حوله ..
وانت تقول الله يسلمك (ففي المقابل هناك شخصيات عملت على توفير البيئة المناسبة لظهور عشبة البوعزيزي بأشواكها المدببة، لا شك في أن هناك أكثر من واحد في أكثر من بلد عربي )
ونحنا نقول ماهو شخصيات نحن نقول مستثورين عملوا على توفير البيئة المناسبة لظهور عشبة البوعزيزي…
وفي كلتا الحالات الله لايجعلنا لا من المستثورين اولا واخيرا وشكرا
صباح الخير استاذي ,,,,,
اتمنى ان تكون بتمام الصحة والعافيه وبعيدا عن متناول السلطات !!
مقال “الدين والخرافه والاستبداد” حفظته عن ظهر قلب , واستوعبته جيدا ,حيث انه لامس اكبر متاهاتي واهتماماتي (الدين المسيس) وهو بطافة الدعوه التي عرفتني بشخصك وجعلتني احرص على ان استقي منك اكثر واكثر حتى وصلت الى موقعك وربما كتيك في المستقبل!!
اتمنى ان اقرأ رؤيتك حول (الدين والاقتصاد) ولك مني جزيل الشكر …..
ا الى اللقاء والدي الكريم,,,,,,,,
الاخ خالد الغامدي
لك اطيب تحية، وللمعلومة المقال الذي ذكرت ليس لي، بل لزميل اخر يكتب في صحيفة اخرى،
الف شكر على تجاوبك وتوضيحك ويبدو ان فارق اسم الاب اسقطني في الخطأ…
لكنها بالفعل صدفه ثمينه عرفتني بكما الاثنين في وقت واحد وانا سعيد جدا ايضا لقراءة مقالاتك وبالخصوص مقال الوطن التائه والاستثوار وارجو ان احضى بالوقت للقائك مرة اخرى….وكلي امل بايصال صوتي لصاحبنا بشأن مقاله..
الى اللقاء